Tuesday 26th august,2003 11289العدد الثلاثاء 28 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جوانب من الوجه الثقافي للمملكة جوانب من الوجه الثقافي للمملكة
مركز الملك فهد الثقافي بالرياض
د. عبد الله بن خلف العساف(*)

تشهد أرض المملكة العربية السعودية كل يوم العديد من المشروعات والخدمات التي تحظى بكل الدعم والرعاية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.
وما نتحدث عنه هنا يأتي ضمن مشروعات الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث بدأ التخطيط لهذا الصرح الشامخ منذ حوالي عشرين عاماً.
فقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء مركز ثقافي حضاري عالمي يكون واحداً من أدلة كثيرة على عالمية الثقافة الإسلامية العربية، ووسيلة للمحافظة عليها ونشرها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، فتم بتوفيق الله، ثم بدعم من الحكومة الرشيدة إنشاء مركز الملك فهد الثقافي لتحقيق هذا الهدف النبيل.
وقد أعدت الدراسات والتصميمات اللازمة لهذا الصرح حيث بدئ التنفيذ في إنشائه بناءً على التوجيهات التي صدرت من المغفور له بإذن الله معالي أمير الشباب صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله.
وقد تم استكمال التجهيزات بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، وحرصاً من صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب.
وإيماناً منهم بأن الرياضة إذا كانت تبني الأبدان فالثقافة تبني العقول، لذا لم تغفل رعاية الشباب النشاطات الثقافية والفنية. ومن اجل الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون فقد تم إنشاء هذا المركز، ليكون صرحاً شامخاً يجمع بين كافة ألوان الثقافة العلمية والأدبية والفنية للعامة وللمتخصصين في آن واحد «1».
لقد أولت الدولة أيدها الله عناية كبيرة بالعلم والثقافة، فأوجدت المراكز العلمية والثقافية التي أصبحت من معالم البلاد الرئيسية.
ومركز الملك فهد الثقافي من عطاءات الدولة في هذا المجال، وهو نموذج لمنجزات فكر المملكة الإبداعية العلمية والثقافية. ولهذا أصبح هذا المركز من المعالم الرائعة التي تزدان بها رياض الثقافة، يتوافق وضخامة إرث المملكة الحضاري منذ الزمن الحجري، وتجربة الاستقرار والبناء الحضاري، وإشراقة النور الإلهي.
وقد تم افتتاح المركز يوم الثلاثاء 25 شعبان 1421هـ في عهد خادم الحرمين الشريفين - برعاية صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد خلال فعاليات الرياض عاصمة الثقافة العربية «2».
موقع المركز
يقع مركز الملك فهد الثقافي إلى الغرب من مدينة الرياض في موقع متميز يطل على منطقة وادي حنيفة جنوب شارع الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، وعن طريق آخر إلى جوار منشآت الرئاسة العامة لرعاية الشباب..
وصف المركز من الخارج
يشغل المركز مساحة حوالي 000 ،100 متر مربع تقريباً، وتشمل هذه المساحة الطرق الداخلية، واماكن انتظار للسيارات، مع ما تشغله المساحات الخضراء من حيز حول المبنى.
وتتسع مواقف السيارات إلى ما يقرب من 1450 سيارة بما فيها سيارات المعاقين مع مساحات يمكن استخدامها في إجراء العروض الخارجية. وتحيط بمواقف السيارات مدرجات صممت من الصخور الطبيعية والنباتات البيئية والنوافير الجميلة بهدف الإيحاء بمحيط يجمع بين الراحة والمتعة. وقد تم رصف منطقة خارجية بمساحة 6000 متر لتكون جاهزة لإقامة الأسواق الشعبية.
وقد وزعت المساحة الخارجية للمركز على النحو التالي:
- المدخل الخاص بالمركز
- ساحة مدخل الجمهور
- منطقة العرض الخارجية المفتوحة
- انتظار سيارات الجمهور
- امتداد مستقبلي لمنطقة انتظار سيارات الجمهور
- انتظار سيارات كبار الشخصيات
- انتظار سيارات الإدارة والعاملين
- مخيم «3»
أقسام المركز ومداخله
يوجد للمركز مدخلان منفصلان أحدهما لكبار الشخصيات والآخر للعامة. ومدخل العامة يؤدي مباشرة الى البهو الرئيسي وهو عبارة عن بهو كبير حيث توجد مكاتب التذاكر.
وهذا البهو يؤدي إلى كل أقسام المركز، وهي:
1- المسرح الرئيسي.
2- المسرح الصغير.
3- قاعة المحاضرات.
4- القاعة متعددة الأغراض.
5- صالة العرض.
6- القبة السماوية.
7- المكتبة.
08 المتحف.
