* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
هل يختفي الأرز المصري من السوق السعودي بعد أن اختفى فجأة من الأسواق المصرية وارتفع سعره إلى أرقام فلكية؟! المؤشرات تؤكد قدرة الإنتاج المصري على سد الاحتياجات المحلية وتعاقدات التصدير الحالية والمستقبلية بينما لا يوجد في السوق المحلي ما يكفي الاستهلاك المحلي وهو ما خلق تساؤلاً حول أين اختفى الأرز المصري وهل هو قادر على الوفاء بتعاقداته التصديرية خاصة أن مصر تأتي ثاني الدول المصدرة للمملكة العربية السعودية بعد الهند حيث بلغت واردات المملكة 783062 طناً عام 1999 من مصر ويتوقع زيادة الطلب السعودي على الأرز إلى 970911 طناً عام 2004 حيث يصل معدل استهلاك الفرد في المملكة حوالي 45 كيلو جراماً
واختفاء الأرز المفاجئ وقفز أسعاره إلى 1250 جنيها للطن مقابل 600جنيه للطن في بداية الموسم في الوقت الذي تؤكد فيه الأرقام أنه لا يوجد أي مبرر لهذا الارتفاع حيث وصل الانتاج إلى نحو 9 ،3 مليون طن للأرز الأبيض ويصل الاستهلاك المحلي للأرز 7 ،2 مليون طن سنوياً بمعدل استهلاك 9 ،52 كيلو جراماً سنوياً للفرد وتم تخصيص الكمية المتبقية للتصدير بنحو 2 ،1 مليون طن لم يصدر منها بالفعل سوى نصف مليون طن فقط نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم القدرة على المنافسة.
أكد خبراء الاقتصاد أن اختفاء الأرز وارتفاع أسعاره ليس له مبرر خاصة أنه لا توجد زيادة في الاستهلاك أو التصدير كما أن ارتفاع أسعار الدولار بريء من ذلك ففي بداية الموسم كان سعر كيلو الأرز الأبيض الذي يباع للمستهلك 125 قرشاً للنوع المتوسط ولم يمر أسابيع حتى بدأت الأسعار في الارتفاع حتى وصل إلى ما بين 200 قرش و 175 قرشاً وإن أصابع الاتهام تشير إلى التجار.
والحكومة من جانبها دخلت في حرب مستميتة مع المحتكرين للسيطرة على أسعار الأرز وأعلنت عن استيراد 100 ألف طن أرز أبيض قبل يناير القادم لمواجهة أية ألاعيب في عمليات التخزين بالإضافة إلى استخدام أسلوب توريد القمح الاختياري وتحديد سعر تشجيعي وحوافز على الجودة وذلك بما يضمن توفير حاجة المواطنين والوفاء بتعاقدات التصدير وأكد مصدر مسئول أن إنتاج الموسم القادم قادر على تلبية تعاقدات التصدير والسوق المحلي فهناك زيادة متوقعة بنسبة 10% حيث سيصل الانتاج إلى 4 ،4 مليون طن أرز أبيض مقابل 9 ،3 مليون طن أرز أبيض في الموسم الماضي وذلك نتيجة زيادة المساحة المزروعة. وأشار المصدر إلى أن اختفاء الأرز نتيجة لقيام التجار بتخزين الأرز مما يؤدي إلى قلته في الأسواق انتظاراً لارتفاع أسعاره وكذلك اتجه التجار إلى شراء الأرز من الفلاحين كوديعة بانتظار ارتفاع الأسعار ثم بيعه.
| 
