* الرياض - ياسر المعارك:
لا يخفى على أحد الجرم الكبير الذي ظل يمارسه الإرهابيون مؤخراً من ترويع وقتل للآمنين في بلد اشتهر بالأمن والأمان خلال فترة تأسيسه على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
وبالرغم من الرأي الشرعي الواضح الذي لا يقبل النقاش او التأويل، فقد تمادى هؤلاء القتلة في نشاطاتهم التخريبية واخذوا يطورون في كل يوم اساليبهم الفاجرة للإساءة - واهمين - لثوابت هذه البلاد الطاهرة التي جعلت من الشريعة الإسلامية منهاجاً ونبراساً. وهؤلاء استلهموا فتاوى زائفة من اشخاص نكرة افتوا لهم بجواز نشاطاتهم الدنيئة هذه مما يؤكد بأنهم قد غرر بهم من جهة ما لها مصلحة في زعزعة الأمن والامان في المملكة.والجزيرة تقوم بنشر فتاوى العلماء الأفاضل في سبيل إلقاء المزيد من الضوء على زيف ادعاءات هؤلاء المارقين.
احداث السويدي
فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -
* لا يخفى عليكم التفجير الذي سبق وأن وقع في العليا وحدث فيه إزهاق للأرواح من المعاهدين وغير ذلك من مفاسد، والذي حدث من احداث الاسنان وسفهاء الاحلام، وانكم تعلمون عظم هذا الفعل وما فيه من مخالفة لامر الله وامر رسوله، وعدم الاخذ بالادلة الشرعية، وتسفيه لآراء العلماء الراسخين في العلم ومن مشاقة ومحاربة لولي الامر، والآن وقد حدث تفجير جديد في الخبر فهل من كلمة لتبيين دين الله تعالى في ذلك والتحذير من هذا المنزلق الخطير الذي سلكه فئة من الشباب وهم قلة ولله الحمد والذي هو مستمد من فعل الخوارج وهم قد لا يعلمون أن فعلهم فعل الخوارج فهل من نصرة وتبيين لدين الله تعالى؟
- الجواب: لا شك أن هذا العمل لا يرضاه كل عاقل فضلاً عن المؤمن!! لا يرضاه احد لانه خلاف الكتاب والسنة. ولان فيه اساءة للإسلام في الداخل والخارج. لان كل الذين يسمعون بهذا الخبر لا يضيفونه الا إلى المتمسكين بالإسلام ثم يقولون هؤلاء هم المسلمون؟؟ أهذه أخلاق الإسلام؟؟ والإسلام منها بريء!! فهؤلاء في الحقيقة أساؤوا قبل كل شيء إلى الإسلام ونسأل الله أن يجازيهم بعدله بالنسبة لهذه الإساءة العظيمة.
ثانيا: انهم أساؤوا إلى اخوة لهم من الملتزمين لانه إذا تصور الناس حتى المسلمون إذا تصوروا أن هذا يقع ممن يدعي أنه مسلم وان يغار للإسلام فسوف يكره من هذه اخلاقه وسوف يظن أن هذه اخلاق كل ملتزم، ومن المعلوم أن هذا لا يمثل احداً من الملتزمين إطلاقاً!! لأن الملتزم حقيقة هو الذي يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا يخفى علينا جميعاً أن الله تعالى امر بوفاء العهود وامر بوفاء العقود وقال: { إنَّ العّهًدّ كّانّ مّسًئٍولاْ} ولا يخفى علينا جميعا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة» ولا يخفى علينا ايضا انه عليه الصلاة والسلام قال:« ذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم فمن اخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين»، ولا يخفى علينا أن الائتمان او التأمين والإجارة يكون حتى من واحد من المسلمين وان لم يكن ولي امر حتى ولو كان امرأة قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قد اجرنا من اجرت يا ام هانئ» فكيف إذا كان الامان من ولاة الامور!! فهذا هو عين المحادة لله ورسوله.
ثالثاً: لو قدرنا على اسوأ تقدير أن الدولة التي ينتمي اليها هؤلاء الذين قتلوا دولة معادية للإسلام فما ذنب هؤلاء؟ هؤلاء الذين جاؤوا بأمر حكومتهم، قد يكون بعضهم جاء عن كره ولا يريد الاعتداء! ثم ما ذنب المسلمين الساكنين هناك!! فقد أصيب عدة من هؤلاء من أطفال وعجائز وشيوخ في مأمنهم في ليلهم عند الرقاد على فرشهم.
فتاوى الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -
* السؤال: هل يجوز اختطاف الطائرات وتفجير المنشآت والقيام بالانقلابات والثورات وتعتبر هذه من روح الإسلام التي يضعها نصب عينيه - افتونا مأجورين؟
- الجواب: هذه الامور من التخريب الذي ينهي عن الإسلام وتجر على المسلمين شراً كثيراً بحيث أن الكفار يأخذونها حجة للانقضاض على المسلمين وتدميرهم، وهذا الذي اتخذه الكفار سبباً لذم الإسلام لانهم يصفون الإسلام بأنه دين إرهاب، اخذوا ذلك من هذه التصرفات، والله جل وعلا امر بجهاد الكفار تحت راية وتحت ولاية من ولاية المسلمين اما قضية التفجيرات والتخريب وخطف الطائرات فهذا مما ينهي عنه الإسلام لانه يسبب شراً على المسلمين قبل غيرهم ولانه مضرةٌ بدون فائدة.
* هل التفجيرات والعمليات الانتحارية وسيلة من وسائل الدعوة؟
- هؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال يجب أن يدعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم بحاجة للدعوة، فكيف يدعون الناس وهم يقومون بالتفجير والتخريب، هذه ليست بدعوة، هذا تنفير والعياذ بالله وتخريب.
هل النبي صلى الله عليه وسلم دعا بهذا؟؟، يوم أن كان في مكة هو واصحابه هل كانوا يخربون؟؟، حاشا وكلا، بل كان يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويطلب من الناس ان يؤيدوه ويساعدوه، بدون ان يعمل معهم اعمالا تخريبية، لان هذا يضر المسلمين أكثر، ويفرح الكفار، فهذا لا يجوز ابداً ولا يسوغ، وهو وسيلة دعوة إلى الشيطان، دعوة إلى النار قال الله تعالى: {وّجّعّلًنّاهٍمً أّئٌمَّةْ يّدًعٍونّ إلّى النَّارٌ}.
* هل القيام بالاغتيالات وعمل التفجيرات في المنشآت الحكومية في بلاد الكفار ضرورة وعمل جهادي؟
- الاغتيالات والتخريب هذا امر لا يجوز، لانه يجر على المسلمين شراً ويجر على المسلمين تقتيلاً وتشريداً، هذا امر لا يجوز، إنما المشروع مع الكفار الجهاد في سبيل الله ومقابلتهم في المعارك إذا كان عند المسلمين استطاعة يجهزون الجيوش ويغزون الكفار ويقاتلونهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم اما التخريب والاغتيالات، فهذا يجر على المسلمين شراً، الرسول صلى الله عليه وسلم يوم كان في مكة قبل الهجرة كان مأموراً بكف اليد:{أّلّمً تّرّ إلّى الذٌينّ قيل لّهٍمً كٍفٍَوا أّيًدٌيّكٍمً وّأّقٌيمٍوا الصَّلاةّ وّآتٍوا الزّكّاةّ}، عن قتال الكفار، لانه ما عندهم استطاعة لقتال الكفار، ولو قتلوا احداً من الكفار، لقتلهم الكفار عن آخرهم، واستأصلوهم عن آخرهم، لانهم اقوى منهم، وهم تحت وطأتهم وشوكتهم. فالاغتيال يسبب قتل المسلمين الموجودين في البلد مثل ما تشاهدون الآن وتسمعون، هذا ليس من امور الدعوة، ولاهو من الجهاد في سبيل الله، هذا يجر على المسلمين شراً.
هل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يوم كانوا في مكة، هل كانوا يقتلون الكفار؟
ابداً. بل كانوا منهيين عن ذلك.
