أنا عرفت الأخ عبدالمجيد شبكشي، منذ كان رئيس القسم العدلي في شرطة جدة في - البحرية -، أيام زمان، حيث كان مقرها على شاطئ البحر، قرب موقع فندق - البحر الأحمر اليوم - وكانت درجته العسكرية - ملازماً أول أو نقيباً -، وذلك عام 1368هـ، ونحو عام 1371هـ، أصبح مديراً للحج، مع الأستاذ أحمد قنديل مدير عام الحج، رحم الله الرجلين وأموات المسلمين، ثم عاد الأستاذ الشبكشي إلى الأمن العام إلى أن تقاعد!
* يقول الأستاذ الغريبي: «تبنت - أي جريدة البلاد - عدة أفكار إلى جانب ما أصدرته من ملاحق، أي - ملحقات -؟ لقد كانت هزيلة مثل ملحق - الفن -، وملحق - الرياضة -.! وأنا لا أعرف للبلاد إلا ذلك الملحق الذي أشرت إليه آنفاً، وكان يشرف عليه الأستاذ راضي صدوق! فهل يقول لي أخي حسين: ما هي الأفكار التي تبنتها البلاد، وما هي الملاحق - الملحقات التي صدرت عنها، عدا ما ذكرت!؟
* الأستاذ الشبكشي، لم يكن أديباً، ولم يكن صحافياً، وحين انضم إلى عضوية مؤسسة البلاد للصحافة والنشر مع الكبار، رشح مع بعض الأكفاء لرئاسة التحرير، وكان له دعم قوي، فحيّد المتميزون الأكفاء، وعين هو لرئاسة التحرير.!
* أذكر أن صحفياً من تونس زار الأستاذ الشبكشي في مكتبه بعمارة باخشب، وأدار معه حديثاً صحافياً، وخلال الحديث قال الأستاذ الشبكشي مفاخراً: «إن ملفي في وزارة الإعلام نظيف، فقاطعه الصحافي الذكي بقوله: إذاً أنت يا أستاذ لا تكتب شيئاً».!
* خلال حرب 1393هـ - 1973م، كانت هناك رقابة على ما تنشره الصحف، واختير الأستاذ - عبدالله فقيه -، مدير عام المطبوعات في وزارة الإعلام بجدة يومئذٍ، ليكون رقيباً على ما ينشر في البلاد، حيث كان يداوم يومياً في المطبعة من بعد دوامه الرسمي في وظيفته، وكان يجيز المواد، وكان رئيس التحرير يطلع عليها بعد إجازتها، وكان يشطب بعد الرقيب النابه الواعي، ولما سئل عن ذلك، قال: أنا أعلم بمصلحة البلاد من الرقيب».!
* إن الأستاذ علي العمير، بعث برسالة إلى علي الحسون، نشرت خلال الأسبوع الثالث من جمادى الآخرة، في الصفحة الأخيرة من صحيفة البلاد، قال فيها إن إدارة البلاد في عهده كانت على مستوى جيد وحققت أرباحاً.! أقول: جئت أنا لمؤسسة البلاد كمدير للإدارة، في مطلع شهر شوال 1396هـ، وجاء في الوقت نفسه الدكتور عبدالله أبو ركبة رحمه الله، مديراً عاماً، وكان دخل البلاد من الإعلانات في الصحيفة ومجلة اقرأ «125000» مائة وخمسة وعشرين ألف ريال شهرياً، وكانت لا تسد نفقات الطباعة ورواتب الموظفين في المطبوعتين والإدارة وفروعها إلخ.!
* لقد كانت المؤسسة يومئذٍ، تحصل على تسهيلات من البنك الأهلي التجاري، بضمان القادرين من أعضاء المؤسسة، مثل الشيخ علي الجفالي ومعالي الشيخ عبدالله السعد، والسيد محمد حسن فقي.. وبتوفيق الله استطاعت المؤسسة في عهدنا أن تحصل على «000 ،700» سبعمائة ألف ريال شهرياً من شركة مروة لقاء نشر إعلانات، وتوقف الاقتراض من البنك، واستطعنا إنشاء مطابع دار البلاد إلخ، ومن أراد الوصول إلى هذه الحقائق، فليراجع كتابي عن تجربتي الصحافية، «وتلك الأيام» الذي صدر في عام «1406»هـ.. وأقول للأخ علي العمير، إن التوسع في الدخل لا يتحقق إلا من خلال صحيفة مقروءة ناجحة، ولم تكن البلاد يومئذٍ،. ولا هي اليوم بقادرة على المنافسة والارتقاء والنجاح، وديونها اليوم أكثر من شعر رأس من يديرها، وحتى الموظفون الغلابة تمضي الأهلة ولا يحصلون على شيء من حقوقهم، فهم كما قال المثل: «أحشفاً وسوء كيلة»، لأن كل ذلك عدته، وهي لم تتوفر لها، لأن العيش ليس عند خبازه.
|