Thursday 21st august,2003 11284العدد الخميس 23 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

داء نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) داء نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)

يعتبر مرض نقص الانتباه وفرط الحركة اضطراباً سلوكياً غالباً ما يصيب الأطفال في سن المدرسة أوقبله بقليل، وتفوق نسبة حدوثه في الذكور نسبته في الإناث (4-6مرات أكثر من الإناث).
وتختلف تقديرات انتشاره في العالم الجديد عنه في أوربا، فالدراسات الأمريكية تقدره ب 1 ،5 إلى 4%، أما المصادر الأوربية فتعطي أرقاماً أقل بكثير، ولازالت أسباب هذا المرض غير معروفة والفرضيات حوله كثيرة، وإن وجدت بعض الدلائل غير القاطعة التي تشير إلى دور للعوامل الوراثية.
يوصف الطفل المصاب بال ADHD بأنه دائب الحركة كثير الكلام، مشتت الإنتباه، لا يصغي لمحدثه جيداً، ولا يركز على ما بين يديه ينتقل بسرعة من نشاط إلى آخر ولا يتم مهمة بدأها، مندفع بل متهور أحياناً، قليل الانضباط وهزيل التحصيل رغم ما يبدو عليه من مظاهر الذكاء والحيوية، وينعكس هذا السلوك سلبياً على قدرته على التعلم، ويحرمه من اكتساب الخبرات اللازمة للتعامل الناجح مع الآخرين مما قد يقود مستقبلاً إلى الفشل الدراسي والمهني. وينبغي تمييز هذه الحالة عن حالات قد تشابهها في المظهر أو النتيجة لاختلاف طرق المعالجة، ومن هذه الحالات نقص السمع الذي قد يكون بالغاً فيمنع الطفل عن الفهم والمشاركة الفعالة ويعزله تدريجياً عن محيطه، ومنها اضطرابات التعلم، والصرع وتحديد الصرع الصغير petit mal، كما يجب نفي الهمود واضطرابات المزاج واعتلالات الشخصية التي تتظاهر في عمر مبكر، والتأكد من عدم تناول الطفل لأدوية تحدث فرطاً في الحركة أو نقصاً في الانتباه.
ونعتمد في تشخيصنا لهذه الحالة إلى حد كبير على القصة المعطاة من قبل الأهل والمدرس، ولا يوجد فحص مخبري واسم له عدا عن الفحوص التي تلزم لنفي الأمراض الأخرى، وتجدر الإشارة هنا إلى أن معدلات الذكاء لدى معظم هؤلاء المرضى غالباً ما تكون طبيعية فهي لا تفيد في نفي أوإثبات هذا المرض.
لعلاج هذا المرض ركيزتان أساسيتان هما برامج تعديل السلوك Behaviour modification والعقاقير المنبهـة stimulant Drugs وتهدف برامج تعديل السلوك إلى إعطاء الطفل جواً خالياً من فرط التنبيه ومنحه فرصة كافية للعب والراحة وخاصة قبل الإخلاد للنوم ومكافأته عند اتباعه لقواعد السلوك المرغوب سواء في البيت أو المدرسة، ويجب أن تكون هذه القواعد بسيطة ومفهومة ومتناسبة مع عمر المريض.
أما الأدوية فينتمي معظمها إلى زمرة المنبهات كال Methyl phenidate وال Dextro amphetamine ولقد استخدم العقار الخافض للضغط catapres بنجاح متفاوت.
وتختلف استجابة المرضى لهذه الأدوية بشدة مما قد يستدعي تغييرها أو تعديل جرعاتها بين الفينه والأخرى ولكون بعضها قادر على إحداث الإدمان وجب استخدامها بحذر، كما ينبغي مناقشة دورها وآثارها الجانبية مع الطبيب باستفاضة قبل بدء العلاج، هذا ولم يثبت أن للحمية الغذائية أي دور في علاج هذه الحالة.
كلمة أخيرة
في هذه العجالة ينبغي أن نقول أن مرض ال ADHD ليس داءً خاصاً بثقافة دون أخرى، وليس عيباً أوعاراً يجب التواري منه، بل يجدر أن ينتبه إليه كسبب للفشل الدراسي والمهني وعلى الأهل والمدرسة والطبيب أن يعملوا سوياً لمعالجته والوصول إلى أفضل النتائج - بإذن الله -.

د. ناجي البرنس *
* استشاري الأطفال وحديثي الولادة وبمستشفى الحمادي بالرياض - حائز على شهادة البورد الأمريكي في طب الأطفال
زميل أكاديمية طب الأطفال الأمريكية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved