دمرت العملية الاجرامية التي نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي والتي تمثلت في اغتيال القيادي الفلسطيني عضو حركة حماس المهندس إسماعيل أبو شنب، دمرت كل الجهود التي بذلت لاستئناف عملية السلام الهادفة لتسوية القضية الفلسطينية، فبعد الهدوء الذي ساد الأراضي الفلسطينية قرابة شهرين فجرت عملية الاغتيال للقيادي الفلسطيني موجة دموية جديدة لا تزال في بداياتها، فعملية الاغتيال وجهت لقيادي فلسطيني يحظى بتقدير واحترام جميع الفصائل الفلسطينية.
فالشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب كان يمثل الجناح المعتدل في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وبالإضافة الى مركزه المتقدم في قيادة الحركة كان أحد رموز العمل النقابي الفلسطيني وله اسهامات أكاديمية واجتماعية ملموسة، وكان من خلال هذه الأدوار يقود جناح الحمائم ووسيط خير ومحاور مرن، لا يتشنج في ردوده، مستمع جيد، ويحظى بقبول وحب وتقدير كل محاوريه، ولذلك فقد شكلت عملية اغتياله صدمة لكل المهتمين بملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، واعتبروا عملية الاغتيال الاجرامية، عملية مدبرة ومقصودة لاجهاض جهود استئناف عملية السلام، فالعملية الاجرامية تهدف أولاً إلى انهاء الهدنة التي التزمت بها فصائل المقاومة الفلسطينية من طرف واحد، والتي صمدت طوال أكثر من خمسين يوماً، رغم كل محاولات الاستفزاز التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قامت بكل الاساليب لجر المقاومة الفلسطينية الى المواجهة، إلا أن الفصائل الفلسطينية ضبطت عناصرها طوال الأسابيع السبعة التي وان تخللتها ردود فلسطينية على الخروقات الاسرائيلية إلا أن الرد على عملية كحجم عملية اغتيال قيادي سياسي نقابي معتدل لا بد وأن يكون بنفس مستوى الخرق الإسرائيلي، فهذه المرة لن يكون الرد مقتصراً على عناصر حماس ولا الجهاد بل ستقوم به كل العناصر الفلسطينية الذين لا يستطيع أحد أن يلومهم بعد أن تجاوزت الأفعال الاسرائيلية كل الحدود، وجميع الخطوط الحمراء إذ مثلت عملية الاغتيال الاجرامية دعوة مفروضة على الفلسطينيين للعودة الى المقاومة المسلحة، وهو ما أكدته الجماهير الفلسطينية التي شيعت الشهيد إسماعيل أبو شنب والتي تجاوزت أعدادها أكثر من مائة ألف فلسطيني جاءت هتافاتهم وأصواتهم كاستفتاء شعبي يدعو بإلحاح على استئناف المقاومة والانخراط بالكفاح لانهاء الاحتلال الإسرائيلي وطرد المحتلين من أرضهم ووطنهم الذي استباحته قوات الاحتلال.
|