Sunday 24th august,2003 11287العدد الأحد 26 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مع بدء العام الدراسي الجديد مع بدء العام الدراسي الجديد
اكتمال الاستعدادات لتنفيذ برنامج المدينة المنورة بلا أمية

* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
تستعد المدينة المنورة للاحتفال بتنفيذ مراحل مشروع (المدينة المنورة بلا أمية) مع بدء العام الدراسي في السادس عشر من شهر رجب القادم الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم في المدينة المنورة تحت شعار (معاً بلا أمية) ويحظى هذا المشروع بدعم واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة الذي يتابع مراحل المشروع منذ الإعلان عن اختيار المدينة المنورة لتنفيذه.
ويعد المشروع أحد المشروعات التعليمية الوطنية الطموحة التي تسعى وزارة التربية والتعليم وبمتابعة من معالي الوزير الدكتور محمد بن أحمد الرشيد من خلالها إلى تحقيق أحد أهم الثوابت التي تبنتها حكومة المملكة وقيادتها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله بنشر العلم ومحو الأمية. ويأتي استكمالاً لما سبق أن نفذته الوزارة ممثلة في الأمانة العامة لتعليم الكبار من برامج في هذا الصدد مثل (وزارة بلا أمية) و(الأمن العام بلا أمية)، اضافة إلى الحملات الصيفية والمراكز المسائية لمحو الأمية.
كما يهدف إلى محو أمية جميع المواطنين والمقيمين في المدينة المنورة ذكوراً وإناثاً من خلال برنامج متخصص ينفذ على مرحلتين على مدى عامين دراسيين بدءاً من العام الدراسي 1424هـ - 1425هـ.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد وضعت خطة عشرينية بدأت في عام 1395هـ لمحو الأمية في المملكة العربية السعودية وانتهت عام 1415هـ ضمنت بعدها الخطط الخمسية خطط وبرامج محو الأمية، وساعدت هذه الخطط والبرامج على خفض نسبة الأمية بشكل كبير، فقد كانت وقت صدور النظام عام 1392هـ تصل إلى 60% ولكنها انحسرت لتصل هذا العام 1423هـ إلى 08 ،8% بين الذكور، و1 ،27% بين الإناث وبنسبة عامة 76 ،17%، وبقيت هذه النسبة جيوباً متفرقة في المدن والقرى والهجر والبوادي، وكان لزاماً على المخططين في وزارة التربية والتعليم أن يضعوا برامج مساندة، غير نمطية، تستهدف هذه الجيوب، فكان هذا المشروع مشروع (المدينة المنورة بلا أمية) واحداً من هذه البرامج الذي يعتبر تجربة يمكن توسيعها مستقبلاً وفقاً لما يظهر من نتائج.
وقد اختيرت المدينة المنورة كأول مدينة ينفذ فيها المشروع للعديد من الأسباب في مقدمتها المكانة الدينية والتاريخية، كما يستند مشروع (المدينة المنورة بلا أمية) إلى جانب الأصل التنموي الأصل التعليمي اضافة إلى أصل اجتماعي والرغبة في إعادة إحياء هذا الدور يأتي هذا المشروع، من هنا جاءت بنية التخطيط للمشروع من قبل المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ممثلة في الأمانة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار ليكون المشروع منطلقاً من الاستراتيجيات التي تقوم بها الوزارة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، بتضافر جهود مختلف الجهات الرسمية، والقطاع الخاص من خلال وضع الأطر العامة للمشروع عبر توفير احتياجات المشروع من التجهيزات والوسائل ومكافآت العاملين في تنفيذه. والذي يأتي مشروع المدينة المنورة (مدينة بلا أمية) والإعلان على الملأ أنها أصبحت خالية من الأمية وأنها تحتفل بمحو أمية آخر ما لديها من أمية بإذن الله تعالى.
وقد بنيت فكرة المشروع على أساس الشمولية ليكون: إسلامي الملامح، وطني المنطلق، عالمي الرسالة.
