Thursday 21st august,2003 11284العدد الخميس 23 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ذكراك يا ماجد ما زالت هي الباقية ذكراك يا ماجد ما زالت هي الباقية

  الذكرى للاعب مميز يستمتع بها الجمهور الرياضي.. ففي يوم من الأيام حضرت مباراة قوية بين قطبي الكرة السعودية في المنطقة الوسطى بين الهلال والنصر والتي حضرها تقريباً خمسون ألف متفرج كانت المباراة في الدوري الممتاز لكأس سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وكانت المباراة على استاد الملك فهد الدولي في الرياض وعند مشاهدتي للمباراة القوية كان يجلس خلفي رجل متقدم به العمر يقارب الستين عاماً.
كلنا نعلم ان أي مباراة بين الهلال والنصر تكون قوية بجميع المقاييس.
كنت ساكتاً طوال الدقائق الأربعين في الشوط الأول، وفي آخر الدقائق من نهاية الشوط الأول هتف الجمهور النصراوي ينادي بكلمة واحدة «ماجد» فقمت منفعلاً مع الجمهور فناديت بحبيبنا ماجد ولأنه من ضمن لاعبي الاحتياط، وكان الرجل الذي خلفي رغم كبر عمره إلا أنه ينادي منفعلاً بماجد، لم أصدق ما يفعله كبير السن لذلك.. ضحكت ثم سكت خوفاً ان أمسح مشاعر هذا الرجل تجاه تعصبه للفريق.
التقيت بالرجل نفسه بعد الشوط الأول من المباراة وشربنا الشاي وعندما تكلمت معه.. قلت له: بالرغم من أنك متقدم بك العمر تحضر المباراة.. ربما التلفزيون يقدم لك الصورة الجيدة والراحة لك..!
قال لي: الرياضة كلها حلاوة فقصتي مع حضوري للمباريات كانت قديمة..
قلت له: أنت طبعاً تشجع نادي النصر ؟
قال لي: أشجع لاعباً واحداً هو المجد ماجد عبدالله وهو الذي أجبرني على الحضور للمباراة... ولربما لاعب واحد يأتي بك لتحضر المباراة.
قلت له: ماذا تعرف عن ماجد عبدالله؟
قال لي: الشيء الكثير ربما أنت عرفت ماجد منذ سنين قليلة باختلاف عمرك عن عمري.. أما أنا فقد عرفت ماجد منذ نزوله للملعب أعتقد في عام 1397هـ تقريباً.. كنت تقريباً شاباً والآن كما ترى تقدم بي العمر ولكنني لا زلت أعشق فن وإبداعات هذا النجم.
قلت له: أنت تحضر مباريات النصر؟
قال لي: لا أحضر إلا بعد التأكد من أن ماجد عبدالله سيلعب أم لا وذلك من خلال وسائل الإعلام وكذلك التمرين بالنادي، وفي اعتقادي ان معظم المباريات لعبها السهم ماجد عبدالله.
قلت له: ما مدى التغير في كل شيء حول ماجد عبدالله؟
قال لي: ما أجمل الحديث عن ماجد وأنت تسألني هذه الأسئلة.. ثم قال: في سنوات ماجد عبدالله الأولى كان الجمهور يشاهد ماجد كلاعب مثل بقية اللاعبين وبعدها تقريباً ان كنت أذكر ان ماجد عبدالله أصبح هداف الدوري عام 1397هـ وكان الجمهور بعدها يريد التعرف على ماجد عن قرب أكثر وأكثر، وفي ذاكرتي ان هناك لاعبين في وقته لهم بصمة وماجد كان عنصراً مهماً بينهم.. فهو سجل وغازل الشباك وبعدها سمعنا ترديداً واحداً من الجمهور العريض كلمة واحدة «ماجد» بعدها تكلم الجمهور عنه الكثير حتى الصحف كتبت عنه الكثير والكثير وأنا واحد منهم.
قلت له: هل الجمهور في ذاك الزمان يحرص على الحضور للمباريات ؟
قال لي: الجمهور في القديم يعجز عن الحضور للمباريات.
قلت له: لماذا ؟
قال لي: الجمهور يغطي الملعب حتى أنني مرة لم استطع مشاهدة المباراة لكثافة الجمهور وضيق بعض الملاعب وكذلك ليس بالشرط تنقل حية على الهواء مباشرة في ذلك الزمان وكذلك بعد مسافة الملعب عن باقي الأحياء تصعب الحضور للمباراة، أما الآن والحمد لله وكما تشاهد الجمهور يحضر بكثافة عالية ومن جميع المناطق بالمملكة قريبة أو بعيدة.. وأقرب شيء أنت حضرت المباراة وأنت من محافظة الخرج.
قلت له: كيف تقيم ماجد عبدالله الآن ؟
قال لي: ماجد عبدالله نجم نفخر به كسعوديين بين العالم ولأنه عميد لاعبي العالم لعصره وأي شخص يمثل بلدنا الغالي في العالم هو الأفضل.
قلت له: قرأت في وسائل الإعلام بأن ماجد عبدالله سيعتزل قريباً.. ما هو رأيك بالنسبة لهذا النجم ..؟
قال لي: تذكر لكل بداية نهاية، ولكن الجمهور الرياضي ليس فقط جماهير النصر يعلمون بأن ماجد عبدالله أعطى للرياضة الكثير من خلال المنتخب السعودي ونادي النصر كمثل النجم صالح النعيمة ومحمد عبدالجواد وغيرهم الكثير من الذين استحقوا أفضل تكريم.. ولكن توقعات الاعتزال أتركها عند مشيئة الله.
قلت له: ما أجمل مباراة حضرتها لماجد عبدالله ؟
قال لي: المباريات كثيرة ولكن هناك مباريات بقيت ذكرى عندي كمباراة النصر مع الهلال في عام 1407هـ في ختام الدوري سجل ماجد هدفه الوحيد في المباراة برأسه الذهبية أمام منافسه التقليدي الهلال، علماً ان هذا الهدف لا ينساه أي أحد كان.
قلت له: ما هي المباراة التي لم تحضرها وندمت على ذلك؟
قال لي: مباراة النصر أمام الهلال في ختام الدوري عام 1415هـ علماً أنني ذهبت لجدة في اليوم نفسه ولكن لم أحضر المباراة لظروف خاصة.
قلت له: تكلم عن تلك المباراة ؟
قال لي: لا أجد كلاماً ووصفاً للمباراة.. فالمباراة حلاوتها ماجد كل الجمهور السعودي الذي يجلس على المدرجات وخلف الشاشة الصغيرة من الخليج وكذلك العرب والعالم كله يعرفون ماجد عبدالله.
قلت له: تكلم عن نزول ماجد عبدالله إلى أرض الملعب في الشوط الثاني ؟
قال لي: في الشوط الثاني إن شاء الله سيلعب ماجد وسترى بعينك مدى حب الجمهور لماجد عبدالله.
قلت له: المباراة ستبدأ الآن.
قال لي: هيا بنا.
وحينها افترقنا عن بعض دون أن أعرف اسمه.. سوى انه يدعى بأبي فيصل.
وحين نزول ماجد عبدالله إلى أرض الملعب هتف الجمهور بصيحات الحب «ماجد.
بعدها تذكرت صديقي الصحافي المتقاعد الذي قال لي الوصف نفسه في نزول ماجد عبدالله على الميدان وحب الجمهور له.

سعود بن عبدالعزيز الموسى -الدلم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved