أعزائي الشباب: اجتهدت في أن أجعل هذه الحلقة من الزاوية هذه أدبية نوعاً.. وكلي ثقة.. وأمل في أن أرفع رأسي إلى وجوهكم فأرى علامات الرضا تتوجها.. ولنعد إلى موضوع كون هذه الحلقة أدبية.. فأقول إني واثق جداً في أن الأدب هو أحد روافد الحياة التي تحيونها.. يا أعزائي وأنا منذ البداية صممت على أن تكون هذه الزاوية ذات مساس بحياتكم.. وشكراً.
أعزائي النقاد:
لنبتعد قدر ما استطعنا عن كلمات التجريح.. والهزء بالمقدرات والسخرية من المواهب.. ولنكن أمناء.. أمناء على الأدب الذي وقفنا أنفسنا على خدمته.. ووهبنا كل جهودنا له.. وأمناء على النشء الذي يتلمس الطريق.. ويحاول بثقة الصعود إلى سماء الأدب.. أمناء على انتاجهم الشاب الحي.. نرعاه.. ونقدره.. ونصونه من الأهواء.. لئلا تلعب به.. ثم إذا نقدتم انتاج الشباب بعدم الصلاحية.. كلياً ودائماً.. فماذا تستفيدون وتفيدون؟! هل تستطيعون أن تفتحوا عيونكم لتروا تلك الزهرة تذبل.. وتلك الورقة تذوي وتسقط؟إني أجزم أنه إذا كنتم من أصحاب الضمائر الحية.. فإنكم لن تطيقوا ذلك..
أخيراً.. أنتم مسؤولون أمام الله.. وأمام التاريخ.. وأمام الأدب.. وأمام القراء عن انتاج الشباب والمواهب الناشئة.. ثقوا بذلك ثقة تامة..
كثيرون ..كثيرون مع الأسف الشديد الأدباء الذين يعتبرون أنفسهم فوق كل الناس.. كثيرون هؤلاء الذين يقولون لأنفسهم.. «كيف نرقى رقيك الأنبياء».. كثيرون الأدباء الذين جف معينهم فلم يرتضوا لأنفسهم أن تحال إلى التقاعد.. راحوا يحشرون أنوفهم في مواضيع لا شأن لهم بها.. ليخرجوا بعد ذلك يقيمون ويقومون.. ويقولون كلاماً.. استنبطوه من ذكرياتهم الخوالي..
| 
