ستضع بلير ووزيردفاعه في موقف صعب
نشر وثائق سرية مهمة في بريطانيا في إطار التحقيقات في وفاة كيلي

* لندن - أ.ش.أ:
نُشرت في بريطانيا الاف الصفحات من الوثائق السرية في اطار التحقيقات المستمرة حول وفاة خبير الاسلحة البريطاني الدكتور ديفيد كيلي الذي كان محور خلاف حاد نشب بين الحكومة وهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي بشأن مبررات شن الحرب ضد العراق.
وقال راديو لندن أمس الاحد ان هذه الوثائق تقدم معلومات ونظرة عميقة للتعاملات بين الحكومةالبريطانية والبي بي سي، كما تعطي التفاصيل المتعلقة بكيفية الاعلان عن اسم الدكتور كيلي بعدما قدم نفسه على انه من المحتمل ان يكون المصدر الذي استند اليه تقرير مراسل هيئة الاذاعة البريطانية والذي كشف ان المخابرات ربما بالغت في تصوير قدرة العراق العسكرية لتبرير الحرب.
واوضح أن هذه الوثائق تتضمن أيضاً مذكرات كتب عليها خاص جداً لاتوضع في الملفات، مشيراً الى أن كيلي بدا انه انتحر في الشهر الماضي في اعقاب كشف النقاب عن انه كان مصدر تقرير هيئة الإذاعة البريطانية وجاء فيه ان الحكومة بالغت من شأن الخطر الذي كان يشكله العراق سعيا لتبرير الحرب عليه.
ومن المتوقع ان يمثل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير «الذي عاد الى لندن امس الأول الجمعة عقب اجازة سنوية لمدة ثلاثة أسابيع في جزر باربادوس بالبحر الكاريبى يوم الخميس المقبل» امام اللورد هاتون وهو القاضي المكلف برئاسة لجنة قضائية للتحقيق في ظروف وملابسات مصرع كيلي.
وتعتبر ازمة مصرع كيلي أسوأ أزمة سياسية يتعرض لها بلير منذ توليه منصب رئاسة الوزراء عام 1997 والتى نشبت عقب مصرع خبير الاسلحة ديفيد كيلي يوم الثامن عشر من شهر يوليو الماضي بعد اعلان وزارة الدفاع عن اسمه باعتباره مصدر تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية اتهم الحكومة بالمبالغة في خطورة أسلحة العراق كمبرر لشن الحرب.
ومن المقرر ان تنتهى لجنة هاتون من أعمالها قبل انعقاد الموتمر السنوي لحزب العمال الحاكم يوم الثامن والعشرين من شهر سبتمبر المقبل والمتوقع ان يشهد أخطر تمرد بين صفوف حزب العمال لدرجة مطالبة بعض النواب بتغيير قيادة الحزب خلال هذا الموتمر المهم.
ومن جهة أخرى كشفت شبكة بي بي سي الاخبارية البريطانية عن أن هذه الوثائق السرية تضع جيفري هون وزير الدفاع البريطاني وتوني بلير رئيس الوزراء في موقف صعب للغاية.
ونقلت الشبكة عن نيك جون المعلق السياسي البريطاني أمس الاحد قوله لاشك اننا لو نظرنا الى هذه الوثائق فاننا سنجد أنه يتعين على هون الاجابة على تساولات في غاية الصعوبة حول القيود التي حاول وضعها أمام اللجان البرلمانية بشأن استجواب دكتور كيلي وايضا حول الاسباب التي دفعته الى تجاوز السكرتير الدائم والذي يعد صاحب المنصب الاعلى في وزارة الدفاع.