Saturday 23rd august,2003 11286العدد السبت 25 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ماذا تعني كلمة «مِهْرَ.. جان»!! ماذا تعني كلمة «مِهْرَ.. جان»!!

في كل صيف نكون في «حالة طوارىء» في بلد تصل درجة الحرارة فيه الى اكثر من خمسين درجة مئوية.. نستعد لمواجهة هذا الصيف اللاهب الذي يوافق الاجازة السنوية التي يعرف في جميع انحاء العالم انها توافق فصل الصيف وقد يكون لوضع الاجازة في فصل الصيف علاقة بهذه الحرارة اللاهبة. حالة الطوارىء هذه.. تكون استعدادا لمواجهة «الفراغ» الذي نواجهه وليس مواجهة «الحر» حيث ان هذا الحر اصبح سمة من سمات بلادنا وميزة من ميزاتها.. للصيف طعمه كما ان للشتاء طعمه.. وكما ان للربيع رونقه، كل بلاد منحها الله مناخا يناسبها ويناسب ثمارها.. استغرب الكثيرون من «برامج الترويح» في المدن الصحراوية التي تعيش في كنف الصحراء.. وتحيط بها كثبان الرمال اللاهبة.. ونسوا ان الهدف من هذه البرامج هو «شغل وقت الفراغ» وليس النزهة في جو بارد.
والدليل على ذلك انه حتى لو كانت الاجازة في الشتاء فلابد من برامج لشغل وقت الفراغ.. ولا علاقة لذلك بالصيف.. وقد احسنت المدن التي اطلقت على برنامجها مصطلح «ترويح».. فليست المدن الصحراوية مدناً «سياحية» حيث ان لقطة سياحة مشتقة من الفعل «ساح» وهو السيحان في الارض اي التجول فيها.. وهذا قد ينطبق على «السياحة» في هذه المدن في فصل الربيع حيث تكون صحاريها ولا اجمل.. ووديانها ولا اروع.. في فصل الربيع .. حيث تكون مناظر تخلب الالباب.. مناطر تفوق جبال الالب.. ومصائف اوروبا ولكن هذه الصحاري تقلب ظهر المجن في فصل الصيف.. وتتحول الى قطعة من الأرض تتلظى من شدة الحرارة.. وتلتهب رمالها لتتحول في الليل الى مصدر يبث الحرارة في المدن.. ولكن في الصيف فمن الخطأ ان نطلق لفظة سياحة في هذه الحالة حيث ان الترويح هو في منطقة تجمُّع طوال فعاليات البرامج واحدة.. ومن هذا يجب ان تطلق كلمة «ترويح» في هذا اليوم والايام التي سبقته تم تداول كلمة «مهرجان» واطلق كثير من المدن والمناطق على برامجها كلمة «مهرجان» وفكرت في هذه الكلمة ملياً فأول ما تبادر الى الذهن انها مصدر من «التهريج» فقلت قد يكون من يحيى هذه الفعاليات هم من «المهرجين» الذين يأتون بالهرج.. والجميع عندما يقرأ او يسمع كلمة مهرجان.. يتبادر الى ذهنه.. الهرج.. واللهو.. وحركة البيع والشراء والاصوات المرتفعة.. ولكنني عندما عدت الى القواميس وجدت ان كلمة «مهرجان» كلمة فارسية دخلت العربية..
ففي المصباح المنير مثلا: «م هـ ر ج ا ن» والمهرجان: عيد للفرس وهي كلمتان «مِهْرَ» وِزَانُ حِمْلٍ و«جَانُ» لكن تركبت الكلمتان حتى صارتا كالكلمة الواحدة ومعناها محبة الروح وفي بعض التواريخ كان «المهرجان يوافق اول الشتاء ثم تقدم عند اهمال اللبس حتى بقي في الخريف وهو اليوم السادس عشر من مَهْرماه وذلك عند نزول الشمس اول الميزان.. انتهى.
ومن هنا فانني انادي بأن تستبدل كلمة «مهرجان» بكلمة عربية فصيحة نفهمها وتفهمنا وتكون كلمة ذات مصدر عربي فصيح لا كلمة دخيلة على لغتنا فمن اهم مبادىء هذه الحفلات الترويحية تعميق الايمان بلغتنا وتقاليدنا.. ويمكن ان نطلق بدلا من ذلك مسمّى «ترفيه» او تجمُّع ترفيهي او «ترويح».. ومن المناسب اطلاق كلمة «السوق» حيث عرفت الأسواق في تاريخ العرب منذ غابر الازمان مثل «سوق عكاظ» الذي يقام شرق الطائف في كل عام وكان يقصده رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته وسوق «مجنة» وسوق «ذي مجاز» فكل هذه الاسواق هي للتجارة والسفر والترويح كما كانت منتديات لشغل اوقات الفراغ بالادب والشعر حيث كان «سوق عكاظ» منتدى ادبياً شعرياً.. اتمنى ألا نسمع كلمة «مهرجان» مرة اخرى وان نبتعد عن التهريج والمهرجين.

مهندس/ عبد العزيز بن محمد السحيباني

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved