طوال شهور الحمل يظل الأهل قلقين من احتمال إصابة أولادهم بالتشوهات، ويصاب معظمهم بالحزن العميق وعقدة الذنب لدى ولادة طفل معاق أو مشوه.
ومع كثرة الاستفسارات حول هذا الموضوع كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور / محمد الحلبي استشاري أمراض النساء والولادة وطفل الأنبوب في مستشفى الحمادي والذي أجاب خلاله على تساؤلات على النحو التالي:
* ما أسباب حدوث التشوه أو الإعاقة للجنين وهو في رحم الأم ؟
- هناك عدة أسباب منها تعرض الحامل لبعض الأمراض الإنتانية أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية أو داء المقوسات أو الافرنجي أو غيرها من الأمراض الإنتانية التي تسبب إصابة الجنين بالتشوهات أو يكون السبب تناول الحامل لبعض الأدوية التي قد تسبب تشوهات في الأجنة كذلك إذا كانت مدمنة على التدخين أو المشروبات الكحولية أو يكون السبب في تعرض الحامل إلى عوامل بيئية لاتدري عنها أو عند إصابتها بالسكري أو تعرضها للأشعة العلاجية والمواد المشعة دون أن تدري أنها حامل أو يكون السبب وجود تشوهات في صبغيات الجنين أو في أجزاء صغيرة منها أو في المورثات أو الجينات التي تحملها.
* هل يمكن للطبيب التعرف على السبب وتفاديه بالعلاج أو الحمل التالي؟
- أغلب هذه الأسباب يمكن كشفها والوقاية منها ولايؤدي لتكرار الاصابة بالحمل القادم إلا الأسباب التي يكون سببها في الصبغيات أو التي وراءها استعداد وراثي لتكرار الإصابة والذي يزداد بالزواج بين الأقارب أو تقدم العمر، وعليه لابد من تكرار النصيحة بالابتعاد عن زواج الأقارب وعدم تأخير الإنجاب بعد سن 35 وهنا يأتي دور الطبيب المولد في المشاركة في تقديم المشورة الوراثية فيما يتعلق في فرصة تكرار الاصابة في الحمول القادمة مع ترك القرار النهائي للأهل فيما يتعلق بالإنجاب وتقديم الفحوصات الممكنة أثناء الحمول القادمة بحال توفرها.
* كيف يمكن للطبيب الاكتشاف المبكر للتشوهات؟
- هنا يأتي دور طبيب الأشعة المختص بالتشوهات حيث يتم إجراء الفحص الشامل بالأمواج فوق الصوتية لكل أعضاء الجنين بدءاً من رأسه وجهازه العصبي والرقبة والصدر والقلب والبطن والمعدة والأمعاء والكليتين والمثانة وطول الأطراف وعدد الأصابع واتجاهها إضافة لحركة الجنين بدءاً من الشهر الرابع للحمل، بعض التشوهات يكون سهل الكشف مثل غياب جزء من الرأس أو توسع الرأس أو وجود كيسة نخاعية أو وجود تباعد في عظام العمود الفقري أو تشوهات القلب والكليتين في بعض الحالات لكن الأغلب وجود تشوهات شكلية في النسج الرخوة للجنين يصعب كشفها بالأجهزه العادية.
لذلك لابد من أن تجرى بأجهزة متطورة وبيد خبيرة بحثاً عما يدعى دلائل أو قرائن تشير لاحتمال إصابة الجنين بالتشوهات الصبغية مثل زيادة سماكة جلد رقبة الجنين التي تشير لإصابة الجنين بالمنغولية خاصة إن كان عمر الأم أكثر من 35 عاماً، ومن الدلائل أيضاً وجود أكياس الضفيرة المشيمية في الدماغ أو توسع خفيف في حويضة كلية الجنين أو وجود قصر في عظم الفخذ أو انحراف الإصبع الخامس أو تشوهات شكل الرأس أو كبر حجم اللسان.
* هل يكفي الطبيب الموجات فوق الصوتية في التعرف على التشوهات؟
- بالرغم من أن هذا الفحص يعتبر مهماً وأساسياً إلا أنه لايكفي وحده للتشخيص حيث يجب أن توجه الحامل نحو إجراء تحليل الصبغيات أو الكروموزومات بعينة من المشيمة أو السائل الأمنيوسي ويفضل توفر عدة دلائل (أكثر من ثلاثة ) حتى يؤخذ بها لإجراء عينة لتأكيد التشخيص المشكلة بهذه الدلائل أنها قد تسبب قلق الأم إن هي سمعت عنها أو لم نحصل على إجابة كافية من الطبيب وهنا لابد أن نطمئن الحوامل على أن المعلومات عن فائدتها لازالت جديدة وتحتاج لمزيد من الدراسات لإثبات فائدتها.
|