«حقاً لقد كانت إقامتي قصيرة، ولكنها كانت حافلة بكثير من الذكريات».. بهذه العبارة التي تضمنتها خاتمة مطبوعة الصغير الأنيق وعنوانها «ذكريات» وصف الرحالة الأديب الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي سفرته الطريفة الممتعة إلى ماليزيا، حيث زارها بين وفد المملكة الذي دعي قبل خمس سنوات لحضور احتفالات الحكومة الماليزية بأسبوعها البهيج الذي حضرته وفود كثيرة في بلدان مختلفة.
صور الأستاذ الرفاعي في كتابه الجديد هذا الذي أسماه «خمسة أيام في ماليزيا» مشاهدات في تلك البقعة الإسلامية الجميلة الرابضة على المحيط في أقاصي بلاد الشرق ذلك البلد المسلم الناهض العريق.
وللحقيقة فإن كتاب الرفاعي وان تأخر صدوره عن أيام الزيارة الخمسة التي هي موضوعة فإنها جاءت في فترة مناسبة لمطالعة القراء للكتاب على أثر قيام جلالة العاهل المفدى الملك فيصل - حفظه الله - لبعض البلدان الإسلامية في الصيف المنصرم مبتدئاً بماليزيا حيث اتجهت أنظار العالم الإسلامي إلى الأفق البعيد وتعلقت قلوبهم بهذا الشعب المؤمن الوديع المنبت في أقاصي الدنيا.
فصدور الكتاب جاء في الوقت المناسب، وقد أجاد المؤلف السائح في فصوله الخمسة الوصف والتعبير الجذاب المشوق وقدم للقارئ العربي فكرة واضحة وصورة براقة مؤطرة لماليزيا في حديث متسلسل يبدأ بيوم وصوله إلى كوالالمبور العاصمة الماليزية ووصف معالمها وآثار التطور العمراني والثقافي والفني فيها، ومنتقلاً إلى زيارة مسجد نيقارا الرائع الكبير الذي جرى افتتاحه في أول الاحتفالات ثم حضوره مع الوفد السعودي افتتاح مطار كوالالمبور العالمي، وبعده الاحتفال باليوم الوطني الماليزي الذي أقيمت له مهرجانات ضخمة باستاد الحرية ذي المدرجات الواسعة الفسيحة وتلاه زيارة ميناء «بيانج» على البحر وهي المدينة الجميلة ذات المنتزهات والاستراحات والنوادي الفخمة.
وأخيراً زيارة الكلية الإسلامية والتجوال فيها والوقوف على أحوال التدريس وتلقي العلوم في فصولها.
فكتيب صغير الحجم يلم بين دفتيه كل هذا المحتوى جدير بالمطالعة، ولا شك أن كل قارئ لا بد أن يفيد بقراءاته ويستمتع.
شكراً للأستاذ الرفاعي على هديته ومزيداً من الرحلات والتأليف والتوفيق.
|