* صنعاء أ.ش.أ:
أدان الأمين العام المساعد لحزب التجمع اليمني من أجل الاصلاح المعارض عبدالوهاب الأنسى حادث تفجير قنبلة في مسجد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس الهيئة العليا للحزب.
وطالب الأنسى في صنعاء امس السبت بضرورة علاج قضية تنظيم حمل السلاح في اليمن بأسرع وقت ممكن مشيرا الى أنه لاينبغي أن تتحول المساجد الى ساحة لتصفية الحسابات مما يحيد بها عن رسالتها السامية المتمثلة في الدعوة الى السلام والوئام وتحقيق الترابط الاجتماعي.
واعتبر أن اختيار المساجد لهذه الأغراض يدخل في دائرة أشد الأعمال اجراما ويتنافى مع أبسط الآداب والأهداف التي قامت من أجلها المساجد.
ويأتي وقوع هذا الحادث في منطقة الحوت مسقط رأس الشيخ عبدالله الأحمر بعد نحو شهر على قيام شخص باطلاق النار من مدفعه الرشاش داخل مسجد في قرية تيقري بمديرية يهر يافع بمحافظة لحج (300 كليومتر) جنوب العاصمة صنعاء مما اسفر عن مصرع ثمانية اطفال اثناء تلقيهم دروسا في القرآن الكريم.
وعلى النقيض مما حدث مع مرتكب حادث محافظة لحج الذي ثبت انه سليم تماما من الناحية العقلية وانه كان يعاني فقط من مرض في القلب فان ما يتردد حتى الآن عن مرتكب حادث محافظة عمران انه يعاني من مرض نفسي ربما يكون قد ورثه من والده الذي كان يعاني من الجنون وان كانت بعض المصادر قد اشارت الى ان دوافعه لارتكاب هذا العمل جنائية بحتة وليست سياسية وهو ما ستكشف عنه التحقيقات الجارية حاليا لمعرفة دوافعه على وجه اليقين.
وربما كان وقوع مثل هذه الحوادث سواء في المساجد او الاماكن الاخرى هو الدافع وراء قيام الحكومة اليمنية ممثلة في وزارة الداخلية بوضع خطة شاملة لبسط سيطرتها الأمنية على كافة انحاء البلاد حيث تستعد الوزارة حاليا لتنفيذ خطة الانتشار الامني بمختلف المحافظات اليمنية البالغ عددها تسع عشرة محافظة اعتبارا من منتصف الشهر القادم بالبدء بمائة وخمس وعشرين مديرية مع تشغيل اكثر من ستين نقطة أمنية على خطوط الطرق الطويلة.
وقد تضاربت التقديرات حول عدد قطع السلاح المتداولة بين ايدى اليمنيين حيث وضعتها بعض التقديرات عند ستين مليون قطعة بواقع ثلاث قطع لكل شخص الا ان تقديرات اخرى صدرت مؤخرا في تقرير لمعهد الدراسات الدولية في جنيف اعتبرت هذا العدد مبالغا فيه كثيرا ولم تزده على ما يتراوح بين 6-9 ملايين قطعة أي بواقع 40 قطعة سلاح لكل مائة شخص. واعتبر تقرير المعهد ان حمل السلاح في اليمن يرتبط بالثقافة السائدة في الاوساط الشعبية اليمنية التي لا ترى في السلاح اكثر من رمز فولكلورى يرتبط بتقاليد موروثة.
ومهما اختلفت التقديرات التي تصدر هنا اوهناك فإن الحقيقة التي لا ينبغي تجاهلها هي ان السلاح موجود باعداد كبيرة في ايدى اليمنيين ومن المألوف جدا ان تشاهد شخصا يحمل قطعة سلاح (بل اكثر من قطعة) يتجول بها في الشوارع والمتاجر وعلى المقاهي ويدخل بها المساجد وربما يكون للكثير من اليمنيين مبرره في ذلك الذي ينطلق من قاعدة تأمين نفسه اذا كان منتميا لقبيلة لها خصومة ثأرية مع قبيلة أخرى ولكن هناك بلاشك اشخاصا يحملون السلاح بلا مبرر.
|