سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أشكر جريدة «الجزيرة» على ما تتناوله من قضايا مهمة تهم الوطن والمواطن ومنها ما طرحه الأخ مبارك أبو دجين في جريدة الجزيرة العدد 11273 الصادر يوم الأحد بتاريخ 12/6/1424ه حول مقبرة جماعية أرجعها إلى بني هلال وان تلك المقبرة عمرها ألف عام، ولكن أبو دجين على ما يبدو لم يكن لديه إلمام بعلم الآثار واجتهد في ذلك، حيث ان ما ذكره من أن تلك القبور تعود إلى بني هلال وأن عمرها حوالي 1000 سنة، مستنداً إلى رواية أحد الأشخاص ليس لديه المعرفة بعمل الآثار، ليس مستنداً علمياً، لأن تلك الشواهد والقبور الركامية تعود حسب ما ذكره الدكتور عبدالعزيز الغزي (إلى فترة الممالك العربية القديمة وهي الفترة الممتدة ما بين 300ق.م إلى ما بعد 100 بعد الميلاد فترة الممالك المتوسطة) «شواهد أثرية على استمرارية الاستيطان في واحة الخرج ما قبل الإسلام ص: 26» مستنداً إلى عملية بحث تمت لأحد القبور وما وجد فيها من قطع أثرية.
ومنطقة الخرج كما ذكر الأستاذ سعد الدريهم في كتابه «سلسلة هذه بلادنا» التي صدرت عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب سنة 1413هـ (منطقة الخرج منطقة أثرية موغلة في القِدم ومنذ آلاف السنين من العصر الحجري الحديث الذي يبدأ من 9000ق.م وتختلف نهايته من مكان لآخر ومن مظاهر العصر الحجري الحديث في المنطقة كما يذكرها المهتمون بالآثار ما يلي:
- الدوائر الحجرية المتنوعة الأشكال والوظائف.
- المنشآت المذيلة والتي استخدم بعضها كمقابر والبعض الآخر كوسائل لصيد الحيوانات المتوحشة.
- الأحواض الحجرية التي يقال إنها استخدمت لسقيا الحيوانات.
- مقابر الرجوم الحجرية التي قد يعود بعضها إلى تاريخ فترة العصر الحجري وعلى أي حال هي دلالة استيطان قديم.
- المدافن الركامية التي تنتشر في المنطقة وهي تشير إلى استيطان قديم منذ الألف الثالث ق. م وما بعده.
- المصاطب الحجرية المختلفة الأحجام.
- مقابر منحوتة في الأرض ومكونة من مداخل وغرف وتمثل فترات زمنية مختلفة.
أردت من ذكر ذلك أن البعض لا يفرق بين قبر ركامي أو المنشآت المذيلة أو تلك الأحواض الحجرية.
وأردت كذلك أن أدلل على ما لمحافظة الخرج من عمق تاريخي دلت عليها تلك الأوابد والشواهد التي ما زالت تقف شامخة تدعو الهيئة العليا للسياحة والآثار إلى دراسة المواقع الأثرية وحمايتها من العبث.
عبدالرحمن بن عمر المحسن
مدير مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة
|