يكتب المعلقون الرياضيون عن مأساة كرة القدم في بلادنا وعن التدهور القائم في مستوى الفرق عموما، واصبح الاتهام يشير الى رؤساء الفرق الاداريين والى اللاعبين ايضا ثم الى الجمهور الرياضي الذي يعيش في أوهامه حتى تسلط الوهم نفسه على اللاعبين.
اما تفسير هذا فإنه ينحصر في الواقع الذي عاشته وتعيشه كرة القدم في بلادنا.
1 فأما عن الرؤساء الاداريين فالحقيقة أنهم جاهدوا وبذلوا وضحوا، ولكن جهلهم لفن ممارسة الكرة يعتبر سببا من أسباب الفشل.. وكذلك ضعف ادراكهم لنفسية الجيل وعقليته، والقدرة على توجيهه.. والعجز عن فرض رقابة على سلوكه، واتخاذ ما يحسن هذا السلوك، أو استبعاده عن المجال اياه.. كل هذه تعتبر سببا من اسباب فشل ادارتهم.
2 اللاعبون انفسهم يشتركون ايضا في هذه المسؤولية.. والسبب الغرور وعدم الطاعة.. والاسراف في السهر، والتدخين وأشياء أخرى هي التي تعتبر من مسؤولية اللاعب التي لم يستطع الاداري ان يتفهم الوسيلة لازالتها.
3 أما مسؤولية الجمهور الرياضي، فالحقيقة انه ما زال يعيش في مستوى أقل بكثير من المستوى المطلوب من حيث الفهم والوعي والادراك لاصول وفن وواجبات اللعبة.. انه يصفق للضربة العالية.. والشوت الطويل.. واستمرار الكرة في رجل لاعب يمر بها من لاعبين او ثلاثة وهذا أكل كورة كما يقولون.
الجمهور يصفق لهؤلاء لان اللاعب بطريقته هذه يدغدغ اعصابهم في حين انه يضحك عليهم.. ولا يدري الطرفان ان الواعين والفاهمين انما يضحكون عليهم جميعا.. ومن هنا تشبعت نفسية اللاعب بالغرور وعدم المبالاة بالمدرب ان وجد مدرب وبالرؤساء وبالناصحين ومن اليهم.
غير أن الأهم هو ايجاد مدربين على مستوى عال وبعدد كبير لكل فريق مدرب خاص له.. تعطى له كافة الصلاحيات التي تمكنه من أداء تدريباته.. ولا يكون للرؤساء أي حق للتدخل في شؤونه فلو أمر باستبعاد لاعب من الفريق فلا يتدخلون بأي أسلوب كان لاعادته..
ويجب أن تكون الارتباطات في المسؤوليات قائمة على أسس من الحزم المطلوب لهذه اللعبة.. اننا نشاهد لاعبين ممتازين ولكنهم يفقدون قدرتهم على الاستمرار والتطور لان زملاءهم أقل منهم مستوى.. لان التدريب اساسه ضعيف.. بل يكاد يكون مفقودا.
| 
