السياسة الحكيمة القائمة على احترام الشعور.. ورفع المعنويات. والتي يطبقها عاهلنا ورائد مسيرتنا الفيصل.. هي في الواقع محط اعجاب البعيد قبل القريب.. فلقد عودنا هذا الرجل على تشجيع العاملين.. وغرس بذور الثقة في النفوس الشابة.. ولقد كنا ولا نزال دائما وأبدا بإذن الله مع مسيرة هذا الرجل.. فمشاعرنا بين لحظة وأخرى تتقبل معطياته.. تستمد من تجاربه الثمينة مسلكا حياتيا مستقيما.. لم يكن الفيصل في يوم من الايام متسرعا في أحكامه ونظراته الصائبة.. وهو اليوم يقود المسيرة الطويلة على درب الزحف الحضاري المتكامل امتدادا لما قام به والده الملك الراحل عبدالعزيز طيب الله ثراه.. واذا كان هناك المزيد من الصفحات المذهبة التي عمت الاعلام العربي عن تلك الغرسة الكريمة فإنه قد استوقفني طويلا ما كتبته مجلة صوت الخليج الكويتية عن الحكم والنهضة في بلادنا.. وذلك في معرض تحليلها لكتاب ألفه الاستاذ فهد السديري يعتبر وثيقة سياسية في تاريخ البلاد.. تقول المجلة في هذا التحليل: (في السنوات الأخيرة وبعد ان تولى الملك فيصل دفة الحكم في بلاده تزايد دور المملكة العربية السعودية على الصعيد السياسي داخل المنطقة وخارجها.. واستقطبت الرياض الكثير من الاهتمامات من قبل مختلف القوى في العالم.. والى جانب ذلك فإن ثمة معطيات جديدة في النطاق الاقتصادي والاجتماعي تنمو باطراد هائل.. فأين تقف المملكة والى أين تسير؟.. ان التحديات التي يمكن لها أن تواجه أمة مصممة على فتح نوافذها لرياح العصر.. مع الحرص الشديد على القيم والتقاليد هي في الواقع تحديات لا يمكن ان تقاس.. فعندما ثار الملك عبدالعزيز رحمه الله على واقعه في المنفى.. ومع الرصاصة الاولى التي اطلقها من اجل استعادة عرش آبائه وأجداده.. كان للجزيرة العربية عهد جديد لم يسبق لها أن شهدته عبر تاريخها الطويل.. وكان الفضل في ذلك يعود الى فهم الدين الاسلامي من قبل الادارة السعودية على انه تشريع متكامل قادر على استيعاب التجربة الانسانية بكامل أبعادها.. وهذا الفهم السليم للدين مضافا عليه ذلك الوعي الصحراوي للسكان مكن البلاد من اجتياز مرحلة التحدي الاجتماعي.. حيث كان الكثير من مواقف الحيرة والتردد يعترض الطريق نحو فهم العصر والانتاج.. عليه..) انتهى ما عانته صوت الخليج.
وبعد ان كل من يدرك أبعاد ثمرة هذا الكفاح الطويل الذي قامت به العائلة السعودية الكريمة في سبيل القضاء على الهمجية والفقر والتأخر الاجتماعي.. والذي تحقق الآن، بعد مرحلة صعبة كانت كفيلة بتسرب اليأس لاقوى القلوب.. يقف طويلا في لحظة تأمل واعجب ممزوج بالدعوات الصالحة بأن يمد الله لهذا الحكم العادل مزيدا من المنعة والقوة.
المارد الذي لا يرحم
الى الذين يتصورون ان الحياة مفروشة بالورود، والاعشاب الخضراء.. الى الذين طالما عاشوا على أحلام اليقظة وطيش الشباب.. أقول ان لكم ان ترعووا وتفكروا في مستقبلكم.. فلطالما سار الكثير على دروبكم المعوجة وكان مصيرهم الضياع والتحطم في ركب الحياة الرهيب.. الذي هو أشبه بمارد لا يرحم.. وجبار وعنيد لا يلتفت الى السلبيات.. ويطلب بلا قناعة السواعد الشابة والمؤهلات المزركشة.. التي تحكى قصة كفاح الجفون المرهقة.. تحت اضواء المصابيح الخافتة.. وبأية حال فهو ايجابيا الى درجة قوية جدا.. ولا ينظر الى الشعور المسدلة المصطنعة.. والسلاسل البراقة التي تطوق اليدين.. وهي ظاهرة مقززة نرفزت اعصابنا في هذه الايام.
سطور أخيرة
** يقول هنري جانسون: الرجل الذكي هو الذي لا يتعب نفسه في البحث عن أعداء بل يكتفي بأصدقائه.
** أنف كيلوبيترا غير وجه التاريخ لانه لم يجد في ذلك الزمان جراحا تجميليا يغيره.
** اذا أساء اليك من احسنت اليه.. فاعف عنه.. واجتنب عشرته فإن كان حرا فالعفو قتل له. وان كان وغدا فهجرك له منجاة لك من شره.
** رفعت بلدة (كوبتر) النيوزيلندية تمثالا في احدى ساحاتها لكلب يدعى (هيرو) لانه أنقذ البلدة من حريق خطير، ولكنه هو دفع الثمن.
|