بلاغ إلى من يهمه الأمر
منذ أيام دخل عيادتي مريض وعلى وجهه ندبات عميقة وعندما سألته من السبب قال لي ان في قريتهم مستوصفاً مكتوباً على واجهته بالخط العريض العلاج بالليزر وكنت أعاني من بعض البثور البسيطة فقال لي الطبيب ان علاجها بسيط واستخدم جهازاً صغير الحجم عظيم الألم..
الحقيقة إنني استغربت جداً من هذه الحادثة وهاتفت الطبيب واتضح الذي عنده هو جهاز كي كهربائي يسميه الليزر
هل الليزر مجرد موضة أو تقليعة عصرية أم حقيقة علمية علاجية فعالة؟!
يهمني أن أوضح في هذا الصدد أن تاريخ استخدام الليزر في العلاج يعود إلى العام (1961م) وأن فعاليته لا شك فيها ولكن ليس كما يعتقد بعض الناس أنه لكل تصبغ أو وحمة في الجلد جهاز الناس فيه على طرفي نقيض.
ومن ثم فقد انقسم الناس فيما بينهم بين مادح مبالغ يعتقد أنه يمكن أن يصلح كل ما أفسد الدهر وبين جاهل رافض لكل ما يحمله العصر من تقدم علمي.
وأعتقد أن الوسطية في كل الأمور هي الخير كله.
فالليزر هو عبارة عن جهاز ضوئي انتقائي يشع حزمة من الضوء التي توجه إلى الهدف وتعالج المنطقة المصابة فقط، والهدف قد يكون بصيلة شعر أو أوعية دموية أو خلايا صبغية أو غيرها.
نستخلص من ذلك أن الليزر جهاز مظلوم من قبل غير الاطباء لأنهم استخدموا أجهزة ليست ليزر وسموها ليزر مثل صالونات الحلاقة.
الطريف أن أحد الزملاء الأطباء بعد أن انتهى من حلاقة الشعر قال له الحلاق والآن جاء دور الليزر الذي سوف يخلصك من التجاعيد والدهون والحبوب التي في وجهك.
وقالها وهو واثق منها، ويقول زميلي انه من حبه للاستطلاع وافق على عرض الحلاق، فمرر على وجهه ضوءاً أزرق ثم أحمر عدة دقائق أيقن بعدها أن الهدف مادي لأن كأن شيئا لم يكن!
لعل جزءاً من سمعة الليزر السيئة ترجع إلى ما ذكرته، وأكثر من ذلك فإنه بين الذين يستخدمون الليزر من يتعلم على المرضى ومن بين هؤلاء من لا يحمل أي مؤهل لاستخدام الجهاز فيسيء استخدامه وتكثر المضاعفات.
لكل هذه الاسباب فقد اتخذ كثير من الناس موقفاً سلبياً من هذا الجهاز رغم ما ثبته من فوائد كبيرة له، فهناك أمراض مستعصية جداً لا يوجد لها أي علاج آخر غير الليزر وأذكر منها على سبيل المثال: لا الحصر الوحمات الدموية الحمراء والوحمات السمراء Port wine stain- Nevus of ota
إذاً اعطوا الليزر حقه..
فهو جهاز فعال وآمن إذا استخدم بالطريقة الصحيحة، وكم من نفوس تغيرت بعد الليزر، وكم من فتيات لم يتزوجن إلا بعد معالجتهن بالليزر، ولا تنسى أن هناك بعض النساء أيضا لم يتزوجن بسبب بعض الممارسات الخاطئة من بعض الاطباء فالحق أنه لا يصلح الليزر كل ما أفسده الدهر!
(*)استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
|