Sunday 24th august,2003 11287العدد الأحد 26 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في مسارح الثمامة: في مسارح الثمامة:
استخفاف بأطفالنا.. واختراق للخصوصية
مبارك أبو دجين/الرياض

قبل أيام .. قدر لي أن أكون أحد المصطافين في مدينة الرياض.. ليس بعد الإعلانات الصحفية التي كنت أراها يومياً (برنامج وفر مع الرياض) وإنما بعد مجيء الأهل من الديرة (الأفلاج) ولأن الإعلانات التي تنشر في الصحف تخاطب الأطفال وتستهوي الآباء الذين ليست لهم القدرة على السفر خارج الرياض أو الديار.
- أعيد أنه بعد مجيء الأهل أجبرت على الخروج معهم أو بالأصح كان من الواجب.. وعليه توجهنا خلال أيام تواجدهم إلى أحد منتزهات منطقة الثمامة .. وحقيقة سعدت بالنزهة لأن الجو كان عائلياً فوق العادة.. فالأطفال متناثرون هنا وهناك والنساء يصهللنَ بالأحاديث التي لا تنتهي عن مناسبات الصيف.. أما الرجال فمنهمكون في تناول القهوة والشاي مع المعجنات وأعينهم ترقب الأبناء عند الأماكن المائية.
- في المساء وبعد أداء صلاة العشاء بدأت فعاليات مسرح المنتزه حيث أُلقيت محاضرة دينية لأحد المشايخ ومن ثم انطلقت مسابقات الأطفال- وهنا محور الحديث- حيث كان معيار اختيار الاطفال على المسرح أن يكون الطفل طالباً في الصف الأول الابتدائي وأن يكون صاحب الصوت الأعلى عند العد من واحد إلى العشرة.. وبالفعل تم اختيار ما يقارب ثلاثين طفلاً.. وبعد خروجهم على المسرح طلب منهم مقدم البرامج تكرار الكلمتين الأخيرتين في الأبيات الشعرية.. وكانت المصيبة في الأبيات نفسها الموجهة إلى الأطفال.. حيث أنشد صاحب الميكرفون قائلاً:


المسلم لا يشرب خمراً وسيجارة
المسلم لا يسمع ديسكو وقيثارة
المسلم ما يفحط بددسن غمارة
المسلم ما يغازل تحت النظارة

- أنا لا أعلم هل طلاب الصف الأول الابتدائي هم المعنيون بهذه الأبيات.. أم من .. أنا أجزم أن من الحضور شباب لا يعرفون معنى بعض الكلمات لأنها غير مناسبة لطبيعتهم إضافة إلى عنصر الاستخفاف الذي يمكن أن يقصد به تعريف هؤلاء البراعم بتلك العبارات السخيفة.. والسؤال هنا: هل هذا كل ما لدى القائمين على البرامج. وإن كانوا بهذا المستوى هل يستحقون البقاء.. وياليت القضية انتهت إلى هنا وإنما أخذ مقدم البرامج التحدث باللهجة المصرية والهندية مع خلفية أناشيد أعاقت السماع.. الأمر الآخر هو أن المسرح عندما يقيم فعالية يجبر الحضور في أرجاء المنتزه بالرغم من أن هناك عوائل قد جعلت المنتزه مكانا للالتقاء وتجاذب اطراف الحديث.. اضافة إلى أن البعض من العائلات لديها كبار السن الذين لا يطيقون الصوت المرتفع.
- إذاً من المفترض أن يخصص لفعاليات المنتزه مكان خاص ومن يريد الحضور والسماع عليه الذهاب لأنه ليس عدلاً أن يختار الشخص مكاناً ليروح فيه عن النفس ويدفع المال ومع ذلك يجبر على السماع.. كما يجب أيضاً احترام ذات زوار المنتزه والعمل على إعداد البرامج بشكل يتناسب مع الشريحة المستهدفة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved