إذا كان الخطيب لا يحاول توضيح حكم شرعي، او حل مشكلة، او معالجة امر فيه صلاح العباد والبلاد، او تتبع أخطاء المجتمع ليدرسها ويبين فسادها متحلياً بالحكمة والدقة من دون إثارة أو تهويل او فتنة، فقد أضاع المهمة التي من أجلها شرعت خطبتا الجمعة وصلاتها.
ومظاهر الضعف في الخطيب تتجلى بواحدٍ مما يأتي:
1- لا يحسن اختيار الموضوع.
2- إدخال موضوع في موضوع.
3- لا يعرف أن يضع لموضوعه عناصر.
4- لا يقْوى على استحضار الشواهد من الوحْيَيْن: الكتاب والسنة.
5- يلوك لسانه في فيه ليتظاهر بالفصاحة والبلاغة.
6- يلحن في الإعراب، فينصب المرفوع والمجرور، ويرفع المنصوب والمجرور.
7- لا يفهم المعنى، فلا يميز بين الفعل والفاعل والمفعول وغيرها.
8- ويصحِّف في الكلمات، ويحرِّف في الألفاظ.
9- وبعضهم يبأبِىءُ، ويتأتىء، ويفأفئ، ويوأوِئُ.
10- لا يتمكن من إيصال الفكرة الى الناس.
11- عدم محبة المصلين له.
وبذلك يكون هذا الخطيبُ سبباً في هدر مكانة المنبر في الإسلام في المسجد الذي يشغله.
ولنستمع الى قول «ابي الدرداء» `رضي الله عنه - «إن من شر الناس عند الله - عز وجل - منزلةً يوم القيامة عالماً لا ينتفع بعلمه» «الحلية» «1:223».
والخطيب بحق هو الذي يشغل الناس، بخطبته، فيخرج المصلون من المسجد، وهم يتحدثون عن الثمار التي قطفوها من تفسير آية، وشرح حديث، ومن استنتاج العبرة من السيرة، ومن تعليق على قصة لأحد الصحابة، ومن التفقه فيما القاه على مسامع الناس.
ولندعُ بدعاء «ابي الدرداء»: اللهم إني أعوذ بك ان تلعنني قلوب العلماء، قيل له: وكيف تلعنُك قلوبهم؟ قال« تكرهني» وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|