لا يختلف اثنان على أن الصدق هو الجوهر في مواقف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله فشخصيته تمثل لدى القاصي كما هي لدى الداني، الشخصية العربية الأصيلة المكسوة بالنبل المحلاة بالشهامة، هذا وقد شهد على ذلك العديد من الشخصيات السياسية الفاعلة عالمياً آخرها كانت الشهادة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بتأكيده ثقته في أصالة أقوال وصدق أفعال سمو الأمير عبدالله، ولا يقتصر الأمر في تزكية مواقفه الصادقة حفظه الله على ساسة العالم فقط بل ان للعلم ذاته من ذلك نصيباً، فقد تداولت الأوساط العلمية مؤخراً نتائج استبيان علمي قام به مؤخراً مركز علمي رصين وشهير في أمريكا: مركز بيو للتوجهات العالمية (The Pew Global Attitudes Project: Center for the People and the Press)، وقد قرأته في العدد الأخير من المجلة العلمية «المستقبل العربي»، فتحت عنوان «رؤى في عالمنا المتغير» قام هذا المركز بإجراء استبيان عالمي هدفه استطلاع مواقف المبحوثين تجاه ثقتهم في عدد من الشخصيات العالمية، هذا وقد حوى هذا الاستبيان بالإضافة إلى شخصية سموه كلاً من الزعماء بوش وبلير وعرفات وشيراك وكوفي أنان، وشارك في الاجابة عن سؤال «الثقة» عينات منتقاة عشوائياً «علمياً» من إندونيسيا والأردن والكويت ولبنان والمغرب وباكستان والمناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وتركيا وكما ذكرت فقد احتل سمو الأمير عبدالله صدارة القائمة حيث منحته العينة الاندونيسية 77%، والعينة الأردنية 42%، والعينة الكويتية 84%، واللبنانية 35%، والباكستانية 60%، والتركية 31%، ومن واقع هذه الأرقام يتضح حصول سموه على الترتيب الأول في استحقاق «الثقة» خصوصاً في كل من الكويت والباكستان واندونيسيا.
ومن المبهج في هذه الدراسة حقيقة تضمنها لاستبيان آخر محوره اتجاهات أو مواقف المبحوثين حيال الأدوار التي يلعبها الدين الإسلامي في الحاضر مقابل الأدوار التي من المفترض ان يلعبها، وقد أسفرت الدراسة عن ان النسبة الغالبة من المبحوثين رأوا أن الإسلام يلعب أدواراً تأثيرية كبيرة في مجتمعاتهم وأكثر من هذه النسبة رأوا كذلك انه من الواجب ان يلعب أدواراً أكثر وأكبر، وهذا الأمر ذاته جدير بأن يبعث الطمأنينة في النفوس من انه رغم ما حدث من أحداث إرهابية مؤسفة باسم الإسلام فلا تزال جذوة الدين الإسلامي متوجهة في نفوس اتباعه حيث لم تتأثر «النفسية المسلمة» سلبياً إلى الدرجة التي بسببها قد تتشوه مواقفها تجاه عقيدتها الإسلامية.
|