إلى مؤسسة النقد:
ماذا يفعل المحتاجون في هذا اليوم
وقف أمام شاشة الصراف الآلي وكله ثقة أن حسابه عامر بمرتبه الشهري، ضغط على خانة «سحب نقدي» ثم نزل إلى خانة «مبلغ آخر» أدخل مبلغ «200» ريال فقط انتظر قليلاً فجأة ظهر على الشاشة عبارة «عفواً لا يمكن مساعدتك رصيدك لا يسمح» يسأل بتعجب شديد يصحبه قلق «لا يسمح؟!» ما المشكلة أليس هذا اليوم يوم «25» «لعل الخلل في ماكينة الصرافة»، ثم ذهب إلى ماكينة أخرى وتكررت المفاجأة نفسها فأُصيب بخيبة أمل. اكتشف أن الخلل في إدارة البنك وليس في ماكينة الصرافة.
دار بينه وبين نفسه حديث سريع «ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟»، وهو ينظر إلى جموع المتزاحمين ويرى في أعينهم ما يراه في نفسه في هذا الموقف. لقد تزاحموا على مكائن الصرافة منذ الصباح الباكر، كانوا واثقين كل الثقة أن رواتبهم قد أودعت في حساباتهم في اليوم المتفق عليه «25» من كل شهر، ذهب إلى بيته مكسور الخاطر لم يلب ما وعد به أطفاله، قرر أن يتصل بالبنك الذي يتعامل معه لكي يستفسر عن سبب عدم إيداع مرتبه في حسابه؟ فقال له أحد العاملين في عمليات البنك بكل برود «لايودع المرتب في الحساب يوم الجمعة لأنه يوم إجازة» فقال بحرقة «وماذنبي وأسرتي؟».
ثم تكرر ومع الأسف الشديد عدم التقيد في إيداع رواتب الموظفين الحكوميين الذين يتعاملون مع بعض البنوك في حساباتهم في نفس اليوم المتفق عليه بين البنك والجهات المعنية، وهو يوم «25» من كل شهر، ولكن الغريب أنه إذا كان يوم «25» يوافق يوم جمعة فرنه لا يودع إلا صباح يوم السبت والله إن المنتظرين بفارغ الصبر الشديد يوم «25» يتزاحمون منذ الصباح بالباكر جداً على مكائن الصرافة طلباً لمستحقاتهم التي التزم البنك بإيداعها فيه بغض النظر إن كان يوافق يوم جمعة أو غيره، فالكثير منهم يتعرض إلى المواقف الشديدة الحرج، قبل هذا اليوم والبنك طبعاً لا يعرف مثل ذلك الحرج ولا يقدر أن هناك أناساً في أمس الحاجة لهذا اليوم.
وطالما أن البنوك جندت التقنية الحديثة لحفظ حقوقها من الناس الذين يتعاملون معها إذاً لماذا لا تجندها أيضاً في المحافظة على حقوق الآخرين تجاهها في هذا اليوم؟ ولا أعتقد أن هذا يشكل عبئاً على التقنية المتقدمة للبنوك، وما ذنب «المطفرين» في هذا اليوم؟ وهؤلاء المساكين لم يخطروا من قبل أنه إذا كان يوافق يوم جمعة «فدبر حالك».
وهل الجهات الحكومية التي منسوبوها يتعاملون مع تلك البنوك، ومؤسسة النقد العربي السعودي يوافقون على هذا التأخير الغير مبرر منطقياً. آمل أن تكون البنوك عند حسن ظن «صغار» المتعاملين معها وتلتزم بيوم «25» المنتظر دائماً وأن ترأف بحالهم.
والسلام عليكم،،،
صالح بن محمد الجعيثن / الرياض
***
جربوا جلد الطلاب الأشقياء
إلى رئيس التحرير
قرأت في جريدتكم الجزيرة يوم 18/6 خبراً بعنوان «سجن مواطن 3 أشهر وجلده 75 جلدة في المدينة المنورة» تضمن حكماً شرعياً بالجلد والسجن على مواطن لثبوت اقدامه على الاعتداء بالضرب على طبيب بمستشفى الولادة بالمدينة وجاء في قرار الحكم أنه تم لتحقيق العظة والاعتبار ومنع العودة لمثل هذا الاسلوب.
لا شك أن الحكم في مثل هذه الأمور أمر جيد لأنه حقيقة جزاء عادل صارم وبنفس الوقت رادع لهذا المواطن عن أن يمد يده في مثل هذا المكان على مثل هذا المسؤول فما رأيكم لو طبق مثل هذا الحكم على خمسة من الطلاب في المرحلة الثانوية ممن اعتدوا على مدرسيهم ولكن لا بحكم شرعي بل بموجب رأي مسؤولي المدرسة التي ينتمون إليها ولكن ليس عند بوابة المدرسة بل بداخلها أمام الطلاب بساحة المدرسة ولكن ليس بخمس وسبعين جلدة بل يكفي عشرون ضربة خيزرانية فقط، يا ترى هل هذا التأديب سيردع الواحد منهم عن الاعتداء على المدرس أجزم أنه سيكون له نتيجة جيدة وستعود هيبة المدرس التي ذهبت مع خبر كان وأمسى، وسيعاد للمدرسة مكانتها التي فقدت منذ أزمان.. جربوا هذا الأمر سنة واثنتين وسترون سيزول الاعتداء على المدرسين وتكسير سياراتهم واحراقها ووضع العلك على كراسيهم ورشق ملابسهم بالحبر ومضايقتهم في الطرقات، ومن ثم ستكون نتائجهم أفضل بكثير مما هي الآن وسيكون محصولهم فوق الجيد جداً والممتاز وتناسوا عبارة «الضرب سيعقدهم نفسياً» وبسببه ربما يكرهون المدرسة ويمقتون الدراسة. أقول جربوا عاما إنني أعرف مدرسين حتى الآن لم يتركوا الضرب «الضرب المعقول غير المضر» وطلابهم على أفضل حال أدب واحترام ونتائج مشرفة وانضباط في كل شيء ومن أراد أن ينتقد رأيي هذا فليتمهل وليفكر جيداً وليعيد النظر في وضع الطلاب والمدرسين والمدارس في الأزمان الماضية والحالية أي ما قبل 1390 وما بعده إلى 1424 ليجد الفرق شاسعاً في كل شيء ومن ثم يبدأ نقده ولكن بحدود النقد الهادف وبدون تشنج والله الموفق.
صالح العبد الرحمن التويجري
|