كثر الحديث اليوم عن امراض قلّما كنا نسمع عنها في السابق بل واشتد واحتد في كثير من الاحيان ليصل الى حد المبالغة من كثرة ترديدها وهي الامراض الوراثية والخاصة بأمراض الدم كالانيميا المنجلية او ما يعرف بفقر الدم المنجلي والامراض الشائعة في المجتمع - اي مجتمع - منها الوراثي ومنها المكتسب ونذكر منها على سبيل المثال مرض السكري - الانيميا المنجلية - الالتهاب الكبدي الوبائي.
ونظرا الى ان المراحل الاولية لأي من هذه الامراض او اي مجموعات اخرى لبعض من الامراض قد لا تكون هناك اعراض لها بدرجة كافية لتحريك المريض نحو محاولة كشف اسباب مرضه وعليه فقد لا يهتم المريض الا بعد تمكن المرض منه او حدوث مضاعفات.
وهنا يأتي دور الكشف المخبري الدوري والذي يؤدي الى تشخيص المرض في وقت مبكر والوقوف على اسبابه وطرق علاجه بل ويمتد ذلك الى الوقاية ومنع حدوث المضاعفات وفي هذا الصدد يجب التأكيد على ان الفحص الدوري المخبري لابد وان يشتمل على الوقوف على وظائف الجسم المختلفة: الكبد، الكلى، القلب، الدهون، السكر....الخ.
وهناك ارتباط فيما بين نوعية الفحوص المخبرية والفئات العمرية حيث وجد ان هناك بعض الامراض المرتبطة بسن معينة وتميز بعض فترات العمر نفسها بفصيلة من الأمراض دون غيرها لذلك يحسن عمل تحاليل منتظمة عند سن الاربعين لما تحمله هذه السن من مؤشرات لامراض ذات خطورة كبيرة ولتلافي ذلك يحسن عمل بعض هذه التحاليل وخصوصا «تحاليل الدهون الثلاثية - الكوليسترول» ولدى الرجال «تحليل البروستاتا» ويتم عمل الفحص الشامل للمريض سواء مخبريا فقط او شاملا الاشعة والفحص الاكلينيكي لدى الطبيب المختص.
كما تجدر الاشارة هنا الى وجود عدة نظم للفحص الشامل تتناسب مع حاجة المراجع ويمكن ضبطها مع رغبة المراجع.
اما والكل فينا ينشد اقامة اسرة سعيدة يفرح فيها كل من الطرفين بأولاد اصحاء يتمتعون بجميع ايام حياتهم فلابد لهم من توفير او ضمان صحة متوازنة لذلك ننصح دائما بفحوص ما قبل الزواج لنساعد جميع المقبلين على هذه الخطوة على منع انجاب اطفال يحملون امراضاً وراثية خطيرة ونؤهل الطرفين لبناء اسرة سليمة وسعيدة.
*استشاري ورئيس قسم المختبر
| 
