|
|
وينتقل المؤلف ليربط بين الكلمتين: «بنو إسرائيل» «واليهود» وما تعنيه كل منهما، فيقول: تكرّر لفظ «إسرائيل» في القرآن مرتين، وتكررت عبارة «بنو إسرائيل» إحدى وأربعين مرة، أما لفظ «اليهود» فقد تكرر ثماني مرات، نسبة إلى «يهوذا» أحد أبناء يعقوب الذين باعوا يوسف. فإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ولهذه التسمية حكاية جاءت في سفر التكوين الإصحاح 31. فبنو إسرائيل هم أبناء يعقوب الاثنا عشر وهم الأسباط، وعنهم تشّعبت قبائلهم. أما اليهود: فترجع هذه التسمية إلى الفترة التي أسس فيها داود وسليمان مملكة في فلسطين حوالي سنة ألف قبل الميلاد، كما سمي الإقليم الواقع في جنوب فلسطين باسم هذه المملكة «يهوذا». ثم يتساءل: فهل اليهود اليوم هم كلهم من بني إسرائيل، وهل اليهود كلهم من سبط يهوذا؟!. ليجيب عن هذا بقوله: إن التاريخ والواقع يثبتان غير ذلك، فأكثرية اليهود من الذين تهوَّدوا، خلال عصور متفاوتة، وقانونهم يذكر الشروط التي تجعل الإنسان يهودّياً معترفاً به وهي: إذا كانت والدته أو أم والدته أو جدّة والدته يهودية، أو إذا اعتنق الشخص الديانة اليهودية بطريقة ترضيهم، شريطة ألا يكون قد تحوّل في أيّ وقت عن اليهودية واعتنق ديانة أخرى، حينئذٍ لا يعترف بيهوديته بحال من الأحوال. أما المرأة فحين تريد اعتناق اليهودية، فيجب أن تجرى لها طقوس تسمى مراسم التحوُّل، حيث يجب أن يجري ثلاثة من الحاخامات معاينة لها وهي عارية في حمام التطهير. فماذا يعني هذا؟!. وبعد تأسيس دولة إسرائيل عام 1948م أصبح واجباً على كل يهودي أن يهاجر إليها، ففي قانون العودة الصادر عام 1950م، أعطي لكل يهودي في العالم حق الهجرة لإسرائيل بدون قيد أو شرط، بل نصّوا على أنها واجبة على جميع اليهود في العالم، ثم توالت تشريعاتهم للهجرة ولطرد العرب المسلمين من فلسطين. ولئن كان «هرتسل» زعيم الصهيونية قد سمّى كتابه دولة اليهود، لكنه عند حديثه عن فلسطين سمّاها أرض اسرائيل، فإنما يريدون الانتماء الى من يزعمونهم أسلافاً لأبناء يعقوب «اسرائيل»، مع أنهم من شذاذ الآفاق، ولذا سمّوا دولتهم «اسرائيل» لأسباب منها: ـ إيثار الصفة العنصرية الكامنة في اسم اسرائيل ـ عدم التذكير بالحدود القديمة لمملكة اليهود البائدة التي لم تكن تشمل إلاّ القسم الجنوبي من فلسطين بدون ساحل البحر. (الكتاب من ص 139 ـ 146). وعن التوراة: خلص إلى القول: إن الأبحاث العلمية الدقيقة تثبت أننا لا نملك حرفاً واحداً، هو حقاً من توراة موسى عليه السلام، إلاّ ما جاء في القرآن الكريم عنها، لأن التوراة فقدت بعد موسى وبعد عدة قرون من وفاته عليه السلام: وعمد بعض الكهنة، إلى إملاء بعض التعاليم والأسفار ونسبوها إليه وسمّوها توراة، مرة على يد الكاهن «حلقيا»، ومرة أخرى على يد «عزرا»، ومرجع الكهنة هو ما في الذاكرة من التوراة التي كانوا يخفونها، خلطوها بروايات وحكايات وأساطير كانوا يتلقّونها من هنا وهناك، وسمّوها العهد القديم، الذي ضمّ بين دفتيه: الصحيح والمحرّف والموضوع، مع عدم الفصل بين هذا الاختلاط.. ولذا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحاديث بني اسرائيل: بأنها لا تصدّق ولا تكذّب. (ص 146 ـ 149). هذا فيما يتعلّق بالتوراة فلأن أصلها من عند الله، والتعليل في ذلك: أن تكذيبها مخافة أن يكون الأمر مما جاء عند الله سبحانه، أو عن نبيه موسى عليه السلام، فيقع المسلم في الإثم، ولا تصدّق لأنها من ضمن الأكاذيب، التي تعمّدها اليهود، وأخبر الله سبحانه، وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم في تعمّدهم الكذب، وقولهم على الله غير الحقّ.. فهم قوم جُبلت ألسنتهم على الكذب، وطبعت قلوبهم على الحسد والبهتان، والبغضاء، وأفرز ذلك عن بروتوكولاتهم، التي أثارت عليهم ضجّة عالمية. يقول المؤلف: ولقد نشأ عن التحريف والكذب عند اليهود: عصبيات دينية، وقومية واديولوجية أرضيّة. وحقد على البشرية كلها، وتولّد عن هذه العصبية، مشاعر منفردة متناقضة لدى المجتمعات اليهودية، أصبحت جزءاً من تكوينها النفسي من أبرزها ـ في اعتقادهم ـ التّمايز عن باقي شعوب العالم والتّعالي عليها، باعتبار أن بني اسرائيل هم «أحباب الله» و«شعب الله المختار» الذي يتفرّد بحمل الرسالة الإلهية التاريخية التي لابد أن يطبقها على كل الأرض دون استثناء، وإن أدّى ذلك الى تدمير كل شيء، وقد تحمل اليهود ـ كما يتصوّرون ـ بسبب هذه الرسالة كل أنواع الاضطهاد والاحتقار، فشحن ذلك فيهم ألواناً معقّدة، من الحقد والكراهية للآخرين، والتعطش للانتقام والانكماش والانعزال، وغيرها من العقد والأزمات النفسيّة المتأصلة (ص 149) مع أنّ منهم قلّة تنكر هذا الأمر. وهذه الطبائع والصفات، التي ذكرها المؤلف وغيره ممن كتب عن اليهود، وتتبع أعمالهم، يدرك منها القارئ ما يتعلّق بتركيز حملاتهم ضد المملكة قديماً وحديثاً. وقد برزت آثار ذلك جلياً بعد أحداث 11 سبتمبر على مركز التجارة الأمريكي، حيث اندسّتْ نفثات اليهود في الإعلام الموجّه ضد المملكة وقادتها وإلصاق التهم التي اخترعوها، بالمملكة العربية السعودية، وتبناها معا ونوهم: ولاءً أو لمصالح شخصية، أو خوفاً من دسائسهم الخفيّة: تهديداً أو هجوماً؛ من الأمريكيين والإعلاميين عامّة، كما حصل لمن كتبوا أو قالوا بأن للصهيونية العالمية دوراً كبيراً في ذلك مقرونا بالأدلة. فاختلق اليهود أساليب ومبررات، في قلب الحقائق. وإلقاء العتب على الإسلام ومدارس تحفيظ القرآن. وعلى مناهج المملكة العربية السعودية التي تعلّم الإرهاب ـ في زعمهم ـ. وكما هي عادة اليهود التي أبانها القرآن، الكريم، وسجلها التاريخ، أنهم بؤرة للشّر ويتعاونون مع من ينشر الفساد وهذا الشر، ففي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعاونوا مع المشركين للقضاء على الرسالة فكراً ومدداً مالياً، وتأييداً لسانياً وتخطيطاً، ثم في المدينة بعد الهجرة، وجدوا ركيزتهم في المنافقين، فكانوا متعاضدين معهم وإخواناً لهم كما قال تعالى في سورة الحشر التي فيها وصف لحالة اليهود: {)أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً } (آية 11). وهؤلاء الذين يتعاونون اليوم معهم للتخريب في المملكة بأساليب وضعها «الموساد»، وأبو قتادة الذي أفتى كذباً على الله وعلى رسوله، هم إخوان لليهود في أعمالهم وصفاتهم، ومن أحب الظالم أو تعاون معه، فهو ظالم مثله أو أشد ظلماً، وخائن للإسلام وأهله {فّسّيٍنفٌقٍونّهّا ثٍمَّ تّكٍونٍ عّلّيًهٌمً حّسًرّةْ ثٍمَّ يٍغًلّبٍونّ} [الأنفال: 36]. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |