Sunday 24th august,2003 11287العدد الأحد 26 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المرأة السعودية ... والتحديات المرأة السعودية ... والتحديات
لبنى وجدي الطحلاوي ( * )

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المرأة السعودية وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في وسائل الإعلام الغربية والأمريكية تحديداً، كما حاولت بعض الفضائيات المشبوهة وبعض البرامج المأجورة والعميلة لها، استخدام ورقة المرأة السعودية تلك، لتشويه صورة المرأة السعودية ولتزييف وتشويه واقعها..
وليس بخافٍ على أي عاقل في هذه الدنيا ان ورقة المرأة تلك التي تثار من وقت لآخر ما هي إلا وسيلة رخيصة يلجأ إليها البعض للمزايدة على المرأة نتيجة إفلاسه السياسي، ليحقق مآرب ما... تخدم في النهاية أعداء الإسلام والمسلمين والمخطط الصهيوني.. فمن تداعيات الحادي عشر من سبتمبر على المملكة ذلك أيضا... لتطبيقها لأحكام الشريعة الإسلامية ...
تعي كل امرأة سعودية جيدا ولا سيما المثقفة ان حكومتها خاضت من أجلها الكثير من التحديات نظراً للتركيبة الأيديولوجية الخاصة جدا لمجتمعنا ... لتكفل لها حقوقها كافة التي أقرها الشرع والدين الإسلامي ولتحقق لها حياة كريمة آمنة تجعلها مصانة ومعززة ومكرمة وتحميها من الذل والاستغلال.
ومحاربة الجهل في صوره شتى كان هدفاً استراتيجياً مهماً لحكومة المملكة منذ تأسيسها لتحقيق رفاهية المواطن كما تنص «المادة الثالثة عشرة من دستور البلاد». ونظراً لأن الإسلام حث على العلم والتعلم ولم يخص الرجل دون المرأة... قامت نهضة تعليمية شاملة في أنحاء البلاد... واهتمت حكومة المملكة العربية السعودية بتعليم الفتاة كما اهتمت بتعليم الشباب وأقامت المدارس والجامعات بمختلف التخصصات وجعلت مجانية التعليم للجميع منذ السنة الأولى الابتدائية حتى التخرج من الجامعة، إلى جانب إعطاء الطالبات مكافئة مالية شهرية سخية منذ السنة الأولى للجامعة حتى التخرج أسوة بالطلبة، ووضعت المرأة في القطاعات الحيوية في الدولة وشغلت الكثير من المناصب المميزة والمرموقة، فلدينا المديرة والمدير العام ومن هن على درجة وكيل وزارة وساوت بين الرجل والمرأة في الراتب والمخصصات الشهرية والمكافآت، وهذا أمر غير مطبق في أمريكا ولا الدول الغربية... إلى يومنا هذا !!!
وحصلت الكثيرات من النساء السعوديات على أعلى الدرجات العلمية والشهادات، وهناك أعداد لا يستهان بها من السعوديات طبيبات ومعلمات وعلى درجة بروفيسور في الجامعة وفي التخصصات كافة... وسيدات أعمال مميزات وناجحات الكثير منهن يتابعن ويباشرن أعمالهن بأنفسهن حتى استطاعت المرأة السعودية ان تحقق مكانة بارزة داخل مجتمعها وعلى المستوى العالمي لم تستطع بعد بلوغها الكثير من النساء في دول سبقتها في النهوض والتطور ...
والمرأة التي قدمت لها بلادها كل هذا الدعم والتشجيع وكفلت لها حقوقها الشرعية كافة وجعلتها معززة ومكرمة ومصانة عن كل ذل واستغلال لا يمكن أن تقبل بأن تصبح أداة ورقة رخيصة للضغط وللمزايدة في يد أمريكا أو الحملات الصهيونية في الإعلام الغربي لمحاربة الإسلام من جهة والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى، لأن المرأة السعودية تعلم جيداً بأنها قدوة لنساء العالم الإسلامي كما بلادها رمز وقدوة الإسلام والمسلمين في العالم.
ولذلك هناك أسئلة تطرح نفسها بشدة على من يثيرون قضية المرأة من آن لآخر ويستخدمون تلك الورقة: لماذا لم تكن تشغلهم المرأة السعودية قبل أحداث 11 سبتمبر؟
هل أوضاع المرأة السعودية ساءت بعد 11 سبتمبر؟
أم 11 سبتمبر جعلكم أكثر اهتماماً وإنسانية بشأن المرأة العربية والمسلمة؟
فلماذا إذا لا تهتمون بأوضاع المرأة المأساوية والمزرية للغاية في فلسطين المحتل والعراق المحتل؟
ومن المسؤول عن تدهور أحوالهن والوضع اللاإنساني والمرعب والرهيب الذي يعشن فيه الآن ...
ولماذا لا تهتمون ولا تتحدثون عن ذلك وتتركوهن في تلك المآسي التي تسوء كل يوم ؟؟؟
وأين منظمات حقوق المرأة في العالم وأين هيئة اليونسكو عن ذلك الوضع المأساوي ؟؟؟
فما أعلنته منظمات حقوق المرأة ومنظمة اليونسكو في الأعوام الأخيرة على أن هناك دولاً معرضة لعقوبة اقتصادية نتيجة اعتلائها مراكز متقدمة في قائمة الدعارة لسنوات دون ان تتزحزح عنها بالرغم من تحذيرات اليونسكو لها المتكررة وهناك دول أصبح انتشار الأمهات العازبات فيها يشكل مشكلة جوهرية في المجتمع لما يعانيه هؤلاء الأطفال غير الشرعيين من غياب لدور الأب الذي ينعكس سلباً على المجتمع ويهدد بمزيد من الارتفاع في معدلات العنف والجريمة مستقبلاً... إلى جانب إعلان تلك المنظمات بأن أكثر من تسعة ملايين امرأة في الغرب تم تجنيدهن من قبل مافيا البغاء في العالم في أمور البغاء والدعارة بينهن أعداد كبيرة من القاصرات وان 95% منهن مجبرات على ذلك .. إن هذه الإحصائيات الصادرة عن اليونسكو ومنظمات حقوق المرأة في العالم عن أوضاع النساء أمر محزن ويدعو للخجل أيضا... فلماذا لم تستطع تلك المنظمات والهيئات العالمية وقوانينها الوضعية ان تحمي المرأة من هذه الأوضاع المأساوية ومن هذا الذل والبؤس وتقيها من الاستغلال وتضمن حقوقها وتحقق لها ولو الحد الأدنى من الحماية والحياة الكريمة ؟؟؟
إن النساء في الغرب لا يمثلن أي قدوة لنا، إننا نشعر بالشفقة عليهن لاستغلالهن من قبل البعض أسوأَ استغلالٍ كسلعةٍ رخيصةٍ تُباع وتُشترى ويُروجُ لها أيضا...
ونتمنى أن تستطيع الحكومات والهيئات والمؤسسات في الغرب وأمريكا ان تحقق حماية للمرأة وتصونها عن الذل والاستغلال وتحقق لها حياة كريمة آمنة ومعززة مكرمة كما تفعل حكومة المملكة العربية السعودية وان تحد من معدلات العنف والاغتصاب التي تتعرض لها المرأة في الغرب التي تعتبر بريطانيا وأمريكا من الدول التي تعتلي تلك القائمة، حسب آخر تقارير اليونسكو ومنظمات حقوق المرأة في العالم... كما نتمنى للمرأة في الغرب وأمريكا ان تحصل على نفس المساواة مع الرجل في الراتب كما تحظى المرأة في بلادنا وان تتعامل معها الهيئات الحكومية والرسمية باحترام وتقدير مميز كما تحظى المرأة السعودية في بلادها، فتسير معاملاتها أولاً لأنها امرأة وتقف في أول الطابور لأنها امرأة..... إلى آخره .... من الأمور المميزة التي تحظى بها المرأة في بلادنا...
لقد تحدثت السيدة «روث ويد جوود» عضو مجلس السياسات في البنتاغون في مقابلة مع صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بثتها الفضائية اللبنانية LBC في برنامج «الحدث» ليوم الأحد 3 أغسطس وبالرغم من ان الأمر كان يتعلق بملف الكونغرس عن أحداث 11 سبتمبر وعن ال 28 ورقة التي تخص المملكة في ذلك الملف التي يقال بأنها تخضع للسرية الا أن المتابع للحلقة قد استغرب تطرق السيدة روث ويد جوود وبشكل فجائي لقضية المرأة وحقوق المرأة، ولا أعرف ما المناسبة وما العلاقة بين ال 28 ورقة تلك المزعومة عن المملكة في ملف الكونغرس عن أحداث 11 سبتمبر وقضية المرأة؟ فهل المرأة السعودية أصبحت لهذا الحد مادة للاستغلال وللضغط حتى في القضايا السياسية المهمة والحساسة !!!
