يعتقد بعض رجال الأعمال أن النجاح هو القاعدة العامة للشركات التجارية وان الفشل هو الاستثناء، فالنجاح عندهم آت لا محالة وما عليهم سوى الانتظار والاستعداد له، وسادت بينهم فكرة أنه يمكن لأي شركة تحقيق النجاح بكل يسر، كل ما عليها فقط الحصول على السجل التجاري وشيء من الدعاية وبعض العلاقات العامة وقليل من رأس المال وكمية من البضاعة في المخازن، بعدها يعتقدون أن عليهم الجلوس في مكاتبهم وانتظار ارتفاع أرقام المبيعات في السوق فهو السبيل الوحيد للربحية وفي تعظيم الفارق بين النفقات وبين الايرادات، كما أن البعض منهم يربط الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة بحالات النجاح، فمنهم من يعتقد أن الظروف الاقتصادية هي المحرك الأول وراء ارتفاع أو انخفاض قيمة المبيعات أو أسهم الشركات أو زيادة ربحيتها أو خسارتها، ومنهم من يرى أن ظروف الانتعاش العالمي تؤدي حتماً لزيادة الايرادات بينما تؤدي ظروف الكساد العالمي للنقيض. وعلى ضوء ذلك يستنتجون علاقة طردية وثيقة بين الاقتصاد والأرباح في شركاتهم حتى عندما نسألهم عن أسباب خسارتهم وقت الركود يجيبون: «هذا هو حال العالم كله وما نحن إلا جزء منه»، والحقيقة أنه ليس بالضرورة ربط ارتفاع معدلات البيع وانخفاضها أو نجاح وفشل شركة، بتلك الخرافات السابقة المتأصلة في أذهان بعض رجال الأعمال، فهناك شركات عديدة حققت أرباحاً جيدة أثناء ظروف الركود العالمي وقد تخسر شركة أخرى إذا تحسنت تلك الظروف، وليس هناك أدنى علاقة بين حجم شركة ما وقدرتها على تحقيق النجاح من عدمه. ونجد أن أعتى الشركات قد يصيبها الفشل عندما تظهر في السوق بارقة ابتكار من شركة ناشئة صغيرة غير معروفة محلياً أو عالمياً، ونعرف أن الاستثمار في شركة ما ناجحة تعمل في انتاج سلعة معينة لوقت قصير سيء خير وأفضل ألف مرة من الاستثمار في شركة عادية تعمل في انتاج سلعة معينة لوقت قصير ناجح، المهم عندنا هو اسم الشركة وسمعتها وادارتها وأصولها لا المنتج الحالي المطروح، وإن الفشل والنجاح لأي شركة لا يرجع كلية للسلعة ولا لظروف السوق بل يرجع أصلاً لسوء اهدار الموارد والامكانات التي تمتلكها الشركة نفسها التي غالباً ما تكون ناتجة عن سوء التخطيط فيها، على أن هناك أموراً رئيسية يمكن اعتبارها لرجال الأعمال السعوديين قد تساعد على تغير اعتقادهم السابق ولهم الأخذ بها إن أرادوا منها مثلاً أولاً: الاهتمام بتوسيع دائرة خدمات العملاء عن طريق توسيع ا لحملات الترويجية والدعاية لاجتذاب العملاء وكسب رضاهم خاصة العملاء المربحين منهم، وثانياً تعزيز روح الابتكار وحفز العاملين بتوفير الأمان الوظيفي لهم وسهولة الترقي بين المناصب الإدارية في الشركة وللعاملين امكانية امتلاك نصيب وافر من أسهم الشركة فيها، وثالثاً: أن تشارك جميع الأقسام - التسويق والمبيعات والمشتريات - كفريق عمل متكاملة بعضها مع البعض في اخراج المنتج الذي يتوقع منه أن يكتسح السوق، وقد أكدت دراسات علمية بأن أنجح الشركات هي تلك التي تمتلك جميع حلقات السلسلة في يدها فتصبح هي المنتجة وهي قناة البيع وهي المهتمة بخدمات ما بعد البيع، وهي الشركة التي تفهم تماماً من هم العملاء المربحون ومن متوسطو الربح ومن قليلو الربح ومن هم غير المربحين، ولها أن تتصل بهم طوال حلقات سلسلة القيمة فيمكنها بسهولة أن تستجيب لاحتياجاتهم وأن تزيد امتيازاتهم وبالتالي تطور منتجاتها لتناسب متطلباتهم بدرجة أكثر كفاءة.
وبذلك فقد تنجح بالتفوق على المنافسين الذين يبقون تحت رحمة الوكلاء بعيدين عن المستهلكين الذين يستخدمون منتجاتهم فلا يعرف الوكلاء متطلباتهم ولا درجة استجابتهم. إن الشركات الناجحة هي التي تدار برجال أعمال يعرفون كيف يستفيدون من المعلومات الحديثة أما الشركات التي تهمل قنوات التطوير والمتابعة وقنوات البيع والتوزيع فإنها تخطو نحو الفشل.
|