اما المدخل الخاص بكبار الشخصيات فيؤدي مباشرة إلى البهو الذي يشغل الطابق الأرضي حيث يؤدي بدوره إلى صالة الطعام والمجالس عبر المصعد الخاص بقاعة استقبال كبار الشخصيات. ومن الطابق الأول يمكن لكبار الشخصيات الوصول مباشرة إلى المسرح الرئيسي عبر ممر خاص «قنطرة»، ويقطع هذا الممر منطقة البهو الرئيسي «4».
وصف المركز من الداخل
لقد ورد - في النشرة الرسمية لمركز الملك فهد الثقافي - الوصف التالي لاقسامه، ومحتوياته من الداخل:
الدور الأرضي
تبلغ مساحة الدور الأرضي 10000م2، وتبلغ مساحة الأدوار الثلاثة الاخرى 23000م2.
يتراوح ارتفاع المبنى حوالي 25 متراً. ويشتمل الدور الأرضي على قاعات الاستقبال والاستراحات الخاصة وقاعة الطعام الخاصة. كما يشتمل على مدخل الجمهور والبهو الرئيسي المؤدي إلى قاعة الفنون التشكيلية وقاعة المحاضرات والقبة الفلكية، كما تقع في هذا الدور مكاتب الإدارة وغرف خدمات المشروع.
وهو يتضمن ما يلي: البوابة الخاصة، قاعة المدخل الخاص، الاستراحة الخاصة، قاعة الطعام الخاصة، مدخل الجمهور، البهو الرئيسي، قاعة الفنون التشكيلية، القبة الفلكية، قاعة المحاضرات، معدات قاعة الاحتفالات الكبرى، مطعم العاملين بالمركز، مكاتب الادارة.
الدور الأول
يشتمل الدور الأول على قاعة الاستقبال الخاص، وقاعة المجلس الخاص، والبهو الخاص، ويشمل ايضاً المكتبة العامة، وقاعتي الاحتفالات الكبرى والصغرى.
الدور الثاني
يتضمن الدور الثاني من المركز على الجناح الخاص، وقاعة استقبال الجمهور ومتحف للتراث الوطني وكذلك شرفة قاعة الاحتفالات الكبرى، وشرفة قاعة الاحتفالات الصغرى وبعض مكاتب الإدارة.
الدور الثالث
وفيه شرفة قاعة الاحتفالات الكبرى، وستائر قاعة الاحتفالات، وقاعات التمرين، وغرف الممثلين والزينة، وعدد من مستودعات المناظر ومستلزماتها «5».
قاعة الاحتفالات الكبرى
وهي قاعة كبيرة جداً بحيث تتسع لحوالي 3000 مقعد. وقد جهزت بأحدث الاجهزة السمعية والبصرية والصوتية.
التحفة الفنية
هي عبارة عن آية قرآنية بالخط الكوفي تتوسطها صورة «بورتريه» منفذة بأسلوب نسيج الابيسون لخادم الحرمين الشريفين.
المسرح الرئيسي
الطاقة الاستيعابية للصالة «بخلاف مقاعد المعاقين» تبلغ 3000 مقعد تقريباً، ومسحة خشبة المسرح حوالي 1800م2 وارتفاع قطاعها الاوسط 27 متراً وعمقاً 35 متراً.
المسرح الصغير «قاعة العرض»
الطاقة الاستيعابية للمسرح هي 433 مقعداً، وتبلغ مساحة خشبة المسرح الكلية 150م2 تقريباً مع ارتفاع يصل إلى 5 ،10م، ومنفذة بألواح من خشب الصنوبر. وهي مجهزة بستارة تفتح أفقياً بوساطة نظام تحكم آلي.
قاعة المحاضرات
الطاقة الاستيعابية لهذه القاعة 336 مقعداً. ومنصتها عبارة عن شاشة عرض «11x5م»، وحوائطها مجهزة بستائر لتغطية شاشة العرض او مساحة المنصة كلياً.
وقد زودت هذه القاعة بنظام مميز للترجمة يتم بوساطة اجهزة لاسلكية تعمل بالاشعة تحت الحمراء للترجمة لثلاث لغات في آن واحد. ويمكن استخدامها ايضاً كأجهزة استماع مساعدة. وقد أُلحقت بالقاعة غرفة مراقبة رئيسية مجهزة بأحدث الأجهزة؟
القبة السماوية
الطاقة الاستيعابية للقبة السماوية 210 مقاعد. وقد نظمت بعناية، وجهزت بأحدث الاجهزة. وهي مقاعد من نوع خاص صممت خصيصاً للقباب السماوية بحيث يمكن استدارته ويمكن أن يميل الى الخلف او ينحني لمتابعة العرض. ومن شأن تلك المقاعد أن تمكن كل مشاهد من متابعة العروض بدقة، وكأنه يجلس وحده.
اما القبة فقطرها 18م، وهي مصنوعة من ألواح الالمنيوم المثقوب الأبيض اللون، والمثبت على إطار من الصلب يؤدي دور شاشة العرض بالنسبة للقبة السماوية «6».
المعدات الخاصة بالقبة السماوية
جهاز العرض الرئيسي بالقبة: وهو جهاز مثبت عليه 8900 نجم ثابت من درب التبانة.
اما اجهزة العرض المساعدة في القبة، فهي:
1- جهاز العرض الخاص بالكرة الارضية.
2- جهاز عرض الشمس.
3- جهاز عرض الشهب.
4- جهاز عرض المذنبات.
5- جهاز عرض تحديد المجموعات النجمية.
6- جهاز عرض الاقمار «توابع الأقمار»
7- جهاز عرض السحب.
8- جهاز عرض تحديد زوايا الابعاد.
9- جهاز عرض فيلم صوتي مقاس 16 مم
10- جهاز عرض البانوراما
11- معدات الصوت والمؤثرات الصوتية والتسجيلات
12- انظمة التحكم في اجهزة العرض بواسطة الحاسب الآلي
قاعة الفنون التشكيلية
وهي مكونة من عدة قاعات كبيرة مهيأة معمارياً وتقنياً لاستقبال اضخم عروض الفنون التشكيلية. والسقف فيها مغطى بمادة ماصة للصوت مما يمكّن العاملين والجالسين من سماع اية نداءات تتم، إلى جانب نظام إضاءة يتدلى منه مدادات للطاقة الضوئية تمتد حتى مواقع الاضواء المباشرة. كما يحتوي سقف القاعة على مصابيح ذات جهد مرتفع من النيون تسير محاذية للمدادات وحول الأعمدة.
المكتبة العامة
تبلغ مساحة المكتبة العامة 850م2، وتتسع لثلاثين ألف كتاب. وسقف المكتبة مكسو بمادة خاصة مانعة للصوت مع انوار مدلاة.
وقد زودت المكتبة بأرفف مفتوحة، وطاولات للإطلاع منفذة على نفس منوال قاعة العرض، وإضاءة صحية مريحة «7».
معرض الآثار بالمركز
يضم المركز معرضاً دائماً للآثار، وهو بمثابة متحف يضم كل ما يتعلق بتراث المملكة من ابعاد تاريخية وحضارية. ويعتبر هذا المعرض محاولة من وزارة المعارف متمثلة في وكالة الآثار والمتاحف لعرض صورة بانورامية لهذا الإرث الحضاري وهو جانب من جوانب المنجز الثقافي للمملكة العربية السعودية، وقد اعدت خِزانات خاصة للعرض ونفذت بالزجاج والنحاس الأصفر المجلو وقواعدها من خشب البلوط «8».
القاعة متعددة الأغراض
وهي تستخدم ككافتيريا او قاعة اجتماعات او صالة طعام.
خلاصة
يتبين لنا مما تقدم ان مركز الملك فهد الثقافي بوابة ثقافية هامة، ومركز إشعاع حضاري في العاصمة الرياض. وهو رمز من رموز الثقافة بالمملكة، فيه إمكانات عالية وعالمية، هو يضم مسارح، وقاعات للمحاضرات، وقاعة للمؤتمرات والفنون التشكيلية، واجهزة رصد.
ويشار هنا إلى أن مركز الملك فهد الثقافي يعتبر - بما يمتلكه من قاعات وأدوات وعناصر - وحدةً متكاملة من كافة الوجوه سواء منها الإدارية او الفنية، كما انه صمم بحيث يواجه كافة الظروف الطارئة. ولهذا كان لابد من توفير القوة البشرية المؤهلة والمدربة تدريباً جيداً.كما أن المسؤولين عن الإدارة الثقافية التي تشمل العلاقات العامة والتخطيط والتشغيل، والحجز، والتحرير، والنشر، والاستقبال هم من الكوادر الوطنية الذين أُعدوا إعداداً جيداً يتناسب والمهام الموكلة إليهم إلى جانب توفير الخبرة المتميزة في أقسام المركز كالقبة الفلكية، والمكتبة، والمتحف «9».
هوامش الحلقة الرابعة «مركز الملك فهد الثقافي»:
1- مركز الملك فهد الثقافي، كتيب عن المركز، أصدرته الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ص/2، الإدارة العامة للمشاريع والصيانة، الرياض، 2001م.
2- دليل معرض الآثار بمركز الملك فهد الثقافي، ص/8-9،كتيب أصدرته وزارة المعارف، الرياض، 1421هـ ، 2001م.
«3»،«4»،«5»،«6»،«7»: مركز الملك فهد الثقافي: نفسه، ص/8-30.
«8» موقع الرياض 2000 على شبكة الإنترنت الذي يتضمن معلومات عن مركز الملك فهد الثقافي:
http://www.riyadh2000org.sa/web- k/index-k.html (9)زيارة ميدانية للمركز

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved