وعدت في مقال الأسبوع الماضي بتخصيص موضوع مستقل وخاص بالكابتن حسين الحبشي.. ولم أر أنسب من هذا الوقت للوفاء بذلك الوعد لعدة اعتبارات أهمها ان أصداء الحدث ما زالت تتردد هنا وهناك.. فضلاً عن أحقية الأولوية بالتناول.
* بداية: أحسب ان القارئ الحصيف وجميعكم كذلك لن ينتظر مني المبادرة إلى مطالبة إدارة الهلال بتنحية «أديموس» وتكليف الكابتن حسين بالمهمة لمجرد انه نجح في دورة الصداقة السابعة في قيادة كوكبة نجوم الزعيم الواعدة بامتياز.. وفي أولى خطواته الفنية.
* كذلك أنا متيقن من ان الكابتن حسين نفسه أنضج بكثير من ان يدير مثل تلك الفكرة في رأسه على المدى القريب على الأقل.
* ذلك ان الأحرى والأجدى هو الاحتفاء بمقدم موهبة لافتة أثبتت منذ الوهلة الأولى، وبمجرد وضع القدم الأولى على أولى سلالم عالم التدريب الكروي أننا إن شاء الله على موعد مع قامة فنية سيكون لها شأن كبير في قادم الأيام.
* ولعل أكثر ما يبعث على الثقة بمستقبل الحبشي المشرف هو نجاحه البارز من خلال أولى تجاربه كمدرب يمتلك ناصية اللعبة.. وبالتالي يجيد التعامل مع تفاصيلها الفنية.. فضلاً عن إجادة القراءة للأحداث والتعامل معها باقتدار، وبأسلوب الكبار.
* والنجاح في حد ذاته لا يحتاج إلى أية تعريفات أو فلسفات لغوية لإقراره.. ولا سيما إذا كان المعني قد أثبت تفوقاً واضحاً على أرض الواقع، وفي ميدان يتواجد فيه مجموعة من الأسماء الفنية المعروفة.
* عموماً: الكابتن حسين الحبشي بحاجة إلى المزيد من التجارب وتنمية القدرات، والاستفادة من الاحتكاك بخبراء التدريب كي تتحقق الطموحات.. فالموهبة وحدها لا تكفي إذا لم تخضع للصقل والبلورة.. وقد أعجبني كثيراً عندما تحدث عن قيامه باستشارة عدد من المدربين الوطنيين البارزين فور تكليفه بالمهمة بغرض الاستفادة من تجاربهم.. .ومع ان حديثه ذاك جاء بعد نجاح التجربة، فلم يتلبسه الغرور.. ولم تأخذه العزة بالإثم..
* بالتوفيق أيها الشاب الطموح الباحث عن النجاح.. وقد قالت العرب «أول الغيث قطرة» فما بالك إذا كان أول الغيث «غشقة».
آه يا بلد
* شدّني وأحزنني في آن معاً مشهد رياضي بثته إحدى الفضائيات الرياضية منذ بضعة أيام بين شوطي إحدى مباريات كرة القدم.
* المشهد بكل بساطة يتمثل في تتويج إحدى متسابقات ألعاب القوى بعد أن حققت المركز الأول.. حيث انتابت تلك البطلة نوبة من البكاء الشديد، وانهمرت دموعها مدرارة لمجرد مشاهدتها لعلم بلادها يعلو ويرتفع رويداً رويداً فوق بقية الأعلام في مشهد مؤثر للغاية..
* وفي الحال ودون سابق مقدمات أو ترتيبات عقدت مقارنة تلقائية وسريعة بين ما قامت به تلك البطلة الرياضية في حق بلدها من تجسيد وتفاعل وطني وانتمائي، وبين ما قام به بعض شباب بلدي.. وكيف ان تلك الفتاة تهدي لبلادها ومواطنيها الفخار والمجد والرفعة «بصرف النظر عن اختلافنا الجذري مع المجتمع الذي تمثله، عقائدياً واجتماعياً وأخلاقياً» .. بينما بعض شباب وطني مع الأسف الشديد يتآمرون عليه في الظلام كالخفافيش.. يهدونه الدمار والخراب.. ويسعون إلى تنكيس رايته التي لا تتنكس ولن تتنكس بإذن الله كونها تحمل «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
* فضلا عن ان السواعد التي تحمل راية التوحيد اليوم هي سواعد أحفاد أولئك الرجال الأفذاذ الذين حملوا على أكتافهم مسؤولية ومهمة توحيد وطن يسوده الحب والتآخي بعد ان كان مشتتاً وممزقاً تتقاذفه أمواج الصراعات والأحقاد والمطامع، وتنهش جسده البغضاء والشحناء.
* فتاة زنجية تلهب الأكف، وترفع من شأن وطنها في محفل عالمي كبير.. ومجموعات من شباب وطني تعيث في وطنها فساداً، وتشعل فيه النيران والتفجيرات، وتسفك الدماء البريئة «؟!».
* أليست تلك مفارقة محزنة.. بل مخزية «؟!».
* لا نامت أعين الجبناء.
إشارة
أضم صوتي إلى صوت الزميل الأستاذ عبدالعزيز الهدلق فيما يتعلق بقضية إدارة الكرة الهلالية وغيرها من القضايا والأمور التي لا تحتمل أي قدر من التلكؤ والتردد فمصلحة الهلال يجب ان ترتقي فوق أية اعتبارات أخرى.
حكمة
الإنسان بلا مروءة كالبيت بلا سكان.
|