Saturday 23rd august,2003 11286العدد السبت 25 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
صناعية.. بطحاء.. عْلَيَّا..!!!
رقية الهويريني (*)

إن التوسع الأفقي الذي تشهده مدينة الرياض، والتطور السريع في الإنشاءات الذي يفوق التصور، فضلاً عن الازدياد المتنامي للسكان بسبب النزوح والهجرة من باقي مناطق المملكة طلباً للخدمات قد أوجد مشكلة الازدحام في الطرقات !! هذه المعاناة اليومية التي يشهدها جميع مرتادي الطرق، حيث يستمر وقوف طوابير السيارات أمام بعض إشارات المرور وقتاً طويلاً، وكثيراً ما تحصل حوادث سير تزيد في تعطيل حركة المرور، فلا يكاد المرء يصل إلى هدفه الا بعد أن يضنيه التعب على الرغم من ان بعض الطرق لدينا واسعة ومنظمة لولا ما طرأ عليها من حفريات سبَّبتْ ضيقاً في بعضها!!
وحركة السير في مدينة الرياض مستمرة ولا تهدأ أبداً! ولعل انتشار الأسواق التجارية والمطاعم يُعدُّ سبباً جوهرياً في زيادة الازدحام، على أن إنشاء سوق تجاري في كل حي يعدُّ فكرة منطقية في حالة اكتفاء سكان ذلك الحي بالتسوق مما حولهم، إلا أنه أصبح من المألوف ان تجوب «بعض العائلات» جميع الأسواق في الرياض للتعرف على المعروض سواء بغرض الشراء أو الفرجة أو الاستمتاع والنزهة، ولست أعلم مدى المتعة في هذا الأمر! ويبدو انها متعة لصاحب المتجر!! والملاحظ أن من ينوي الذهاب لوسط البلد أو مراجعة مجمع الملك فهد الطبي يفضل «أو يضطر» لاستخدام سيارة الأجرة «الليموزين» على الرغم من وجود سيارة خاصة لديه، والهدف توفير الجهد والابتعاد عن التوتر وللمحافظة على سيارته من الأذى.. ومع ارتفاع أسعار السيارات والوقود فسيزيد تبعاً لها تكاليف النقل الشخصي.. وسيارات الأجرة بحدِّ ذاتها أصبحت مشكلة تحتاج لعلاج وحلول عاجلة لتسببها في خلق كثافة مرورية.
ولعل الوقت قد آن للتفكير جدياً في النقل العام وتفعيل دوره ودعمه مادياً لإنجاحه أسوة بالدول المتقدمة وتوفير أماكن مناسبة للانتظار مع الجدولة المنظمة، بداية بالمدارس والجامعات، ونقل المعلمات والموظفات لمقار أعمالهن حيث يمكن لكل مَدْرَسة أو دائرة حكومية يوجد بها موظفات التعاقد مع «فانات» أو حافلات صغيرة لنقل الموظفات، وعلى كل دائرة تسهيل انتقال الموظفات منها أو إليها ومراعاة قرب مقر العمل لسكن الموظفة لا سيما في مدارس تعليم البنات وهذا سيخفف الازدحام أمام المدارس وداخل شوارع الأحياء والطرقات العامة، والأمر يسري على النقل العام لوسط البلد وبعض الأسواق التجارية، وتوفير حافلات صغيرة في البداية تكون مريحة ومكيفة ومظللة وذات أسعار مناسبة مما يجعل عامل الجذب إليها ممكناً، بدلاً من بقائها للعمالة الوافدة مع ضرورة الاهتمام بأسلوب قيادة السيارة مع التخلص من الحافلات على نسق «عليا.. بطحاء.. صناعية..»!! وما تسببه من تشويه للعاصمة، إضافة إلى التوعية بأهمية النقل العام لتخفيف الازدحام في الشوارع والطرقات.
ومن الجدير ذكره ان وجود السائقين في المنازل يتسبب هو الآخر في مشكلة الزحام حيث يتم إرسال السائق في كل وقت ولأي مكان دون اعتبار لوجود ازدحام في الشوارع.. وعليه لا بد من المحافظة على عاصمة بلادنا والسعي جميعاً لظهورها بمظهر يليق بمكانتها وهذا الأمر لا ننتظر حصوله من المسؤولين عن المرور فحسب، بيد أننا نطمح ان يكون للمواطن دور إيجابي في المساعدة على انجاح خُطط التنمية في بلادنا، وأهمها ترسيخ الوعي المروري سواء بالقيادة المثالية أو المحافظة على البيئة وعدم استخدام المركبة إلا لحاجة، حيث يمكن الاعتماد على الأسواق القريبة من المنزل ولا سيما انها أصبحت تحوي جميع متطلبات الأسرة.. ولا بد من تنمية وتشجيع رياضة المشي للذهاب للأماكن القريبة بدلاً من استخدام السيارة التي تحتاج إلى تهيئة «تسخين أو تبريد» حسب الفصول !! قبل الشروع بالخروج بها ولو لمشاوير قصيرة، فضلاً عما تنفثه من دخان من عوادمها يمرض صدورنا ويلوّث بيئتنا ويشوّه شوارعنا !!هل نحن نهذي؟ أم أننا نحلم، ونأمل، ونطمح؟! أو ليست حضارة الأمم ورقيها إلا.. أحلاماً وطموحات.... وبالإرادة تحققت !!!.

ص ب 26056 الرياض 11342

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved