يظهر العرب مشاركة فاعلة تجاه القضايا المتنوعة التي تمر بهم، ولكن المتابع لهذا التفاعل يجده تفاعلاً مقلوباً ويصبحون في الحدث (كالأطرش في الزفة) يُغيبون فيغيبون، يُرفع الصوت فيصفقون ومن شواهد هذا:
أولاً: في يوم من الأيام صفقوا للهزيمة من إسرائيل لما صور لهم أنه انتصار فلما انكشف الغبار تبين الليل من النهار.
ثانياً: الإجلاب عليهم بالقنوات والاذاعات الغنائية وكأنهم شبعوا حتى يبطروا كما هو المتوقع عند توافر النعم، ولو لم تجد متابعين لأغلقت أبوابها بعد حين.
ثالثاً: صناعة الأبطال الوهميين لهم وتغييبهم وتهيئتهم للغياب فغابوا أياماً بانتظار الانتصار الكبير فكانت النتيجة أن فازت فلانة على فلانة بنسبة لعلها 2% فصفق الجمهور الغائب ورقصوا فرحاً بالانتصار، علماً أنه أمام بنت جنسها من أهل لغة الضاد، كيف لو صار أمام امرأة غربية، لنسوا عندها أهم قضية.
رابعاً: قل التفريق بين الجد والترفيه فأصبح الترفيه عند البعض يحتاج إلى جدية وحزم، والجد تصوروا صعوبته فأراحوا أنفسهم من التفكير به، فكثر البطالون وقل المبدعون مع أن عندهم أفضل العقول لو يفكرون.
ومن هذا يتبين أهمية الوعي العام وضرورة تعميمه وتعليمهم معنى المشاركة الفاعلة الحقيقية التي تبني ولا تهدم وتجمع ولا تفرق وتوحد ولا تعدد، وانك قد تختلف معي ولكنك لن تفسد علي، بهذا نبني أنفسنا وينبني غيرنا.
( * ) عضو هيئة التدريس في كلية المعلمين بالرس
وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية
|