والأغرب من ذلك هو استشهاد السيدة ويد جوود في ذلك البرنامج، بالتجربة القطرية فيما يخص المرأة... والإشادة بها لأنها وضعت بعض النساء في مناصب بارزة...
فهل وضع بعض النساء اللائي لا يتجاوزن عدد أصابع اليد الواحدة في منصب بارز دليل على أن باقي النساء في هذا المجتمع يحظين بمكانة أو حقوق أفضل من النساء في المجتمعات الأخرى أو أن أوضاعهن أفضل !!!؟؟؟ إنها أمور شكلية وتكون دعائية محضة في كثير من الأحيان ليس إلا... والدليل على ذلك ان هناك دولاً وضعت بعض النساء في مكان بارز ووصلت فيها المرأة للبرلمان ولصناعة القرار السياسي وفي دول أخرى تسلمت المرأة الحكم وأصبحت رئيس الدولة والنساء لديهم مازلن تحت خط الفقر وفي أوضاع معيشية مزرية ومأساوية للغاية ويعانين البؤس والاستغلال ويمثلن أكبر عمالة خادمات تصدر للخارج... وبلادهن لا توفر لهن أي حماية مميزة وهناك الكثير من الأمثلة فعلى سبيل المثال لا الحصر «الهند... والفلبين.. واندونيسيا وسيريلانكا والكثير من دول أمريكا اللاتينية....».
ولذلك أطالب جميع النساء المثقفات في المملكة العربية السعودية «برفع وثيقة» إلى الإدارة الأمريكية تحمل أكبر عدد ممكن من توقيعاتهن يطالبن فيها بعدم التدخل في شؤونهن وخصوصياتهن وعدم التعدي على شرعنا وديننا الحنيف وعدم استغلالهن ورقة ضغط لتحقيق مآرب ما... تخدم في النهاية المخططات الصهيونية.
وأنهن لن يسمحن بهذا الابتزاز الرخيص ويتمنين أن تحظى المرأة في أمريكا وفي الغرب بدعم واحترام حكوماتها كما تحظى المرأة السعودية من حكومتها ونتمنى ان تستطيع الحكومة الأمريكية ان توفر للمرأة في أمريكا الحماية والأمان وتجنبها من الاستغلال وتعيش مصانة الحقوق ومعززة ومكرمة كما تفعل حكومة المملكة العربية السعودية للمرأة السعودية... بفضل التزامها وتطبيقها للشريعة الإسلامية التي هي دستور البلاد..
فمن أوكلكم لتتحدثون باسم المرأة السعودية أو تطالبون بأمور باسمها هل ديمقراطيتكم تسمح لكم بالتحدث نيابة عن المرأة السعودية وتتعدون عليها وعلى رغباتها وخصوصياتها وتتعدون على شريعتها الإسلامية وتعاليم دينها الحنيف ؟ المرأة السعودية ابنة لمجتمع له خصوصياته ولها مرجعيتها الدينية، لا تكترث لقوانين وأنظمة وضعية تأتي من الخارج أو تُملى من الخارج أو أياً كان مصدرها... لأن مجتمعها وحكومتها التي تلتزم بدستور إسلامي في تشريعاتها هو من حافظ عليها وجعلها معززة مكرمة وجعلها بمنأى عن الذل والاستغلال وجعلها مصانة الحقوق.
إن أوضاع المرأة السعودية تدعو للحسد.... لا تدعو لأن تستغل كورقة ضغط في أي موضوع يطرح حتى بات الأمر ابتزازاً واضحاً ورخيصاً للعيان ...
ولم ولن تستطيع تلك الحملات الصهيونية النيل من الإسلام والمسلمين ولا النيل من المملكة العربية السعودية عن طريق المرأة السعودية المسلمة...

( * ) عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved