عزيزتي الجزيرة:
قرأت اللقاء الذي أجراه الأخ ابراهيم بكري مع سعادة اللواء سعد التويجري وذلك بخصوص السيول التي اجتاحت بعض قرى مدينة جازان الغالية في عدد الجزيرة 11282 وتاريخ 21 جمادى الآخرة 1424هـ على الصفحتين 31، 32 إضافة إلى ذلك قرأت ما حصل أيضا من انقطاع للكهرباء لمدة يومين كاملين.. ومن مبدأ التعاطف والمشاركة الوجدانية لمصاب أهل جازان العزيزة ولكوني أيضا أحد أبناء تلك المدينة الساحرة أقول مستعيناً بالله: لا عليك يا جازان.. يا عبق الفل الجميل وضحكة الكاذي العليل.. لا عليك يا أرض الجبال الشم.. ويا أرض السهل الخصيب.. لا تهني ولا تحزني يا حضارة التاريخ.. يا تاريخ الحضارة.. ما يهزك ريح يا نبع الثقافة والعلم والأدب والفن الأصيل.. أيها الرجال الشامخون.. والنساء الطيبات الطاهرات.. أيتها الطفولة البريئة الحالمة اعلموا جميعاً ان ما قدره الله كائن لا محالة وما لم يقدره لم ولن يكون.. اصبروا.. احتسبوا فإنما تنصرون بضعفائكم.. إلى كل شيء جميل في جازان والى كل أهل جازان الحبيبة بالتأكيد لن يرعبكم الظلام.. ولن يقتلكم الهجير.. ستعيشون بإذن الله رغم أنف اللامسؤولية وستديرون ظهوركم لشيء اسمه اللامبالاة وحياتكم ستستمر.. أنا أعرف تماماً بأنه لا يهمكم ان كان ماؤكم قراحاً أو ماء ينكئ الجراح، ستشربون وترتوون في كل الأحوال.. اعلموا ان كان الماء قد قتل واحداً بعد اذن الله.. فبإذن الله أيضا سيولد عشرة يحملون على كواهلهم مسؤولية إكمال المشوار نحو التقدم والنماء والازدهار والعطاء لإنسان تلك الأرض.. اكتبوا أدبكم على ضوء شمعة.. سامروا بعضكم على ضوء القمر.. أقيموا صالوناتكم الأدبية وحواراتكم الثقافية في عز النهار إذا لم يكن من ذلك بد في ظل جفاء الكهرباء وانطفاء المصابيح.. أثبتوا أنكم تستطيعون ان تبدعوا، تصدحوا، تشعروا، تتفننوا في أي زمان ومكان وتحت أي ظرف كان.. وانكم تستطيعون ان تنثروا اريجكم دون حدود وتحطموا بإبداعكم القيود حتى وان كان على ضوء شمعة أو فتيل سراج قديم.. وبالتأكيد نحن نعرف بأنكم ستبدعون حتى وان كنتم تكتبون على لوح خشبي عائم في بركة من الماء داخل غرف نومكم..
* بيت من الشعر قاله الدكتور الوزير غازي القصيبي:
وإن سهرت مقلة في الظلام
رأيت المروءة أن أسهرا
|
* وآخر لشاعر لا يحضرني اسمه:
فبعض الهوى كالنور إن فاض يأتلق
وبعض الهوى كالماء إن فاض خرّبا.
|
عبدالرحمن عقيل حمود المساوي - الرياض
|