وديننا دين رحمة!! والسؤال الذي يطرح نفسه مادام أننا لا نختلف في ذلك أبداً.. أين من يضربون زوجاتهم إما بالعقال أو السوط أو العصي من رحمة وسماحة هذا الدين العظيم؟! فالله جل وعلا يقول في محكم التنزيل: {)وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)
، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل ما حق المرأة على الرجل؟! قال عليه الصلاة والسلام (يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذ اكتسى، ولا يقبح الوجه، ولا يضربها إلا ضربا غير مبرح ولا يهجرها إلا في المبيت) وثمة آثار وخيمة جداً لضرب الزوجة خاصة إذا كان أمام الآخرين وبالذات الأبناء والبنات فالجفاف العاطفي يكاد أن يقتل كل واحد منهم بل إن أحدهم ربما يود أن الأرض قد ابتلعته قبل أن يرى أمه تضرب أمامه ضرباً يدمي قلبه ويدمع عينه وضرب الأم عموما ربما كان حجر عثرة في طريق سعادة الأبناء والبنات!!، فالبنت قد تكره الزواج وقد تحجم عنه خوفاً من أن تكون فريسة لزوج ظالم يسومها سوء العذاب!!، أما الابن فقد يرث من أبيه ذلك الطبع المشين فيصبح بعد زواجه مثل أبيه يضرب زوجته ضرباً مبرحاً غير شرعي، كما أنه - أي الابن- قد يجد صعوبة في الحصول على فتاة تقبل به زوجاً لها خاصة إذا كانت تعرف ويعرف أهلها واقع أبيه مع أمه!!، لذا قد يضطر اضطراراً إلى الذهاب لأسرة بعيدة كل البعد عنه وعن أسرته ومعارفه لا تعرف أدنى معلومة عن واقع علاقة أبيه بأمه!! كما أن علاقة الأبناء والبنات بأمهم قد تكون علاقة خالية من الاحترام والهيبة، وكذلك علاقتهم بأبيهم قد تكون علاقة جافة خالية من الود والاحترام مع هيبة تفسد العملية التربوية!!، هذا شيء من الآثار المترتبة على الابناء والبنات من جراء ضرب أمهم أمام أعينهم!!، أما من ناحية الآخرين من أقارب وجيران ومعارف فثمة آثار أخرى منها احتقار الزوج وعدم قبول شيء منه البتة، وازدراء الزوجة والتندر بها من قبل البعض أو الرحمة والشفقة المؤلمة من قبل البعض الآخر، ناهيك عن الآثار النفسية الأخرى المترتبة على الضرب غير الشرعي والمؤثرة على كل من له علاقة بتلك القضية!! وعلى العموم فالموضوع يحتاج إلى مزيد من البسط ممن لديهم التجربة ولديهم التخصص والمعرفة!!.
|