Friday 22nd august,2003 11285العدد الجمعة 24 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حفظ الأوقات حفظ الأوقات
علي بن عبدالعزيز الشبل ( * )

إن حفظ الأوقات من قصائد الشريعة، وأهداف التربية الصالحة، ولذا أقسم سبحانه بالعصر والليل والنهار والفجر والضحى ونحوها تنويها بقيمة الوقت وتأكيداً عليه، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع
وإن حفظ أوقات الشباب والأطفال، بل والنساء والكبار والتناصح فيه لمن الأمور الجليلة، التي يجب العنابة بها، والقيام على أمورها، ومن ذلك تهيئة البرامج العلمية والدينية والدنيوية النافعة، ذات الثمار الجيدة والواجهة الواضحة، ويجب أن يقوم عليها ذو الكفاية والثقة ديناً وخبرة وعلماً.
* إن الفتن التي يواجهها الشباب كثيرة، والصوارف متنوعة، من شهوات وأعظم منها شبهات، ربما تدع الحليم حيراناً، وما مظاهرها الغلو والتكفير أو مظاهر التفريط والتهاون عن محارم الله، إلا دلائل ظاهرة لهذه الخطورة ولمكامن الخطر والقبح.
والظاهر أن حفظ أوقات الأبناء بالبرامج النافعة، كحفظ القرآن والعناية به وعقد الدروس والدورات العلمية في تفهم الكتاب والسنة، ودراسة العقيدة الصحيحة والسنة النبوية، والفقه وباقي علوم الشريعة، لمن الأمور التي يشجع عليها، كذلك حفظ الأوقات بعقد اللقاءات الموفقة مع أهل العلم والحكمة والفصل والاستفادة منهم، في مجالات الشباب، ومعالجة.
مشاكلهم، كذلك حفظ الأوقات بالترفيه المباح والمشروع، والخالي من معصية الله ورسوله، أو الحاق الأذى بالمسلمين، أو تعلم ما ينفع في الدنيا من علوم الحاسب والصناعات والحرف المفيدة، أو شغل الوقت بالوظائف والأعمال التي تشغل وقت الشباب وتفيده خبرة وكفافاً في ماله، أو اشتغاله بالتجارة أو حرفة وصنعة مع والده ومن يعوله، ليساعده ويقف بجانبه، كل هذا مما يندب إليه، وتبغى المسارعة إليه، وتأييده والتعاون في تحقيقه.
وأعظم ما فيه مصلحتان:
1 - حفظ الأوقات والقلوب عن البطالة ومفاسدها.
2 انتفاع الإنسان بذاته بعلم وخبرة بكتبها، ونفعه غيره بذلك.
* والواجب كذلك العناية بشباب الحي في مرافق الأحياء وأهمها المساجد والمكتبات العامة والمدارس ومراكز التدريب باحتوائهم ببرامج متنوعة تتناسب مع حاجاتهم وطاقاتهم، وحفظ دينهم وأخلاقهم، وسلوكهم وعقائدهم وأن التنويع بالمسابقات والأسباب التنافس الشريف،والترفيه المباح، لمن دواعي ذلك، وأسباب المرغبة فيه، بشرط أن يكون ذلك تحت عناية وإشراف وتوجيه من يوثق بعلمه ودينه، وسلامته في عقيدته وسلوكه.

( * ) جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved