ترى هل تعودين؟!
لقد انتظرتك طويلا، وطويلا.. وسألت كل الدروب عنك.. بلا ملل.. لقد نظمت لك من قطرات الندى أعذب وأجمل قصيدة.. وصنعت لك من النجوم أحلى عقد.. وانتظرتك.
أوقفت الزمن على بابي.. وصلبت ثوانيه وساعاته في انتظار عودتك.. مددت لك من أهدابي جسرا تعبرين عليه الى عالمي..
وأوقدت لك كل ما في الدنيا من شموع..
آه لو تعلمين كيف غسلت حبات المطر وجه المساء الحزين فرحا بك! وكيف همست أنفاس النسيم للفرحة بخبرك!!.. اما أنا فليس لي الآن ماض أذكره، ولا حاضر أعيشه حتى ولا مستقبل أنتظره بعدك.
انك الماضي والحاضر والمستقبل.. انك اللحظة التي ستكون نصيبي من الزمن كله.. أنت اللحظة التي انتظرها لأغرق فيها بأحلامي وأوهامي.. وسأغمض عيني بعدها الى الابد وسأصم سمعي عن كل نداء.. سواك وسأعلم احساسي كيف يكون التبلد. فقط انتظرك لأصنع كل هذا.. في جوانحي الآن صمت وترقب وقلق.. وعلى شفتي علامات استفهام ضاعت دلالتها وهي تبحث عن أبعادها لديك.. فمنذ سنين وأنا أزرع لك البهجة في كل مكان وأسقيها مواعيدك فلم تثمر سوى الانتظار..
وملء أذني الآن هاتف ينادي بأنك لن تعودي، ومع ذلك لا يزال قلبي يرقص على الأمل.. الذي استيقظ في كياني من جديد.. ولا تزال أعماقي تهتف باسمك على أصداء الابتهاج المنتظر..
انك الآن الوحيدة التي تستطيع ان تحول الانتظار الى مجيء.. أما أنا فكل ما أستطيعه هو أن أظل أحلم وأنتظر.
|