Thursday 21st august,2003 11284العدد الخميس 23 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مفاجأة غير سارة مفاجأة غير سارة
د. عبدالعزيز الحمادي ( * )

كثيرا مايفاجأ المريض أو ولي أمره أو حتى إدارة المستشفى بارتفاع تكاليف العلاج بعد صدور الفاتورة النهائية وكشف الحساب وأن الرقم الحسابي قد أضحى كبيراً ولاسيما إذا كانت الاقامة قصيرة بالمستشفى أو أن حالة المريض لم يطرأ عليها تحسن بالمعنى المفهوم أو حتى ساءت إلى درجة لايتفهمها ذوو المريض وهم معذورون في ذلك.
فارتفاع تكاليف العلاج مشكلة قديمة وحاضرة ومستقبلية في أرقى دول العالم مثل الولايات المتحدة الامريكية أو أقل الدول في دخل الفرد مثله مثل المواطن هنا يعاني نفس المشكلة الفرق فقط أن هناك طرفاً للأغلبية من المواطنين في الخارج ممن يقوم بدفع التكاليف عنه وهو شركات التأمين الصحي.
ذلك هي شكوى عدد كبير ممن يتلقى العلاج في القطاعات الأهلية أو هو أحد الوجهين للمشكلة فبالمقابل فهذه المستشفيات لديها نفس الشكوى من تكاليف العلاج ولكن بشكل مختلف فهناك تكاليف عالية للتشغيل والاستثمار في أي قطاع آخر غير الخدمات الصحية يحقق منه عائد أكبر ثم أنه بعيد كل البعد عن الاتهام بالاستغلال وخلافه.
ولعل في هذه العجالة وهي غير كافية لكنها فرصة جيدة أن أوضح بعض الحقائق الهامة ومنها :
إن المريض هنا تكاليف العلاج لديه صفر فالدولة - أيدها الله - قد جهزت وشغلت كثيراً من الخدمات الصحية العامة والتخصصية على مستوى عالٍ من الكفاءة التجهيزية والمهنية وقدمت هذه الخدمات مجاناً ومن هنا فإن أي إضافة إلى هذا الصفر ستكون غير عادية.
من حق المريض أو ولي أمره الحصول على تقرير مبدئي لتكاليف العلاج، وهذا أمر مثير أيضاً لسوء الفهم ففي معظم الأحوال يكون هذا التقدير قريباً من الواقع زيادة أو نقصاناً لكنه في حالات أخرى وهي ليست قليلة يتجاوز هذا الرقم التقديري بنسبة كبيرة بل ويبدو أنها غير عادية وغير مقبولة.
المريض وذووه يبحثون عن خدمة طبية وتجهيزية ومهنية ومتميزة وهذا من حقه، وكلما ارتفعت هذه الخدمة ارتفعت التكاليف.
بعض الحالات الطبية تستدعي علاجاً مكلفاً ومصادر هذه العقاقير ليست من المستشفى ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الدم ومشتقاته والمضادات الحيوية من الجيل الثالث والثاني عن طريق الحقن الوريدي كما أن هذه الحالات قد تتطلب اجراء فحوص مخبرية أو شعاعية خاصة وهذه أيضاً تزيد من التكاليف.
العلاج في الوحدات الخاصة مثل «وحدة الأطفال المبتسرين - ناقصي النمو » وحدة الانعاش المركز للقلب أو ووحدة الانعاش المركز الجراحي - وحدة الاصابات المتعددة أحد أسباب زيادة تكاليف العلاج.
التشخيص الأولي والتشخيص النهائي للحالة المرضية والذي يعتمد عليه بالزائدة الدودية وعند الإجراء الجراحي تبين أن الزائدة كانت مصابة بالتهاب صديدي أو غرغرينا إضافة إلى التهاب بريتوني حاد لاسمح الله.
المستشفى ليس كما يتصور كثير من المرضى وكثير من التجهيزات الطبية تحقق خسائر للمستشفيات التي تبحث عن استقطاب كفاءات طبية أو تجهيزات متميزة لإيجاد مكان مناسب لها في وقت ولايوجد به منافسة عادلة كما ذكرنا سابقاً.
خلاصة ما ذكرنا آنفاً أن واجب المستشفى الخاص توفير أرقى سبل التشخيص والعلاج ما أمكن وعلى من تقدم له هذه الخدمة أن يدفع تكاليفها.
هذه وجهة نظر الإدارة وهي طرف في هذه القضية وهي غير ملزمة ومن هنا فلا تجعل نفسك قاضياً - عزيزي القارىء - وأنت الطرف الآخر ثم إنك قد تكون الأولى بإيجاد حل لهذه المشكلة.

( * ) نائب رئيس مجلس الإدارة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved