هل من نبذة تعريفية عن الدورة المكثفة الثانية لحفظ القرآن الكريم والسنة التي أقمتموها خلال هذا الصيف بمسجد علي بن المديني بالرياض
إن مما يثلج صدر المؤمن أن يرى كوكبة من شباب الأمة يُقبلون على حفظ كتاب ربهم عز وجل وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، بل ويتسابقون في ذلك، وكأن لسان حالهم يقول: سارعوا يا شباب الإسلام بحفظ كلام الرحمن فإنه الحصن الحصين من الشيطان الرجيم! وما ذاك إلا دليل على اهتمامهم بهذا الدستور العظيم الذي هو عز هذه الأمة وفخرها وأساس قوتها.
وهذه الدورة التي أقمناها ما هي إلا فكرة كانت موجودة في الذهن منذ فترة ليست بالبعيدة وطبقت على أرض الواقع خلال صيف العام الماضي 1423هـ وصيف هذه السنة 1424هـ فلاقت إقبالاً كبيراً ولله الحمد والمنّة.
وهذه الدورة تتعلق بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد رتبنا لها برنامجاً مكثفاً مدته ستة أسابيع خلال هذه الإجازة يحفظ الشاب القرآن الكريم كاملاً، وكتاب عمدة الأحكام للحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله تعالى، ومنطلقنا في ذلك قول الله عز وجل: «وتعانوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان».
متى بدأت الدورة ومتى انتهت وكم كان عدد المتقدمين لها وما برنامجها؟
بدأت الدورة الثانية يوم السبت الموافق 5/5/1424هـ وانتهت يوم الاثنين 20/6/1424هـ وفق برنامج زمني محدد، وقد تقدم لهذه الدورة أكثر من 900 طالب فتم قبول 560 طالب ووزع هذا العدد على خمس مساجد في شرق وشمال الرياض، مع إشراف مسجد علي بن المديني على المساجد، وهذه المساجد هي:
1- مسجد علي بن المديني رحمه الله بحي الروضة
2- مسجد أنس بن مالك رضي الله عنه بحي الإزدهار
3- جامع الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله بحي الواحة
4- مسجد الربيع بحي الربيع
5- مسجد الخريّف بحي المعذر الشمالي.
وكان برنامج الدورة كما يلي:
أولاً: حفظ القرآن موزع على أربعة فروع كما في الجدول (1).
ثانياً: حفظ السنة النبوية
وقد قمنا باختيار كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبدالغني المقدسي، وذلك أن أحاديثه في الصحيحين أو أحدهما، وكذلك لأن هذا الكتاب يستطيع الإنسان أن يحفظه في هذه المدة الوجيزة وهي ستة أسابيع موزعة على ثلاثة أوقات كما يلي في جدول (2):
* هل للدورة أهداف وآلية تسعى لها؟
نعم لهذه الدورة أهداف وآلية تسعى إليها، ومن الأهداف:
(1) تحقيق الخيرية التي وعدت بها الأمة في قوله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»
(2) إيجاد حفاظ لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم خلال 45 يوماً والاستفادة منهم في التدريس في حلقات القرآن والسنة النبوية.
(3) تحقيق مبدأ التعاون الذي أمر الله به، وذلك بتهيئة الفرص للشباب في الإجازة الصيفية لحفظ كلام رب العالمين.
أما ما يتعلق بآليتها: لهذه الدورة آلية تسير عليها وهي كما يلي:
1- حفظ القرآن الكريم
2- حفظ كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبدالغني المقدسي.
3- حفظ كتاب الله بلوغ المرام للحافظ بن حجر العسقلاني.
أما ما يتعلق بكتاب الله تعالى، وكتاب عمدة الأحكام، فيكون برنامجهما في الإجازة الصيفية.
أما ما يتعلق بكتاب بلوع المرام فيكون في بداية الدراسة ولمدة فصلين دراسيين بمشيئة الله تعالى، وقد وضعنا لحفظ هذا الكتاب القيم برنامجاً زمنياً يحفظ فيه الإنسان هذا الكتاب المفيد خلال هذه المدة المحدودة بمشيئة الله.
* ماهي شروط الالتحاق بالدورة؟
شروط الالتحاق بالدورة:
1- الانتظام بالحضور طيلة فترة إقامة الدورة وعدم الغياب وتعبئة استمارة الالتحاق بالدورة.
2- إجادة قراءة القرآن الكريم من المصحف (نظراً).
3- يشترط لحفظ كتاب عمدة الأحكام أو كتاب بلوغ المرام أن يكون الإنسان حافظاً للقرآن الكريم كاملاً.
هل للدورة من ميزات تتميز بها وحوافز تشجيعية؟
نعم وضعت إدارة الدورة ميزات وحوافز تشجيعية لمن يشارك فيها ومن ضمن تلك المميزات والحوافز:
(1) يقوم بالتدريس فيها نخبة من حفاظ كتاب الله والحاصلين على أكثر من رواية.
(2) يحصل الحافظ للقرآن كاملاً على إجازة برواية حفص عن عاصم من الشيخ الذي حفظ عنده القرآن. وذلك حسب قراءة القارئ وتجويده، وحسب ما يراه الشيخ إذا كان الطالب يستحق هذه الإجازة أو لا يستحقها.
(3) يحصل الحافظ للسنة النبوية على إجازة حديثية في كتاب عمدة الأحكام أو كتاب بلوغ المرام.
(4) جوائز تشجيعية لجميع المشاركين في الدورة.
وهناك جوائز كبرى للدورة - لمن هو متقن للقرآن - وقد تم ترشيح لجنة لاختيار الطلاب الذين ختموا القرآن خلال 45 يوماً وذلك للتميز بين الأوئل حسب إتقانهم وضبطهم للقرآن.
وتتمثل الجوائز الكبرى فيما يلي:
الفائز الأول: سيارة كورولا.
الفائز الثاني: كمبيوتر محمول + أثاث مكتبي.
الفائز الثالث: كمبيوتر محمول
الفائز الرابع: كمبيوتر مكتبي
الفائز الخامس: تذكرة سفر عمرة بالطائرة مع الإقامة لمدة ثلاثة أيام.
هل لهذا المشروع من نتائج وثمرات
في الحقيقة أن مثل هذا المشروع المبارك نتائجه واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، ومهما تحدثنا عنه إلا أن اللسان يقف عاجزاً أحياناً عن وصف نتائجه وثمراته، ويكفي من نتائجه وثمراته ما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولا أقول : (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» رواه الترمذي والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وقد ذكر الإمام السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن أن عدد حروف القرآن مليون وسبعة وعشرون ألف حرف واستدل بحديث عند الإمام الطبراني من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعاً: «القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجه من الحور العين».
وإذا تصورنا أن هناك أكثر من ثلاثمائة مشارك يقرؤون ويحفظون بمشيئة الله تعالى القرآن كاملاً، فكم من الحسنات الوافرات التي سيحصل عليها الإنسان الذي بذل وقته وماله لنجاح مثل هذه الدورات النافعة إن شاء الله تعالى.
وتوفيقاً من الله تعالى - أثبتت الدورة نجاحها بعد أيام قلائل، وأذكر على سبيل المثال: أنه أتى إلي رجل كبير في السن - متقاعد - عمره 60 عاماً تقريباً، خلال الدورة الأولى في العام الماضي ورغب أن يشارك في حفظ عشرة أجزاء فلما سألته عن محفوظاته السابقة فلم يكن معه من القرآن إلا نصف جزء يحفظه تقريباً، فلما بدأت الدورة كانت همته عالية وكنت أتابعه متابعة خاصة عند الشيخ الذي يسمع عليه فاستمر في الدورة تقريباً ثلاثة أسابيع وقد حفظ أكثر من أربعة أجزاء، فما استطاع أن يكمل وانسحب من الدورة، وهذا على خير عظيم كونه يحفظ أربعة أجزاء خلال هذه المدة ورجل كبير في السن فالله المستعان!
وأحب أن أقول: أن المشاركين في هذه الدورة ليس كلهم حفاظ، ولكن منهم من هو حافظ للقرآن الكريم كاملاً واستغل وجود مثل هذه الدورات لمراجعة حفظه وضبطه خلال هذه المدة الوجيزة.
ومنهم من كان حافظاً لنصف القرآن أو ثلثه أو ربعه، ومنهم من لم يحفظه مطلقاً وهم القلة.
أما نتائج الدورة الثانية لهذا العام 1424هـ .جدول (3)
ومن نتائج الدورة: إصدار شريط كاسيت باسم (التاجان) يحتوي على: مقابلات شيقة مع مدرسي الدورة، ومقابلات مع الذين حفظوا القرآن الكريم وحصلوا على إجازات برواية حفص عن عاصم، ويحتوي الشريط كذلك على بعض الخطوات العملية لحفظ كلام رب البرية عز وجل. وهو موجود لدى (التسجيلات الإسلامية)
ومن نتائج الدورة الأولى: أن أحد الطلاب الذين التحقوا فيها وأخذوا إجازة برواية حفص عن عاصم، استحق أن يصبح مدرساً في الدورة الثانية، وهذا هدف قد حققناه ولله الحمد، بتوفيق الله تعالى أولاً وآخراً.
تطلعاتكم لمثل هذا المشروع المبارك؟
ومن تطلعاتنا لمثل هذا المشروع المبارك أن تتبنى إحدى الجهات الخيرية أو الرسمية في هذه البلاد - حرسها الله - هذا المشروع المبارك النافع بإذن الله تعالى- خلال الأعوام القادمة ويتم قبول أكثر من 5000 طالب خلال الإجازة الصيفية يتم تخريجهم في مدة 45 يوماً حافظين للقرآن الكريم وكتاب عمدة الأحكام، ولو انشغل الإنسان طيلة عمره في تعلم كتاب الله وتعليمه والعمل به وتأمله وتدبره لكان في هذا الخير العظيم له وللأمة.
|