Saturday 23rd august,2003 11286العدد السبت 25 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

17/10/1390هـ الموافق 15/12/1970م العدد 323 17/10/1390هـ الموافق 15/12/1970م العدد 323
أصبحت السيارة الخاصة آفة المدن الكبيرة..!!

أصبح ثابتا بمعزل عن الشك بين خبراء العالم قاطبة، ان السيارات الخاصة هي العامل الاول في تلويث جو المدن وشحنه بالسموم المختلفة التي يستنشقها الناس من غير وسيلة للوقاية.
اثبتوا ان محرك كل سيارة انما يمتص من الاوكسجين كلما اجتازت السيارة مسافة الف كيلو متر، ما يكفي الانسان للعيش مدة سنة! وهذا ما جعلهم يحيلون الى قفص الاتهام السيارة والمحرك، وقد تنظمت المكافحة في كل الدول الصناعية لتبديد أوكسيد الفحم من جو المدن ثم ابادة تلك المادة الزفتية المسماة بنزوبيرين وهي مادة سرطانية تنبعث مع غاز احتراق البنزين في محركات السيارات.
وأن الولايات المتحدة قد بلغت في هذا المجال حدود الخطر كما قالوا لان عدد السيارات هناك بلغ حدا جعل استهلاك المحروقات كبيراً، فإن المحروقات المستهلكة في مدينة لوس انجليس وحدها تفوق ما تستهلكه انكلترا جمعاء او فرنسا أو المانيا!
ما هي وسائل الكفاح؟
لا يجد الخبراء في الساعة الحاضرة سوى احد سبيلين لمكافحة هذه الآفة.. فاما ان يغيروا صيغة المحرك الانفجاري وأما أن يجدوا محروقات جديدة لتحريك السيارات وقد جرب السبيل الثاني جمهور من طلاب 38 معهدا ثانويا في امريكا حين قطع 350 منهم مسافة 5760 كيلو مترا على متن سيارات مختلفة الانواع، وكان بعضها يتحرك بالغاز السائل كالهيدروجين والبربان، وكان بعضها الآخر يتحرك بالطاقة الكهربائية. وانما المقصود من تلك التجربة كان اطلاق اقل ما يمكن من غازات الاحتراف في الجو.
غير أن تلك التجربة لم تقترن بفوائد عملية، وانما جل فائدتها كان أن الشبيبة الامريكية اضحت واعية لاخطار تلوث الجو ولانحباس الهواء النقي عن رئات السكان، علما أن الاسنان يحتاج كل يوم الى 12 مترا مكعبا من هذا الهواء أي ما يعادل 15 كيلو غراما.
ولذلك يبدو ان الحكومة الامريكية تميل الى السبيل الاول أي اكراه أرباب الصناعة على صناعة محركات (نظيفة) وأمهلتهم حتى سنة 1975 كي يجدوا طريقة لتحليل غاز الاحتراق في داخل المحرك بواسطة آلات ميسورة لهم في أوضاع العلم الحديث، شرط ان يتكلفوا النفقات الضرورية لذلك وزعم بعضهم انهم ربما اضطروا الى اغلاق مصانعهم من جراء ارتفاع أسعار الكلفة. ولكنه يقدر عامة أن أسعار الكلفة في هذه الحال لن ترتفع إلا بنسبة عشرة بالمائة.
كما أن دول أوروبا الغربية أيضا أخذت تتباحث فيما بينها للاهتداء الى سبيل جديد يكفيها شر آفة التلويث هذه قبل استفحالها مثلما استفلحت في الولايات المتحدة. فإن شركة ستروين في فرنسا مثلا لا تزال معتقدة ان طريقتها الجديدة في صناعة سيارات ذات (بخ الكتروني) انما هي خير سبيل لمكافحة سموم غاز الاحتراق، كما أن مؤسسة رينو الفرنسية دعت الشركات الاوروبية الكبرى الى اجراء أبحاث مشتركة في هذا الشأن.
تدابير قاسية لتنظيم السير في المدن
وفي هذه الاثناء أخذت دوائر الشرطة في أوروبا ولاسيما في فرنسا حيث عدد السيارات أعلى مما هو في سائر الدول، تصدر تدابير قاسية لتخفيف اضرار السيارات الخاصة على صحة الناس ومنها مثلا منع صف السيارات في الاحياء المكتظة بالسكان، فقد اثبتوا ان الغاز المنبعث من السيارات له طاقة بقتل طائفة من الجرذان ساعة الازدحام، وأن شرطي السير تنخفض قوة سمعه بنسبة 75% بعد الوقوف ساعتين في ساحة كبرى تجتازها السيارات من كل جانب، وان ضباب السموم المنبعث من السيارات وقت السير البطئ يستنشقه المشاة في بعض ساعات النهار بنسبة أعلى من تنشقهم الهواد النقي! وهذا ما يفسر انتشار الصداع الثابت باحصاء بيع أقراص الاسبيرين وما جرى مجراها في صيدليات بعض الاحياء دون غيرها.
وان دوائر الشرطة الفرنسية اخذت تشجع اصحاب السيارات الخاصة على ترك سياراتهم على ابواب باريس عند الصباح والذهاب الى أمكنة عملهم بوسائل النقل العامة، ثم الرجوع بسياراتهم الى الضواحي عند المساء.
ولكن يجوز التساؤل: هل تكفي هذه التدابير للانتصار على آفة تلوث الجو من جراء هذه الاداء العصرية في نظر عامة الناس، أي السيارة الخاصة!..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved