كعادتي صباح كل يوم وحينما بدأت في قراءة جريدتي حتى شد انتباهي ذلك الخبر المعنون ب: «إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في الرياض».
حينها استبشرت خيراً ولم أتوان عن قراءة تفصيل الخبر حتى أثلج صدري ما قاله سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من كلام حكيم لا يصدر الا ممن أراد الارتقاء بالحوار الوطني لبلاد الحرمين الشريفين.
وما ان زف ولي العهد هذا الخبر السار للمواطنين حتى ابتدأ طريق آخر للتواصل بين الشعب والحاكم فيما يرتقي بثقافة هذه البلاد وراحة مواطنيها.
وهذا التواصل ليس بجديد على حكومة خادم الحرمين فقد عودونا دائماً على الحوار الهادف والعمل معاً من أجل وطن سالم خالٍ من الإرهاب والتطرف.
إن أمر المليك بإنشاء هذا المركز الوطني وإعلان سمو ولي العهد ذلك إنما هو رد على كل من يشكك في وجود تواصل بين حكام بلاد الحرمين وشعبها.
ان هذا المركز الوطني سيكون بإذن الله رابطاً وجسراً وجداراً غير قابل للتصدع في مواجهة كل من ادعى الوطنية وأراد ان يثير الفتن في هذه البلاد..
إن هذا الإنجاز التاريخي كما قال سمو ولي العهد.. هو بداية في رسم حدود خريطة الإصلاح في البلاد وبداية لحياة يسودها الأمن والأمان في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين.
فمرحباً بحوار ناضج يهدف إلى التقويم والتصحيح والمصلحة العامة للوطن، لا حوار الهدف منه إضاعة المزيد من الوقت في مهاترات واستعراض للقوى على أمور أبسط ما نقول أنها ثانوية.
إن علينا نحن معشر المتحاورين ان نرتقي بأسلوب الحوار الهادف كما ارتقت حكومتنا بإنشاء هذا المركز الوطني وان نبتعد كل البعد عن المظاهر الخداعة التي هي تهدم أكثر ما هي تبني.. فهذه البلاد بلاد الحرمين مقبلة على تحديات جديدة قادمة من كل صوب هادفة إلى تدمير العلاقة وقطع جميع جسور التواصل بين المواطن وولاة الأمر.
إن ما يجب علينا في هذا الوقت ومع إنشاء هذا المركز الوطني ان نقف يداً واحدة وجسداً واحداً من أجل الوقوف أمام التيارات المعاكسة الغربية والداخلية المتطرفة التي لن تلبث إلا أن تخمدها قوة الله وقوة ترابط هذا الشعب مع ولاة الأمر.
أحبتي أنا لست هنا بصدد أن أشرح أسلوب الحوار الراقي.. وإنما قلت ذلك من ابتهاجي وفرحتي وأيضا من أمنياتي أن نجد حواراً يليق بمكانة هذا الوطن الذي نفتديه بأرواحنا حينما يحاول العابثون الإخلال بأمنه.
وفي النهاية يبقى: «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية».
عبدالعزيز حسن الحصان
|