اشتعلت الأرض الفلسطينية من جديد، واندلعت الحرائق وانتشرت الحروب في أكثر من مدينة فلسطينية، اغتيالات للقادة الفلسطينيين، وقتل للأبرياء من المدنيين واجتياحات وتوغل للدبابات والآليات الإسرائيلية لأكثر من مدينة فلسطينية.. ولهذا سقطت الهدنة التي التزم بها الفلسطينيون بعد أن دفعتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقيادة ارييل شارون وجنرالاته ووزرائه المهووسين بالقتل والإرهاب دفعاً إلى مواجهة القتل بالقتل والعنف بالعنف.. فالهدنة لم تسقط جراء عملية حافلة القدس.. وليس بعد جريمة اغتيال القائد الفلسطيني البارز في حركة حماس إسماعيل أبو شنب، بل قبل ذلك بكثير، فالإسرائيليون دأبوا ومنذ إعلان الهدنة الفلسطينية على استفزاز الفلسطينيين لتخريب الهدنة وجر الفلسطينيين إلى المواجهة أو للاقتتال فيما بينهم، ومنذ الإعلان عن بدء الهدنة الفلسطينية وحتى اندلاع موجة الحرب الحالية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، اغتالت هذه القوات ستة عشر فلسطينياً جلهم من قيادات حماس والجهاد في استفزاز مقصود لجر عناصر هاتين الحركتين للمواجهة، ودفعهم إلى التخلي عن الهدنة، وتركزت الاغتيالات والعمليات الاستفزازية الإسرائيلية على مدن الخليل وقلقيلية وغزة التي خرج منها المقاتلون الفلسطينيون الذين نفذوا العمليات الفدائية في القدس وقبلها في تل أبيب وقطاع غزة، ومع أن المقاومة الوطنية الإسلامية الفلسطينية التزمت بالهدنة وفق ضوابط وصبر، إلا أن تجاوزات وجرائم الإسرائيليين زادت عن كل الضوابط في ظل تراخي وتجاهل المجموعة الرباعية الدولية التي ترعى دولها مبادرة خريطة الطريق، فقد ظلت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وروسيا والأمم المتحدة تشاهد تجاوزات وجرائم إسرائيل دون أن تحرك ساكناً مما مكّن إرييل شارون من تحقيق مساعيه في إعادة الحرائق والحروب والدماء للمنطقة.
|