هشاشة وتخلخل العظام حالة تنجم عن الفقد التدريجي لكتلة العظام وهو يتسلسل إلى الهيكل العظمي تدريجياَ ببطء وصمت من دون أعراض إلى أن يصبح العظم واهناً مثقباً قابلاً للكسر تلقائياَ أو نتيجة إصابة بسيطة وقد أزداد اهتمام الأطباء والهيئات الصحية بهذه المشكلة في السنوات الأخيرة نظراً لما تسببه من آثار جانبية شديدة الخطورة لاسيما عند كبار السن وتعاني منه على الأقل أمراة من كل أربع 4 نساء من مختلف الأعمار وتؤكد أحدث الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعرض ملايين الأمريكيين لخطر هشاشة العظام وخاصة في السيدات.
ويؤكد الدكتور: خالد عابدين جراح المخ والأعصاب بمستشفى الحمادي بالرياض وزميل جامعة فوجيتا باليابان على ضرورة بناء عظام قوية وعمود فقري سليم وخاصة قبل سن الثلاثين مؤكداً شعار الوقاية خير من العلاج.
وقد أكدت الدراسات حدوث إرتفاع في معدل مرض هشاشة العظام في الدول العربية وذلك لسوء النظام الغذائي وزيادة تدخين السجائر وكذلك عدم التعرض لأشعة الشمس والبقاء في جو المكيفات مع قلة الحركة والمشي وتكرار الحمل وأكد الأطباء أن المرأة تعاني من آلام الظهر وهشاشة العظام خمسة أضعاف الرجل وها نحن ندق أجراس الخطر لوجود فتيات صغيرات السن تتراوح أعمارهن بين 25- 30 عاماً وتعاني من هشاشة العظام وهي كارثة بكل المعاني لأن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل.
ويشرح الدكتور: خالد عابدين هشاشة العظام بوجود عمليات هدم وبناء مستمرة في العظام والعمود الفقري وعندما تتفوق عمليات الهدم على عمليات البناء بعد سن اليأس مما يعرض المرأة إلى الضعف والإنحناء مع التقدم بالعمر والشكوى المستمرة من آلام العمود الفقري وفي السيدات يظل هرمون الأنوثة يساهم في بناء العظام حتى ينقطع الطمث ويتوقف إفراز الهرمون وهنا تبدأ عملية تآكل خلايا النسيج العظمي بشكل سريع وباستمرار هذا التآكل يحدث خلل في توازن البناء والهدم وتستمر عملية هشاشة العظام ويرجع الأطباء تأخر سن إصابة الرجال بهذا المرض إلى استمرار إفراز هرمون الأندورن المسؤول عن صيانة العظام.
وتؤكد الدراسات أن وهن العظام هو مرض النساء الأول حيث يصيب حوالي 50% من النساء فوق الخمسين وهناك عوامل تؤدي إلى زيادة نسبة حدوث المرض وهي:
1- الاناث فوق 45 سنة.
2- يوجد في العائلة من لدية ضعف في العظام
3- قلة ممارسة الرياضة والمشي
4- التدخين وخاصة السيدات المدخنات.
5- آلام مزمنة في العمود الفقري وخاصة آلام أسفل الظهر 6- الحالات التي تتعاطى أدوية علاج الأورام أو الغدة الدرقية أو مركبات الكورتيزون.
7- الإكثار من تناول المشروبات الغازية.
يعتمد تشخيص هشاشة العظام على وجود
1- آلام حادة أو مزمنة بالعمود الفقري .
2 - وجود تقوس في العمود الفقري.
3- حدوث كسور بالعظام بعد أصابة بسيطة.
4- الأشعة العادية تظهر أن كثافة العظام ضعيفة.
ويجب التحذير أيضاً مع مضاعفات كسور الفقرات حيث أنها تؤدي إلى:
1- آلام حادة أو مزمنة بالعمود الفقري.
2- تقوس بالعمود الفقري .
3- صعوبة في التنفس.
4- حدوث إكتئاب وعزلة اجتماعية.
5- الإقلال من النشاط الحركي للمريض.
ويقدم الدكتور : خالد عابدين طرق الوقاية من هشاشة العظام:
1- التغذية الصحيحة الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د) حيث يجب أن يكون التوازن بالكالسيوم منتظماً وإذا هبط الكالسيوم في الدم هبوطاً كبيراً فإن الجسم يبدأ في سحب الكالسيوم الذي يحتاجه من العظام وعندما تصبح كمية الكالسيوم المسحوبة أكبر من كمية الكالسيوم التي يتم ترسيبها في العظام فإن العظام تبدأ في الضعف مع تناقص مخزون الكالسيوم فيها وتشمل الأغذية الغنية بالكالسيوم الحليب ومنتجات الألبان والسمك والبيض والخضروات مثل الخس والقرنبيط وفول الصويا كما وجد إن فيتامين ( د) بالجسم يلزمه التعرض للشمس حتى ينشط ويؤدي دوراً أساسياً في إمتصاص الكالسيوم وإدخالة داخل العظام ومعظم الأشخاص يحصلون على قدر كاف من فيتامين ( د) من غذائهم على سبيل المثال صفار البيض و الكبد والبن المدعم بفيتامين (د) وننصح بالاقلال من الكافيين وأيضاً الأغذية الغنية بالكافيين مثل الشوكولاتة والقهوة.
2- حياة صحية للفرد بعيداً عن التدخين والكحوليات وانتظام عدد مرات الحمل حيث أن تكرار الحمل في فترات متقاربة يؤدي إلى زيادة آلام أسفل الظهر المصحوبة بهشاشة العظام.
3- التعرض لأشعة الشمس في الفترات المناسبة وذلك لتنشيط التمثيل الغذائي للكالسيوم وفيتامين (د) المفيدة في تقوية العظام.
4- ممارسة الرياضة وخاصة رياضة المشي والتمارين البدنية الخفيفة.
5- الكشف الدوري من أجل التشخيص المبكر لهشاشة العظام ويتم ذلك بواسطة جهاز قياس كثافة العظام.
ويؤكد الدكتور : خالد عابدين إلى انتشار حالات آلام أسفل الظهر وإنحناء العمود الفقري وكذلك حدوث كسور وانضغاط بالفقرات أثر التعرض لحوادث السيارات أو السقوط من إرتفاع ومن المؤسف حقاً كثرة المرض من الإناث قبل سن الأربعين وهذا إنذار خطر كي تحرص السيدات والفتيات على سلامة العظام والعمود الفقري فالوقاية خير من العلاج والتشخيص المبكر يؤدي إلى تحسن المريض في العلاج.
| 