هل كانوا يخربون أموال الكفار وهم في مكة؟؟
ابداً كانوا منهيين عن ذلك.
فالرسول مأمور بالدعوة والبلاغ فقط وهو في مكة. اما القتال انما كان في المدينة. لما صار للإسلام دولة.
* ما حكم من ينزل حديث الصعب بن جثامة في قتل الأبرياء وتفجير المنشآت من أجل ترهيب الكفار وتخويفهم والانتقام لما يحدث للمسلمين من شر بسببهم؟
- تدمير ممتلكات الكفار وهدم حصونهم وقتل الصبيان والصغار تبعاً لهم، هذا إنما هو في الجهاد، ليس كل واحد من الافراد يذهب ويخرب بدون جهاد وبدون امر ولي الامر، هذا لا يجوز، هذا يجر على المسلمين شروراً وليس له نتيجة، ما له نتيجة الا الشر على المسلمين، ففيه فرق بين التخريب والاغتيالات، وبين الجهاد في سبيل الله بقيادة، وبراية من رايات المسلمين وجيش من جيوش المسلمين فيه فرق بين هذا وهذا فلا يخلط بين حق وباطل.
* يقول السائل هل من خصائص الإسلام القيام بالانقلابات أو الثورات وهل هي من الجهاد في سبيل الله الذي دعا لها ديننا الإسلامي؟
- لو كان السؤال: هل الفوضى ومسببات سفك الدماء بغير حق من الإسلام؟، لان هذا هو معنى هذه الامور، هذه الاعمال من اشد ما فتك بالبلاد الإسلامية واذا نظرنا إلى الكفار فمثلاً دولة يهود وهي مجمعةٌ من اطراف الدنيا، لم يوجد فيها انقلاب في يوم من الايام، الدول الكبرى الشرقية والغربية، لم يوجد فيها انقلاب او ثورات من زمن، لا يقوم بالثورات والانقلابات الا من لا يهتم بمصالح امته ولا يرعى ذمتها، هي من اسباب تقويض كيان الامة وزرع الاحقاد وسفك الدماء وتسليط الاعداء، الشر فيها ظاهر والخير إما أن يكون فيها ضئيلاً قليلاً وإما أن يكون معدوماً، وأول انقلاب وجد بالنسبة للمسلمين، الخروج على عثمان رضي الله عنه وقتله رضوان الله عليه، وجميع الصحابة رضي الله عنهم مجمعون على فساد ذلك العمل والواجب على كل مسلم ان يبرأ من هذه الامور، النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الولاة فأمر بالسمع والطاعة ونهى عن الخلاف ولما اجتمع علماء بغداد، عدد من كبارهم وجاؤوا إلى الإمام أحمد يريدون ان يتكلموا في حق الخليفة العباسي، غضب عليهم وانذرهم، وهذا عمل خطير منكر، والخير في اتباع السلف.
فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله
* بعض الاخوة هداهم الله لا يرى وجوب البيعة لولاة الامر في هذه البلاد ماهي نصيحتكم يا سماحة الوالد؟
- ننصح الجميع بوجوب السمع والطاعة كما تقدم والحذر من شق العصا والخروج على ولاة الامور، بل هذا من المنكرات العظيمة بل هذا دين الخوارج - هذا دين الخوارج والمعتزلة الخروج على ولاة الامور وعدم السمع والطاعة لهم إذا وجدت معصية، وهذا غلط، خلاف ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم، حيث امر بالسمع والطاعة بالمعروف وقال:« من رأى من اميره شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة» وقال: «من اتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه» ولا يجوز لاحد أن يشق العصا او يخرج عن بيعة ولاة الامور او يدعو إلى ذلك لان هذا من أعظم المنكرات، ومن اعظم اسباب الفتنة والشحناء والذي يدعو إلى ذلك، هذا هو دين الخوارج، يستحق أن يقتل لانه يفرق الجماعة ويشق العصا، الواجب الحذر من هذا غاية الحذر والواجب على ولاة الامور اذا عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة بين المسلمين.
* شيخنا الشباب هؤلاء لهم نظرة حول قضية الحكام والإطلاق في التكفير للحكام والكلام والتهييج وفي المنابر والمواعظ والكلام دائما على الحكام.. كذا.. والحكام كذا.. وعيوب الحكام.. ولسنا مدافعين عن الاخطاء التي تقع ولكن هل هذا هو الطريق الصحيح في تربية المسلمين؟.
- ليس هذا هو الطريق الصحيح - الطريق الصحيح الدعاء لهم بالتوفيق والهداية والدعاء لولاة الامور بالهداية والتوفيق والصلاح هذا هو الطريق الصحيح، الدعاء لهم وطاعتهم فيما يوافق الشرع اما من أُمر بمعصية لا يطيعه في المعصية انما الطاعة بالمعروف لكن وصيتنا لجميع الطلبة وغيرهم ان يدعوا لولاة الامور بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وأن يعينهم على الخير وان يساعدهم على الخير وأن يكفوا عن الفتن والقتال والتعاون على الإثم والعدوان وتفريق الكلمة هذا يضر الجميع لكن نوصيهم بأن يجتمعوا على الخير ويتعاونوا مع الحكام في طاعة الله ورسوله ويدعوا لهم بالتوفيق وينصحوهم بغير خروج ولا قتال ولا فتنة حتى لا يشقوا العصا وحتى لا يتسببوا في فرقة الناس، ولكن ينصحون لله ولرسوله ولعباده المؤمنين ويدعون لولاة الامور بالتوفيق والهداية والصلاح وصلاح البطانة ويعينهم على الخير الذي شرعه الله واحبه الله ويطيعهم فيما امرهم من الخير ومن امر بمعصية فلا طاعة لاحد في معصية من قيل له اشرب الخمر لا يشرب الخمر ومن قيل له ازنِ فلا يزني، وهكذا من قيل له تعاطَ الربا لا يتعاطى الربا انما الطاعة بالمعروف.
* يقول هل يوجد في هذا الزمان من يحمل فكر الخوارج؟
- يا سبحان الله، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج، وهو تكفير المسلمين، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم، هذا مذهب الخوارج.
وهو يتكون من ثلاثة اشياء:
اولاً: تكفير المسلمين.
ثانياً: الخروج على طاعة ولي الامر.
ثالثاً: استباحة دماء المسلمين.
هذه من مذهب الخوارج، حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً، صار خارجياً، في عقيدته ورأيه الذي ما افصح عنه.
فتاوى الشيخ صالح الفوزان
* هناك من يدعو الشباب وبخاصة في الإنترنت إلى خلع البيعة لولي امر هذه البلاد وسبب ذلك - لوجود البنوك الربوية وكثرة المنكرات الظاهرة في هذه البلاد، فما هو توجيهكم حفظكم الله؟
- توجهينا أن هذا الكلام باطل ولا يقبل لأنه يدعو إلى الضلال ويدعو إلى تفريق الكلمة، وهذا يجب الإنكار عليه، ويجب رفض كلامه وعدم الالتفات اليه لانه يدعو إلى باطل، ويدعو إلى منكر، ويدعو إلى شر وفتنة.
* هناك بعض القنوات الفضائية وبعض المنتديات في الانترنت تدعو إلى نزع يد الطاعة لولاة امر هذه البلاد وخلع البيعة عنهم، السؤال ما نصيحتكم لمن خدع من خلال هذه التلبيسات او استمع اليها او شارك فيها؟
- نعم هذه البلاد مقصودة ومغزوة لانها هي البلاد الباقية التي تمثل منهج السلف الصالح وهي البلاد الآمنة من الفتن ومن الثورات ومن الانقلابات، فهي بلاد ولله الحمد يرفرف عليها الامن والامان ومنهج السلف الصالح، فهم يريدون أن ينتزعوا هذه الخصائص ويجعلوها بلاداً فوضى ويكون فيها قتل وتقتيل كما في البلاد الاخرى، فعلينا أن نحذر من هؤلاء وأن نحذر منهم، ولا نأتي بهذه القنوات لبيوتنا ولاولادنا يشاهدون هذه الفتن وهذه الشرور وينشأون عليها، يجب أن تحمى البيوت من هذه القنوات من جهة ولاة الامور والا فليرفع الامر الى ولاة الامور اذا رأى منكراً وهو ليس عنده سلطة يرفع الامر إلى جهة ولاة الامور ولكن ينصح بالكلام والدعوة إلى الله والترغيب والترهيب، اما مع اهل بيته مع زوجته مع اولاده مع من تحت سلطانه لا بأس له الامر باليد وغيره حسب ما عنده من الصلاحية وفق الله الجميع.
* ما حكم الاعتداء على الأجانب السياح والزوار في البلاد الإسلامية؟
- هذا لا يجوز، الاعتداء لا يجوز على اي احد، سواء كانوا سياحاً او عمالاً، لانهم مستأمنون، دخلوا بالامان، فلا يجوز الاعتداء عليهم، ولكن تناصح الدولة حتى تمنعهم مما لا ينبغي اظهاره، اما الاعتداء عليهم فلا يجوز، اما افراد الناس فليس لهم أن يقتلوهم او يضربوهم او يؤذوهم، بل عليهم أن يرفعوا الامر إلى ولاة الامور، لان التعدي عليهم تعد على أناس قد دخلوا بالامان فلا يجوز التعدي عليهم، ولكن يرفع امرهم الى من يستطيع منع دخولهم او منعهم من ذلك المنكر الظاهر.
اما نصيحتهم ودعوتهم الى الاسلام او الى ترك المنكر إن كانوا مسلمين فهذا مطلوب، وتعمه الادلة الشرعية، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
* يظن البعض من الشباب أن مجافاة الكفار - من هم مستوطنون في البلاد الاسلامية او من الوافدين اليها - من الشرع، ولذلك البعض يستحل قتلهم وسلبهم اذا رأوا منهم ما ينكرون؟
- لا يجوز قتل الكافر المستوطن، او الوافد المستأمن الذي ادخلته الدولة آمناً ولا قتل العصاة، ولا التعدي عليهم، بل يحالون فيما يحدث منهم من المنكرات للحكم الشرعي، وفيما تراه المحاكم الشرعية الكفاية.
* واذا لم توجد محاكم شرعية؟
- اذا لم توجد محاكم شرعية، فالنصيحة فقط، النصيحة لولاة الامور وتوجيههم للخير، والتعاون معهم - حتى يحكموا شرع الله، اما ان الآمر والناهي يمد يده فيقتل او يضرب فلا يجوز، لكن يتعاون مع ولاة الامور بالتي هي احسن حتى يحكموا شرع الله في عباد الله، والا فواجبه النصح، وواجبه التوجيه إلى الخير، وواجبه إنكار المنكر بالتي هي أحسن.
الشيخ صالح الفوزان
* افتى من افتى بجواز قتل الامريكان في جميع بلدان العالم وقال انهم حربيون!! فما قول فضيلتكم في هذا؟
- هذا المفتي جاهل، لان هذا فيه تفصيل، فالذين تعاهدنا واياهم ودخلوا بلادنا بالعهد او بالامان او استقدمناهم بأعمال يقيمون بها نحن بحاجة إليها، هؤلاء هم تحت عهدنا وذمتنا، لا يجوز أن نغدر بهم ولا ان نقتلهم، فالدول التي بيننا وبينهم عهد وتمثيل دبلوماسي، لا يجوز الغدر بهم، والكفار الذين دخلوا بلادنا باذننا، لا يجوز الغدر بهم، قال تعالى {وّإنً أّحّدِ مٌَنّ المشًرٌكٌينّ اسًتّجّارّكّ فّأّجٌرًهٍ حّتَّى" يّسًمّعّ كّلامّ اللّهٌ ثٍمَّ أّبًلٌغًهٍ مّأًمّنّهٍ} فلا يجوز الغدر بالذين دخلوا في بلاد المسلمين باذن المسلمين، او المسلمون استقدموهم، فلا يجوز مثل هذا الكلام، انما الحربي الذي ليس بيننا وبينه عهد ولا امان، هذا هو الحربي.
* هل وجود الكفار في هذه البلاد يبيح قتلهم واغتيالهم؟ وخاصة أن من يجوّز هذا العمل يستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «اخرجوا المشركين من جزيرة العرب»؟
- اذا دخل الكافر بعهد من ولي الامر او بأمان او جاء لاداء مهمة ويرجع، فلا يجوز الاعتداء عليه، الاسلام دين وفاء، ليس دين غدر وخيانة، فلا يجوز الاعتداء على الكافر الذي هو في عهدتنا، وتحت اماننا، ولا يتحدث العالم ان الاسلام يغدر بالعهود ويخون بالعهود، هذا ليس من الإسلام، وقول صلى الله عليه وسلم:« اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب»، هذا حديث صحيح، لكن ليس معناه ان يقتل المعاهد والمستأمن، ومن هم تحت عهدتنا، بل هذا في اليهود والنصارى الذي ليس بينهم وبين المسلمين عهد ولا ميثاق.
* انتشر بين الكثير من الشباب منشورات تفيد جواز قتل رجال الامن وخاصة «المباحث» وهي عبارة عن فتوى منسوبة لاحد طلاب العلم وانهم في حكم المرتدين، فنرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في ذلك والاثر المترتب علي هذا الفعل الخطير؟
- هذا مذهب الخوارج، فالخوارج قتلوا علي بن ابي طالب رضي الله عنه افضل الصحابة بعد ابي بكر وعمر وعثمان، فالذي قتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه الا يقتل رجال الامن؟؟، هذا هو مذهب الخوارج، والذي افتاهم يكون مثلهم ومنهم نسأل الله العافية.
* هل يجوز التستر على من اراد بالمسلمين او في هذه البلاد شراً والجهات الامنية تلاحقه لاننا سمعنا من بعض الناس افتى بوجوب التستر عليهم وحرمة الدلالة عليهم؟
- لا يجوز التستر على من يبيت شراً للمسلمين، بل يجب على من علم بحاله ان يخبر عنه، حتى يسلم المسلمون من شره، الرجل الذي كان مع الجماعة الذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، ذهب وابلغ النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم، بل نزل الوحي بتصديقه، فاذا كان هناك خلية فيها خطر على المسلمين وفيها شر على المسلمين فيجب ابلاغ ولاة الامور عنهم ليأخذوا على ايديهم ويكفو شرهم عن المسلمين.
فتاوى الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله -
* ما حكم قتل رجال المباحث لان هناك من ينتسب الى اهل العلم من يفتي بذلك؟
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم:« لايزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً» لا يحل قتل المسلم الا بما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم، هذا يدل على عدم بصيرته وحرمانه لا اعلم ان احداً من السلف افتى بقتل رجال السلطان، وكان هناك انواع من الظلم والعدوان من بعض الولاة ورجالهم وما كان احد من العلماء أن يفتي بقتل احد من هؤلاء، والجرأة على هذه مثل هذه الفتيا، جرأة على القول في دين الله بالجهل، اذا قال قائل ما حكم من يفتي بمثل هذا؟ او ما حكم قتل من يخدم السلطان ويظلم الناس بخدمته، كل ذلك لا يبيح دمه، هذا عدوان وظلم وجور، ثم هذا من اسباب انتشار الفوضى.
* ما حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود؟
* الذي ارى قد نبهنا غير مرة ان هذا لا يصلح لانه قاتل نفسه والله يقول: {وّلا تّقًتٍلٍوا أّنفٍسّكٍمً } والنبي يقول: من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة»، يسعى في هدايتهم وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين، وإن قتل فالحمد لله، اما انه يقتل نفسه يحط اللغم في نفسه حتى يقتل معهم هذا غلط لا يجوز او يطعن نفسه معهم لا يجوز، ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع المسلمين، اما عمل أبناء فلسطين هذا غلط ما يصلح إنما الواجب عليهم الدعوة إلى الله والتعليم والإرشاد والنصيحة من دون هذا العمل.
|