Saturday 23rd august,2003 11286العدد السبت 25 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

19/9/1390هـ الموافق 17/11/1970م العدد 320 19/9/1390هـ الموافق 17/11/1970م العدد 320
خواطر رياضية
بقلم: مالك ناصر درار

صاحب انتشار الالعاب الرياضية كمظهر من مظاهر الاهتمام بها من الصحافة بأن افردت لها الصفحات اليومية والاسبوعية تنقل فيها بأقلام محرريها الرياضيين الوصف والتعليق والاخبار الرياضية.
ولما كانت الرياضة في طور بدايتها والمسؤولية التي تقع علي عاتق المحرر الرياضي في اية صحيفة.. كبيرة وبالغة الاهمية.. وجدتني مدفوعا الى الرغبة في التعريف على ماهية الواجبات والصفات المطلوب توفرها في المحرر والمخبر الصحفي، فإذا رجعنا الى الدور الذي تؤديه الاندية الرياضية لخدمة المجتمع وامعنا النظر في العمل الاداري الرياضي او القيادة الرياضية كما يحلو لي تسميتها اجد ان الصحفي الرياضي لا يخرج عن كونه اذا احسن استعمال صفته احد القادة الموجهين الرياضيين أما اذا كان خلاف ذلك فتسميته ليست صعبة على كل ذي فهم وبصيرة.
تجتاز بلادنا الآن طريقها الطويل بخطى حثيثة نحو التقدم في جميع المجالات ومن بينها المجال الرياضي والواجب الوطني يفرض علينا جميعا ان نهتم كرياضيين بتنفيذ المناهج الموضوعة لبلوغ الغاية وأن نعمل بتكاتف وتساند يحقق لشبابنا الوصول الى المراكز والمستويات العالية في ميادين الرياضة ولا يتم نيل هذا المرام الا اذا وجدنا القادة الرياضيين في الحقل الاداري.
وميدان الصحافة الرياضية على السواء وهذا ما الح علي مرارا في ان اتعرف على بعض واجبات المحرر الرياضي ودفعني الى تتبع ما ينشر في الصفحات الرياضية لارى عما اذا كان ما ينشر موافقا لتلك الشروط.. أم متجافيا عنها.
إن معركة البناء تتطلب منا أن نعي الحقيقة بأكملها.. مجردة من أي شائبة قد تغير معالمها.. ولنبدأ بذكر أهم صفات الصحافة وهي الدقة التي قال عنها احد الصحفيين المشهورين (الدقة في الصحافة كالفضيلة للمرأة).
والصحافة كما هو معلوم مهنة لا تستميلها الصداقات وهي مهنة تقضي عليها العاطفة والحيز والتعصب الى أبعد الحدود والصحافي عموما.. والرياضي على وجه الخصوص يجب ان يتحلى بالاستقامة.. والخلق وحسن الفهم.. والثقافة الواسعة مع دقة في الملاحظة وصلات حسنة بجميع الرياضيين.
ولكي يصل المحرر الرياضي الى غرضه.. في نشر الثقافة والوعي الرياضي عليه ان يكون واقعيا.. وملتزما جانب الحق والعدل.. ولا يختلق الحوادث أو يطلق العنان لخياله وعليه اولا وقبل كل شيء ان يوسع دائرة معارفه الرياضية بالالمام بكل لعبة.. بقانونها.. وطرق الاداء فيها.. والتاريخ الطويل لها كيف بدأت.. وكيف تطورت.. وما هو المستقبل الذي تسير اليه وعلى أقل تقدير يجب ان يكون ملما بقواعد وأصول.. أربع أو خمس لعبات الماما تاما وكبيرا وخاصة العوامل النفسية التي يتعين عليه ان يلم بها ويميط اللثام عنها.. كما أن عليه تصحيح العيوب ما دام واقفا على الموضوع وقوفا شافيا.. فبسبب المام المحرر الرياضي بأنواع الرياضة المختلفة وتجاربه فيها يصبح على دراية بالمقاييس.. والمعايير التي يقيس بها المباريات واللاعبين.. فيحكم لهم أو عليهم.. وسيكون التوفيق حليفه أو خصمه في آخر الامر.. وفقا لدقة احكامه أو لتنكبها سواء السبيل وتصوير الواقع.. تصويرا صادقا لا يتأتى الا اذا جرد نفسه من الهوى، وهي صفة ينبغي ان تكون ثمرة الدراية الشافية والحكم السليم.. فليس من النزاهة في رواية الخبر الرياضي ان يدق المخبر الطبول للفريق المحلي.. أو يتحيز له أو يهاجم الفريق المنافس.. أو المسؤولين عنه لا لشيء الا لكونه منافسا فقط لان ذلك يتعدى به عن حقيقة الرياضة التي تجعل مسؤوليته امام الجمهور الرياضي عامة لا امام فريق محلي ومن يتصدى للوصف الرياضي ويوجه الانتقادات ليس مجرد مخبر يروى الانباء بل هو قاضٍ.. وعليه أن يتصرف كما يتصرف القضاة.
على محررينا الرياضيين أن يعوا هذه الحقيقة وأن يكونوا أهلا لاداء الرسالة العظيمة التي تصدوا لها، ومتى ما تجردت النفوس من الهوى والغرض ووضعت الهدف الاسمى والغاية النبيلة أمامها، وأغذت السير لبلوغ الغاية التي نسعى اليها في النهوض بشبابنا وتوفير الرعاية له في المجالات الاجتماعية والرياضية والثقافية عند ذلك نكون على ثقة اننا سرنا على الطريق السوي اما اذا لا قدر الله واستمر الحال على ما هو عليه من انحراف عن الجادة وتأخر ركبنا الرياضي نتيجة لذلك عن المسيرة الكبرى التي انطلقت في كل مكان فالتاريخ لن يرحم أحدا وحساب التاريخ شاق وعسير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved