كم من الآباء يسيئون وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا؟ وكم من الاواني كسرناها ونحن نريد ان نضع فيها الورود.
كل دمعة ونهايتها ابتسامة، وكل ابتسامة نهايتها دمعة فلاح تفرح كثيرا او لا تحزن كثيرا..
القلم صديقي لانه يترجم احزاني وهمومي الى واقع ملموس على الورق.. فقط على الورق.. ولانه يصنع ايضا من بؤس القلوب وجراحها نوراً يضيء الدروب.
ليس العار ان تسقط ولكن العار ان تعجز في النهوض..
الانسان دون امل كنبات بلا ماء
الانسان دون ابتسامة كزهرة دون رائحة
الانسان دون حب كشجرة دون اوراق
الانسان دون ايمان وحش في قطيع غزلان
حامل الظلم المتصف به انسان ربما لا يعرف الناس
اوصافهم بالدقة المتناهية، ولا يستطيعون تمييزهم بسهولة، ولكنه في جميع الحالات ذلك الذي يعطي لنفسه من الحقوق مالا يسمح لغيره بنوالها..
ما اعظم العقيدة تبتيل وانت في اشد لحظات حياتك انهيارا؟ وما اعظم الايمان بالله يعطيك من اليقين ما يثبتك في اقسى حالات الزلزلة، فيجعلك مطمئنا الى قدر الله ورحمته.
اذا تكاثرت عليك الخطوب والهموم وزادت معاناتك تذكر ان كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.. عرفت الآلام فما اشد تألم الذين جفاهم الله وابعدهم عن رحمته ورزقه.
وعرفت الجراح فما عرفت جرحا اشد من سوء فهم الآخرين لحسن نيتي.
عرفت الاصدقاء والخلاف ولكنهم عند النائبات قليل.. عرفت الناس في زمن احوج ما اكون اليهم فعلموني كيف اعيش معهم «ان لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب».
رأيت السيوف فما وجدت سيفا امضي من الخيانة..
وذقت الصبر فما احسست بأمرمنه اذا كنت مظلوما.
ليس النصر والظفر بالعدوان تمزق جسده، وتحرق قدرته وتعطل حريته، وتنكله شر تنكيل، انما النصر الاعتراف بالخطأ والقدرة على تجاوز التقصير لخدمة الأمة، وتخطوا خطوة سليمة نحو الحرية والكرامة والعدل لعلك بدأت تصلح شيئا مما افسدته.
يشبهون المرارة بالحنظل، ولا اعرف طعم الحنظل حقيقة ولكني ذقت طعمها عندما قلت الحق، لقد دفعت ثمن الحقيقة غاليا، وما ازال ادفعه، وسأقولها ما دمت اعلم بأن الله ربي وان الحياة لا تكون الا بالنور والحرية من كثيرون مستعدون، متزهبون، ومتحمسون، لنقل السيئة عنك ولكنهم صامتون ولا يتكلمون عند قول الحقيقة وانصافك في مواطن احوج ما تكون مع الاسف بحاجتهم.
عذاب الحر قهره..
وعذاب الثائر عزله..
وعذاب الاديب قتل عنصر الإثارة لديه.. وعذاب الطموح تجاهله واغفاله..
كل ما يصدر من غيرنا ولو كان اخا حميما مرفوض حتى لو كانت فيه وجهة نظر، وكل ما يصدر عنا شخصيا صواب حتى لو كان عين الخطأ.
الكتابة مهنة عجيبة، آلاتها آلام وجراح وقلق وارق، يدفع صاحبها ثمن كلماته من اعصابه التي تحترق، وحياته التي تذوب وسمعته بين الناس، واحيانا من دمه وجراحه، ولا يعرف له قدرا.
الكتابة موهبة ومهنة، آلام وأمل، شموع تحترق، الكتابة.. مهنة الذين صفت قلوبهم وصقلت الآلام عقولهم، فتحدثوا بلسان قومهم، وقلوبهم..
انها مهنة الغرباء.. وهي اكثر غربة عند الذين لا يسمعون لا يعقلون لما يكتب لهم ومن اجلهم.
اكره البرد القارص لانه يعطي شعورا قاسيا بحقيقة الحياة.. واكره الدم لأنه يذكرني بالذبح وازهاق الروح والانفس البريئة.
واكره الظلم.. لان الموت عندي ارحم من حياة بلا حرية.
ابتهال..
يا ربي يا الهي..
كن معي عندما يدلهم الخطب
كن معي في ساعة العسر واليسر
كن معي عندما أكافح واجاهد.. واكابد الحياة..
كن معي لاستغفرك واتوب اليك اناء الليل واطراف النهار.
(*) الرياض
|