* جوهانسبرج اريك اونشتاد رويترز:
انتقد خبراء ومسؤولون افارقة اقتراحا مشتركا للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من اجل اصلاح السياسات الزراعية العالمية لكنهم اعربوا عن خوفهم ان يؤدي افتقار القارة الافريقية إلى القوة التفاوضية إلى ابقاء الدعم الحكومي للحاصلات الزراعية الذي يضر بفقراء المزارعين.
وقال الخبراء والمسؤولون انه في ظل الاقتراح الذي عرضه العملاقان التجاريان على منظمة التجارة العالمية يوم الاربعاء الماضي فان الافارقة قد يضطرون إلى الكفاح في الاسواق العالمية لمنافسة حاصلات الغرب الرخيصة المدعومة مثل السكر والقطن ولحوم البقر.
وقال خافيير كاريم كبير مديري المفاوضات التجارية في دولة جنوب افريقيا «نتيجته مخيبة للآمال».
وكان الافارقة اشادوا بتعهد قطعه في وقت سابق وزراء التجارة من دول العالم بالغاء فئة من فئات الدعم الزراعي وهي تلك المرتبطة بالصادرات والتي كان ينظر اليها على انها اكثر اصناف الدعم ضررا بالدول النامية.
غير ان الاقتراح الذي عرضته الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي والذي يهدف إلى احياء جولةالدوحة المتعثرة للمفاوضات التجارية قبل اجتماع القمة المزمع عقده في كانكون بالمكسيك الشهر القادم تحدث عن ازالة بعض انواع الدعم للصادرات الزراعية وعن تخفيضات لم يحددها للبعض الآخر.
وشكا المسؤولون ايضا من ان الاقتراح لم يورد ذكرا لتحديد مستويات او تشديد معايير الدعم الزراعي الذي تقدمه الدول الغنية ويبلغ اكثر من 300 مليار دولار كل عام.
ومع ان الدول الفقيرة كانت في الآونة الاخيرة اكثر نشاطا في تحدي الدول الصناعية مما كان عليه الحال في جولة اوروجواي السابقة للمفاوضات التجارية فان الخبراء يقولون ان افتقار افريقيا إلى الموارد والتكامل الاقتصادي ما زال يعوق ذلك الجهد.
واضافوا ان فرص افريقيا في اتخاذ موقف منسق من المقترحات الجديدة يقوضها افتقار القارة إلى التكامل الاقتصادي.
وقال مانجا موجوي رئيس اتحاد ارباب الصناعات التحويلية في كينيا «اني اعتقد اعتقادا راسخا ان افريقيا سوف تستغلها القوى الكبرى».
وقال روبرتشو الخبير الاقتصادي المستقل ان غياب الخبرة في المفاوضات التجارية في كينيا أكبر اقتصاديات شرق افريقيا هو مشكلة اخرى.
وقال «حينما نظر إلى العدد والخبرة لاعضاء فرق التفاوض من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي فان المقارنة لا تكون في صالح وفود دول مثل كينيا».
واعرب المحلل ايكي اينجوالي من مدرسة لاجوس للاعمال في نيجيريا عن تشاؤمه بامكانية ان يرى الافارقة اي تغيرات ملموسة من اي اتفاق تجاري جديد.
وقال «ما دام الاختلال في العلاقة بين الدول النامية والمتقدمة قائما فسوف يكون من الصعب علينا تأكيد وجودنا، الامر لا يعدو ان يكون مثل الكلاب تنبح لكن القافلة تسير».
مهما يكن من أمر فان احد النشطاء يرى بارقةأمل في بعض التنازلات التي عرضها العملاقان التجاريان في الاقتراح وتعتبر استجابة للاستياء المتزايد بين الدول الفقيرة.
وقال جواكيم فون بارون المدير العام للمعهد الدولي لابحاث السياسة الزراعية «الدول النامية غضبت غضبا شديدا.. وتراكم الغضب الذي احس به الناس على الارجح في اوروبا وامريكا الشمالية».
ومن بين التنازلات الاخرى فان الاقتراح الامريكي الاوروبي يعرض احتمال الغاء بعض اصناف الدعم للصادرات في عدد محدود من السلع الاولية «التي تهم على وجه الخصوص الدول النامية».
|