Saturday 23rd august,2003 11286العدد السبت 25 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
ثلاثي الشر.. متى يواجهون العدالة؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

شهد الأسبوع الماضي ضربات موجعة لمساعدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد القبض على نائبه طه ياسين رمضان الجزراوي وابن عمه وأحد أكبر أركان القيادة العراقية السابق علي حسن المجيد الملقب ب«الكيماوي» وهذان الشخصان يمثلان الضلعين الأكثر شروراً في القيادة الصدامية، وإذ سبقهما الضلع الثالث طارق حنا عزيز، فإن أكثر الشريرين في القيادة السابقة يكونون قد وقعوا في ايدي القوات الامريكية.والثلاثة المقبوض عليهم، طارق عزيز وطه الجزراوي، وعلي الكيماوي يمثلون قمة الشر والاجرام ويعدون الشركاء الأكثر تورطاً وإيغالاً في الاجرام، فبالإضافة إلى جاهزيتهم في تنفيذ أكثر المهام الاجرامية التي يكلفهم بها صدام حسين، كانوا يخترعون أكثر الأساليب إيذاءً للضحايا، فنائب رئيس الوزراء السابق طارق حنا عزيز الذي وإن لم يكن يخوض في المسائل العسكرية، إلا أنه كان المسؤول الأول عن تخريب العلاقات العراقية مع الدول العربية والإسلامية، ومع ان العراق دولة إسلامية وعربية رائدة، إلا أن خبث طارق حنا عزيز جعل السياسة الخارجية العراقية معادية للقضايا العربية والإسلامية فكان العراق مؤيداً للصرب في حرب تصفية المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفا وكان المبعوث الدائم لصدام حسين إلى بابا الفاتيكان، وثبتت علاقاته وعضويته لتنظيمات الماسونية، وقد تكون عضويته في هذه المنظمة السرية المعادية للمسلمين والعرب هي التي جعلته «مكرماً» في معتقله لدى قوات الاحتلال في العراق، إلا أن الله لا يهمل الأشرار كثيراً إذ يعاني هذه الأيام من أمراض عصية من أهمها مرض القلب حيث تعرض لجلطتين رغم العناية التي يحظى بها.
أما المجرم الثاني طه ياسين رمضان الجزراوي الذي استهل عمله في قيادة صدام بالقيام بدور الجلاد لزملائه فقد ترأس ما يسمى بمحكمة الثورة التي حكمت على أربعين وزيراً ومسؤولاً وقيادياً حزبياً بالاعدام في قضية ما سمي بمؤامرة الاطاحة بصدام بعد إزاحة الرئيس الأسبق حسن البكر.طه الجزراوي الكردي الذي تخلى عن قوميته وزايد في شوفينيته البعثية حتى صار أكثر تطرفاً من صدام كان المحرض والموجه لحملة الانفال التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الاكراد، ويوقع القدر الجزراوي بأيدي ضحاياه الاكراد الذين سلموه إلى القوات الأمريكية.أما المجرم الأكثر اجراماً وشروراً في تاريخ العراق فهو علي حسن المجيد إذ يحتل هذا المجرم الفصل الأكثر سوداوية في التاريخ العراقي منذ نبوخذ نصر مروراً بكل الطغاة وله في كل بقعة من بقاع العراق جريمة، ففي شمال العراق هجر الاكراد وحرق قراهم وقتل أكثر من مئة ألف منهم وهو صاحب أمر قصف حلبجة بالاسلحة الكيماوية، وهذه الجريمة كررها في جنوب العراق ولذا ارتبط اسمه بلقب الكيماوي، وعندما عين حاكماً للكويت أبان الاحتلال العراقي لها مارس أبشع الجرائم ويعد مسؤولاً مباشراً عن تغيب وخطف مئات الكويتيين ولعل وقوعه في الأسر يكشف أسرار اختفاء الأسرى الكويتيين.
طارق عزيز، طه الجزراوي، علي الكيماوي، رموز للشر والاجرام في النظام العراقي السابق وتقديمهم لمحاكمات دولية لمسؤوليتهم في ارتكاب جرائم ابادة بشرية مطلب ملح بشكل رادع لكل الأشرار والمجرمين ويكشف الجرائم التي شهدها العراق في ظل تسلط هذه الطغمة الشريرة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved