** إذا تطورت النظرة للإنسان وحقوقه المكفولة له في شرع الله وسنّة محمد صلى الله عليه وسلم وطرائق حياة الصحابة والتابعين..
فإنني اعتقد أن المرأة جزء من هذا التطور..
فلا يمكن أن تهضم حقوق المرأة عند رجل مستوعب لأساسيات الدين الإسلامي التي تكرم المرأة وتجعلها فوق حقوق الرجل ثلاث مرات حين تكون أماً..
ولنقيس على ذلك نظرة الشرع للمرأة..
لكن أي امرأة تلك التي تمنحها الشريعة كل هذا التقدير.. هل هي المرأة التي تريد أن تعيش حياتها وفق أهوائها ورغباتها المنحرفة.. تلك التي تريد أن تخرج وتعمل بلا قيد أو شرط.
أو تلك المرأة التي تريد أن تعبىء الشاشات ببهرجة ماكياجها وفتنتها..
** تابعوا سيرة امرأة مسلمة معتدلة تنشأ في أسرة كريمة تشتري لها الألعاب في طفولتها وتقتني لها أجمل الملابس وتدرسها في أحسن المدارس وتشاركها الرأي في كل شيء.. وتخرج مع أمها وتزور صديقاتها الموثوق بهن وتدرس في الجامعة وتخرج إلى محاضراتها برفقة السائق وزوجته...
وتخرج في المساء مع أخيها يوصلها لمشاويرها وهو سعيد بها.. يتحدثان عن كل شيء عن الأسعار والأسفار وأخلاق النساء والرجال والحرب والسلم والسياسة والاقتصاد.
ثم تتزوج الفتاة.. يخطبها فارس نبيل ويسكنها بيتاً جميلاً ويعقد قرانها بشرط واحد أن تكون لها الحرية في أن تستمر في دراستها أو عملها...
وتنتقل من رغد العيش بين أبويها إلى حيث بيت زوجها..
يرسمان معاً خطوة بخطوة سيرة حياتهما.. لم يتركها يوماً خلفه ولم يدخل باباً يوماً إلا ويفتحه لها لتدخل هي أولاً ليتولى هو غلق الباب الثقيل.
تفاصيل صغيرة لا تنتمي إلى ثقافة «الليدي فيرست» بل هي متجذرة في عمق الرجل المسلم المتفهم المستوعب لحقيقة الدين التي تنطوي في قول سيد الخَلق عليه الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
وتنجب من الأبناء والبنات وتعمل تدرس التلميذات في المدرسة.. وتراهن كما بناتها..
ترتدي حجابها وتركض مثل فراشة محفوفة بالورد..
يوفقها الله..
ويدفع بحياتها للمزيد من العذوبة والجمال وتفوق الأبناء وتفوق الزوج والأخوان..
وتغص الحياة بالأحلام.. وتتوقل أحياناً.. لكنها تظل حياة جميلة طالما هي محفوفة دائماً ومؤطرة برحيق الإيمان الصافي النقي..
** حين يكون للإنسان نظرته المتطورة.. وحين يكون الرجل قادراً على تفهم الدين واستيعابه بعيداً عن الإرث المنافي للدين..
فإن المرأة ستنال حقها كاملاً في حياة كريمة في كنف رجال نبلاء.
** ولعلكم أيها النابتون في تربة المجتمع المتجذر في عمق هذا التراب تدركون أن نموذج تلك الفتاة بسيرورة حياتها هو النموذج السائد الذي نعرفه.
فنحن قوم يُقاس كرم الرجال بكرمهم مع أهلهم وحسن تعاملهم معهم.
|