Friday 22nd august,2003 11285العدد الجمعة 24 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

10/10/1390هـ ـ الموافق 8/12/1970م ـ العدد 322 10/10/1390هـ ـ الموافق 8/12/1970م ـ العدد 322
وصول الدفعة الثانية من طلاب اليمن

كثيراً ما نسمع الناس يقولون في أوروبا خاصة: «قد ضاعت الروح العائلية في المجتمع الحديث!!»
ولكن ما هو مفهوم الروح العائلية؟ أو ذلك الوئام بين أفراد الأسرة الواحدة؟
لا يتبين ذلك عامة الا بعد افتراق أعضاء الأسرة وانصراف كل منهم الى مذاهب الحياة المختلفة. فاذا استطاع الأخ ان يمكث سنين مديدة من غير اكتراث لأخيه أو اخته أو والديه، قيل أن تلك الاسرة متفككة لا وئام بين افرادها. ومثل هذا كثير في الأسر الأوروبية فقد تنقطع الصلات بين الأخوة بل حتى المراسلة!! وقد يقيم أخ في حي من أحياء المدينة ذاتها وأخوه في حي أخر، ولا صلة ولا زيارة ولا مكاتبة فيما بينهم!!
ولا يندر في أوروبا أن ترى الوالدين مقيمين في بيتهما، وقد شاخا وطعنا في السن، ولا أحد من أولادهما يتردد عليهما حينا بعد حين.
أما مفهوم المعونة للأهل فيكاد يكون معدوما.
واذا مات أحد أفراد الأسرة فلا ريب أن الافراد الباقين يشعرون بشيء من الكآبة لفقدانه، غير ان الحزن لا يلبث طويلا حتى يتبدد فيعود كل واحد إلى أعماله وهمومه المعاشية.
أما السبب في ذلك حسب تحليل علماء الاجتماع، فيبدو أنه سبب اقتصادي في معظم الأحيان. فانهم يعودون الطفل في أوروبا، على الاعتماد على نفسه لكسب معيشته فور بلوغه سن الثامنة عشرة على الاجمال.
ثم ان الفلسفة المنادية، لما انتشرت، جعلت الناس يشبهون الأسرة بقفص لابد منه ريثما تنبت اجنحة الطيور، ثم اذا نبتت وقويت، فلا حاجة بها إلى البقاء في القفص اذا أصبح في وسعها ان تطير بأجنحتها. لكن العاطفة من شأنها أن تضيف إلى قلوب أفراد الأسرة روابط قوية لا يعرفها الحيوان.
وهذه وظيفة الوالدين في التربية، فمن واجبهما ان يربيا العاطفة في نفس الولد وهو يرضع الحليب أو يدرج في المنزل بين يدي أبيه وأمه.
من نصائح علماء التربية إلى الوالدين في هذا المجال أن يجتنبوا كل مجادلة بحضور أولادهم. فاذا تكررت المشاهد الصاخبة والنزاعات علقت بنفس الطفل ذكريات أليمة وأصبحوا يتشوقون في اللاوعي، إلى الارتحال عن جو الأسرة.
ثم من الاسباب الاساسية في فصم العرى بين افراد الاسرة الحسد بين اولاد الاسرة ذاتها ايام الصبى. فاذا لاحظت الطفلة أن شقيقها مفضل عليها يجوز له ما لا يجوز لها. علقت بنفوس الأطفال ذكرى سيئة تتخذ فيما بعد شكل النفور من أفراد الأسرة.
ومن المستحسن جداً ان يتعود الاولاد على التعاون والتعاضد في البيت وأن يتوزعوا هذه المعاونة حسب اختصاصهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved