* متابعة وتصوير علي يحيى الراجحي:
اثار غرق فتاتين وطفلة من اسرة واحدة في وادي محوض بمحافظة أحد المسارحة بجازان إثر سقوطهن في حفرة عميقة تجمعت بها مياه السيول مخاوف المواطنين من اخطار الحفريات القائمة على ضفاف المحافظة والتي اضحت تشكل بؤراً لتجمعات مياه الامطار والسيول ومصدر خطر داهم وتهديد مباشر لابناء المحافظة خصوصاً مع كثافة التجمعات السكنية على ضفاف الاودية وانتشار تلك الحفريات المحدثة على جنباتها واستمرار سقوط الأمطار على اجزاء كبيرة من محافظة المسارحة.
الجزيرة انتقلت بدورها الى قرية ابو العرج مسقط رأس الفتيات المتوفيات ومحل سكن الاسرة المفجوعة الواقعة الى الشرق من محافظة المسارحة حيث التقينا بوالدهن المواطن شوعي بن علي بن محمد المسعودي وقدمنا له واجب العزاء والمواساة وقد تحدث عن ملابسات وظروف غرق بناته الثلاث مشيراً أنه لدى قيام اولاده بزيارة جدهم في منطقة بوادي محوض بالقرب من كسارة عقيل للخرسانة شمال مصنع اسمنت الجنوب وخلال تلك الزيارة خرج اربع من بناته بصحبة اخيهن غير الشقيق للتنزه بجوار منزل جدهن ولمسافة لا تزيد عن خمسين متراً عن المنزل وفي تلك الأثناء سقطت الطفلة آمنة 10 سنوات في حفرة بعمق اربعة امتار تملؤها مياه السيول والأمطار «وهي احدى الحفريات التي احدثتها كسارات للخرسانة» لتلحق اختها صالحة 12 سنة على الفور ثم سقطت الأخت الكبرى فاطمة 15 سنة اثناء محاولتها انقاذ اختيها وهكذا سقط الاخوات الثلاث في تلك الحفرة على التوالي ولقين حتفهن على الفور.
ويضيف الاب المكلوم قائلا: كادت الاخت الصغرى الرابعة جمعة ان تلحق بأخواتها من شدة وقع الفاجعة لولا عناية الله ثم قيام اخيها غير الشقيق محمد 16 عاماً بانقاذها وابعادها عن تلك الحفرة وقد حاول ذلك الاخ عبثاً انقاذ اخواته الثلاث ولكن دون جدوى وعبر الأب المكلوم في ختام حديثه للجزيرة عن ايمانه بقضاء الله وقدره قائلاً: لله ما اخذ وله ما ابقى وانا لله وانا اليه راجعون.
هذا وقد اعتذر الاخ غير الشقيق للفقيدات محمد مباركي عن الحديث حيث لم يستوعب بعد ما جرى لاخواته من شدة هول الكارثة وتبدو على محياه علامات التأثر والاسى والحزن لاسيما وانه قد عايش لحظات سقوط اخواته ووفاتهن امام عينيه وقد ذهبت محاولاته لانقاذهن ادراج الرياح.
ويشير المواطن عبدالله بن علي بن محمد المسعودي شقيق الاب المكلوم وعم الفقيدات عن وجود عدد آخر من الحفر في موقع الحادث قامت الكسارة المجاورة للخرسانة بحفرها منذ سنوات ولم تقم بردمها الى هذه اللحظة ولم تقم حتى باحاطتها بسياج مانع موضحا ان لجنة مختصة من المحافظة قد جاءت الى الموقع قبل سنتين وعاينت تلك الحفر وأعدت محضراً بذلك وتمت مطالبة ملاك الكسارة بردمها الا ان شيئا من ذلك لم يتم الى هذه اللحظة وقد شهدت هذه الحفر قبل اكثر من عام غرق شخصين من الجنسية اليمنية من رعاة الاغنام وتم انتشال جثتيهما من قبل فرقة من الدفاع المدني آنذاك اضافة الى نفوق عدد كبير من الاغنام فيها دون ان يحرك احد ساكنا تجاه هذه المآسي. الى ذلك ألمح المواطن محمد بن حسين طالبي من سكان سوق الليل على الضفة الشمالية لوادي خلب الى وجود عدد من الحفريات المحدثة على ضفاف هذا الوادي والتي تعد خطراً واضحاً على سلامة المواطنين الذين يقطنون تلك الانحاء صغاراً وكباراً.
من جانبه اوضح المحافظ السابق لاحد المسارحة واحد ابرز اعيان المحافظة حالياً الشيخ راشد بن صالح العصيمي في تصريح ادلى به للجزيرة انه وجه خلال فترة عمله محافظا بالمحافظة بتشكيل لجنة لدراسة الحفريات والعقوم الموجودة بضفاف وداخل وادي قلب الوادي الشهير بالمنطقة واودية المحافظة الاخرى لاقتراح الحلول المناسبة لذلك وقد قامت اللجنة بمسح ميداني لتلك الحفريات والعقوم وتحديد مواقعها وملاكها. مشيراً انه قد تم الزام عدد من اصحاب وملاك الاراضي التي تقع بها تلك الحفريات والعقوم بردمها وازالتها وتسويتها غير انه من الملاحظ حاليا استحداث حفريات جديدة. وناشد العصيمي في ختام تصريحه للجزيرة الجهات المعنية بالمحافظة بالعمل على ايجاد الحلول الكفيلة بإزالة تلك الحفريات التي تشكل مصايد موت خصوصاً في فترة الامطار والسيول.
من جهته ابان المهندس ابو بكر بن احمد مظهر رئيس بلدية احد المسارحة في معرض حديثه للجزيرة ان البلدية قد شكلت فريق عمل عاجل للقيام بجولات ميدانية في جميع المناطق السكنية الواقعة على ضفاف الاودية بمحافظة المسارحة واستكشاف الحفريات المحدثة واعداد تقرير بذلك ليتم بعد ذلك اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة والعاجلة حيال ذلك بما يضمن الحد من حالات الغرق والقضاء عليها. واهاب المهندس مظهر في ختام تصريحه للجزيرة بالمواطنين والمقيمين على السواء بالابلاغ عن الحفريات المحدثة والتي قد تشكل خطراً او ضرراً على سلامة ابناء المحافظة.
|