أما أهداف المشروع فقد تضمنت: تعميق حب الله وتقواه في قلوب الدارسين وتزويدهم بالقدر الضروري من العلوم الدينية، ونشر المعرفة في أوساط المستهدفين من خلال البرامج العامة للمحاضرات والندوات والنشرات وغيرها من الوسائل الأخرى المناسبة، ومحو أمية الأميين في المدينة المنورة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين إقامة دائمة ذكوراً وإناثاً، وإعلان المدينة المنورة خالية من الأمية في نهاية العام الدراسي 1425/1426هـ في الحدود الزمانية والمكانية المحددة في هذه الخطة، والتنمية الثقافية والاجتماعية والأسرية والصحية ورعاية الأمومة والرفع من المستوى المعيشي لأفراد المجتمع، وتقديم نموذج لمدينة خالية من الأمية يمكن تعميمه مستقبلاً والإسهام في خفض نسبة الأمية بالمملكة عند تعميم المشروع على بقية المدن والقرى.
ويستهدف المشروع الأميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون من الفئة العمرية 15-45 سنة من المواطنين والمقيمين إقامة دائمة في المدينة المنورة على أن تتاح الفرصة لكل أمي خارج الفئة المستهدفة للالتحاق بالمشروع، كما يستفيد من المشروع حوالي 13 ألف مواطن ومقيم.
وقد نفذ المشروع برنامجاً تدريبياً مع كلية المعلمين للمعلمين وعددهم 317 معلماً وتدريب المعلمات في فرع جامعة الملك عبدالعزيز وعددهن 520 معلمة.
أما فيما يختص بالمقررات الدراسية والبرامج المساندة فيطبق المشروع مقررات خاصة بعنوان (برامج التوعية ومحو الأمية) وتتألف من ثلاثة مقررات هي: «القرآن الكريم والتوحيد والفقه، القراءة والكتابة، الرياضيات».
كما يوفر المشروع برامج مساندة للهدف الرئيس: محو الأمية القرائية وتسهم هذه البرامج في رفع المستوى المعيشي لأفراد المجتمع وتوعيتهم توعية شاملة في كل نواحي حياتهم من خلال: برامج توعوية - دينية - صحية - وقائية - تثقيفية - اجتماعية وأسرية.
يقوم كل قطاع مشارك بوضع خطة لتنفيذ مفردات هذه البرامج من خلال المحاضرات والندوات والفقرات التوعوية والتثقيفية.
ويطبق المشروع خطة دراسية بمعدل (366) ساعة في تسعة شهور دراسية موزعة على 36 أسبوعاً بواقع 10 ساعات أسبوعياً، وبمعدل ساعتين يومياً.
وقد مرّ المشروع بعدة مراحل هي:
1- مرحلة الإعداد
استغرق تنفيذها ستة وثلاثين أسبوعاً تم خلالها تخطيط وتنفيذ برامج الدعوة والإعلام، وحصر الأميين وتأمين احتياجات الدارسين، والحوافز والدوافع الإيجابية والسلبية للتعليم، وحصر الجهات المنفذة للخطة والمساندة للمشروع والإمكانات التطوعية التي يمكن توظيفها، وإعداد المناهج والمواد والوسائل التعليمية، وإعداد وتنفيذ البرامج التدريبية للهيئة التشغيلية، وإعداد الأماكن وتجهيزها، وحصر البرامج المساندة، ومن يقدمها، وتحديد الأدوار التي يقوم بها الأفراد والجهات المشاركة.
2- مرحلة التنفيذ
مدتها ستة وثلاثون أسبوعاً، ويتم فيها افتتاح المراكز والفصول الدراسية، وتنفيذ خطة الدراسة التي سبقت الإشارة إليها، مرحلة التنفيذ وتبدأ مع بداية العام الدراسي 1424/1425هـ وتستمر على مدار فصلين دراسيين.
3- مرحلة التصفية
مدتها ستة عشر أسبوعاً، ويتم خلالها تصفية الجيوب المتبقية والمتعثرين تعليمياً الذين لم يتمكنوا من اجتياز المشروع لوجود صعوبات لديهم وللأميين الذين لم يتم حصرهم في الفترة السابقة وتبدأ مع بداية العام الدراسي 1425/1426هـ ومدتها فصلان دراسيان.
الجدير بالذكر أن للمشروع لجنة عليا يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وتضم في عضويتها كلاً من معالي مدير الجامعة الإسلامية، معالي أمين المدينة المنورة، وكيل إمارة منطقة المدينة، د. عبدالباري الثبيتي، وكيل فرع جامعة الملك عبدالعزيز، الأمين العام لتعليم الكبار بوزارة التربية والتعليم، مدير عام مركز تلفزيون المدينة، مدير عام التربية والتعليم للبنين، مدير عام التربية والتعليم للبنات، عميد كلية المعلمين، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية، مدير عام الجمعية الخيرية والخدمات الاجتماعية.
وقد أقرت اللجنة العليا الخطة العامة والتنفيذية والميزانية العامة والتمويل، والدعم للمشروع، والمدى الزمني لتطبيق المشروع، ومشاركة القطاعين العام والخاص في تحقيق أهداف المشروع وتشكيلات اللجان ومهامها في مختلف مراحلها.
كما أنجزت تلك الفرق آليات التنفيذ ومستويات المتابعة، والرسالة الإعلامية ومساهمة دار الشعار العالمية من خلال وسائل الإعلام في تحقيق أهداف المشروع، والتطوع، ومرحلة الإحصاء والمسوحات والاستقصاءات الميدانية وجمع البيانات وتحليلها، والفئات المستهدفة، ومواقع العمل، والخبرات والمشورة الفنية.
ويتفرع عن اللجنة التنفيذية لجنة نسائية من خلال مشاركة إدارة تعليم البنات بالمنطقة، وتضم في عضويتها عدداً من المشرفات التربويات اللائي يقمن بدور المنسقات للمشروع وتنفيذه في الجانب النسائي لخطط فرق عمل اللجنة التنفيذية.
وقد أكملت اللجنة النسائية تنفيذ البرنامج التدريبي للمعلمات، وتحديد مراكز محو الأمية وتوزيعها واجراء المقابلات لاختيار المعلمات، إلى جانب الإسهام في تصميم البرامج المساندة.
تتوزع اهتمامات المشروع بالتساوي بين الرجل والمرأة في مختلف مراحله جنباً إلى جنب مع الرجل، وقد أكملت اللجنة النسائية تنفيذ البرنامج التدريبي للمعلمات، وتحديد مراكز محو الأمية وتوزيعها واجراء المقابلات لاختيار المعلمات، إلى جانب الإسهام في تصميم البرامج المساندة.
وتسهم جميع الجهات الرسمية والقطاعات الخاصة في تنفيذ المشروع وتحقيق أهدافه على مستويين: داخلياً من إمارة منطقة المدينة المنورة، وزارة التربية والتعليم، أمانة المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية، إدارة التعليم، تعليم البنات، فرع جامعة الملك عبدالعزيز، كلية المعلمين، كليات البنات، المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، الغرفة الصناعية التجارية، مكتب العمل.
اضافة إلى جميع القطاعات الحكومية بالمدينة المنورة، مؤسسات القطاع الخاص والجهات التطوعية التي ترغب في العمل في المشروع، وخارجياً حيث يتم دعم المشروع فنياً وتقديم الخبرات والمشورة الفنية من كل من: المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإسيسكو)، المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الآلسكو)، البنك الدولي للتنمية، مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي، برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية.
وتسهم وزارة التربية والتعليم في تحديد المعلمين والمعلمات المكلفين بالعمل في المشروع، كما تسهم القطاعات الحكومية والخاصة في المدينة المنورة في محو أمية العاملين فيها.
إضافة إلى إسهام وزارة الإعلام وتعاون أمانة المدينة المنورة وتنفيذ دار الشعار العالمية الراعي الرسمي عمليات الإعلان والإعلام والمطبوعات الخاصة للمشروع.
كما تسهم المنظمات الإقليمية والدولية في تقديم المشورة الفنية، وتقويم مخرجات المشروع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved