إذا كان العقل الباطن يُسيِّر الإنسان بنسبة 94%.. والعقل الواعي يسير الإنسان بنسبة 6% حسب آخر الدراسات، فليس ثمة داعٍ لأن نركز معظم «توجيهاتنا» للعقل الواعي.. ونحمله فوق طاقته بالصورة التي تجعله يمل.
إن العقل الباطن بوصفه مستودع المشاعر والعواطف يحوي في ذات الوقت العديد من المشكلات النفسية التي تحد من طاقة الإنسان مثل:« الرهاب الاجتماعي، النظرة السلبية للحياة، عدم تقدير الذات، الشرود، الخوف من التغيير، الاكتئاب، الغيرة، الوسواس القهري، فوبيا الحروب».
من هنا تأتي اهمية أن يعي «صاحب الكلمة التوجيهية» هذه الصراعات داخل نفوس الجماهير، ويراعي مثل هذه العوامل حتى لا يحمّل الناس فوق طاقتهم.. فالكثير من الناس تمل حالما ترى ثقل المطالب العامة.. لأن هذا «الكثير» يرى أنه أحوج للعلاج.
علماً بأن البشر لديهم حالة نفسية تؤثر على عطائهم بشكل أو بآخر، حيث تتراوح نسبة الحالة النفسية لديهم من حالة خفيفة إلى حالة شديدة.
إن الجماهير تبتهج عندما نخاطب «عواطفها».. وتشعر بثقل كبير عندما نلقنها الحقائق.. الحقيقة بالنسبة لها مرة رغم صوابها.. ولا يتفاعل معها إلى من هم في مواصفات طلاب أرسطو أو أفلاطون، وما أقل هؤلاء عند جماهير تريد أن تنتزع من نفسها هموم السنين وعذاب الأيام.
الجماهير تحتاج إلى من «يطبطب» على كتفها ويزيل من ذاتها أكوام الفوبيا والتوتر والقلق ويجعلها تفرح بنيل حقوقها، وبعد ذلك تأتي الكلمات التوجيهية وحلقات الدرس والمحافظة على الحدائق.
|