*جنين نابلس القدس الوكالات:
أغارت اسرائيل على مدينتي جنين ونابلس بالضفة الغربية امس الخميس بعد ان قررت توجيه ضربات عسكرية ضد النشطاء اذا لم تشن السلطة الفلسطينية حملة صارمة ضدهم.
وقال شهود فلسطينيون ان القوات الاسرائيلية اقتحمت مدينة جنين وغادرتها قبل الفجر واجرت عمليات تفتيش في المدينة القديمة والجزء الغربي من نابلس.
والمدينتان من معاقل النشطاء الفلسطينيين وقالت مصادر عسكرية ان رجلين اعتقلا خلال هذه الغارات.
وقالت مصادر امنية اسرائيلية ان رئيس الوزراء ارييل شارون وقادة الامن الذين اجتمعوا لبحث التفجير الذي قتل فيه 18 شخصا في القدس اتفقوا على اتخاذ خطوات واسعة النطاق ضد الناشطين اذا لم تشن الحكومة الفلسطينية على الفور حملة صارمة ضد النشطاء.
كما جمدت اسرائيل المفاوضات مع الفلسطينيين.
وقال مكتب شارون في بيان مقتضب «اذا لم تتخذ الحكومة الفلسطينية جميع الخطوات اللازمة في الحرب ضد الارهاب واذا لم تتخذ خطوات فعلية لها مغزى فانه لن يكون من الممكن التحرك الى مرحلة المحادثات الدبلوماسية».
ولم يذكر البيان ما هي الخطوات التي يمكن ان تتخذها اسرائيل لكن من المتوقع ان تشمل شن غارات عسكرية لاعتقال أو قتل نشطاء.
وقال مصدر اسرائيلي كبير ان الغارات يمكن ان تبدأ في غضون ساعات وان تستمر عدة ايام لكن اسرائيل اعطتهم «بضع ساعات اخرى» لكبح جماح الناشطين.
ويضع هجوم الثلاثاء علامات استفهام على الهدنة التي كان من المفترض ان تستمر ثلاثة اشهر ويمثل مخاطر على «خارطة الطريق» للسلام التي تدعمها الولايات المتحدة والتي توجز الخطوات المتبادلة لانهاء نحو ثلاث سنوات من العنف واقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005.
وهدمت القوات الاسرائيلية منزل المهاجم الفلسطيني الذي شن هجوم القدس والذي يقع في مدينة الخليل بالضفة الغربية ومنزل ناشط آخر بالقرب من جنين وهو اجراء دأبت اسرائيل على القيام به.
وفي محاولة لتجنب رد اسرائيلي قوي على الهجوم قطع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس اتصالاته مع المنظمات وامر قوات الامن باعتقال من هم وراء هجوم القدس.
وبدأ الجيش الاسرائيلي عملية كبيرة في قطاع نابلس بشمال الضفة الغربية.
وقال مصدر عسكري اسرائيلي «ان قواتنا تعمل منذ الليل في قطاع نابلس الذي يعتبر معقلا قويا للمنظمات».
واكد المصدر ان ما لا يقل عن ثلاثة ناشطين فلسطينيين مطلوبين اعتقلوا وضبطت كميات كبيرة من المتفجرات والمواد المخربة.
واضاف «ان عشرة مرشحين لتنفيذ عمليات فدائية اعتقلوا في منطقة نابلس منذ الاعلان الاحادي الجانب للهدنة في العنف» في 29 حزيران/يونيو من قبل ابرز الفصائل الفلسطينية المسلحة الراديكالية.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان العملية الجارية في نابلس سميت بعملية «الاتفاق التام».
وافاد احد مراسلي وكالة فرانس برس ان نحو مئة جندي اتوا في نحو عشرين سيارة جيب مدعومة باربع دبابات ومروحية هجومية، يشاركون في هذه العملية المركزة في قطاع القصبة (المدينة القديمة) بنابلس.
وعند بدء العملية وقع تبادل لاطلاق النار بشكل متفرق ثم بدأ الجنود الاسرائيليون حملة دهم واعتقال اشخاص يشتبهون بهم للاستجواب.
من ناحية اخرى توفي شاب فلسطيني ثان ليل الاربعاء الخميس بعد اصابته بجروح خطيرة خلال تبادل لاطلاق النار بين جنود اسرائيليين وفلسطينيين مسلحين في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين بشمال الضفة الغربية، حسب ما افادت مصادر طبية فلسطينية.
وقالت المصادر ان سعيد غانم (15 عاما) اصيب بجروح قاتلة في الصدر وانه توفي بعد نقله الى المستشفى.
وسعيد غانم هو الشقيق الاصغر لاسلام غانم (16 عاما) الذي قتل برصاصة خلال العملية الاسرائيلية نفسها.
وطالب البيت الابيض السلطة الفلسطينية بأن تحمل على جماعات الناشطين وقال ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها بعد التفجير.
وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين ان الرئيس الامريكي جورج بوش نقل هذه الرسالة مباشرة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مكالمة هاتفية من مزرعته بكروفورد بولاية تكساس.
وقال مكليلان ان «اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لقد كان هذا هجوما على مدنيين، لكن من المهم لكل الاطراف ان تستمر في الحديث عن المضي قدما».
|