* عمان - الجزيرة - خاص:
قال السيد نبيل عمرو وزير الاعلام الفلسطيني ان القصد من التصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية خلق مشاكل كبيرة امام المسار السياسي والافلات من الاستحقاقات الاكيدة المترتبة على الجانب الاسرائيلي خاصة بعد هذا الضغط الدولي الكثيف بشأن الجدار العازل والاستيطان وبعد ان توقفت اسرائيل عن تقديم أية مبادرات على طريق تنفيذ خريطة الطريق مثل الانسحاب من المدن الفلسطينية واطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين بشكل جدي وازالة الحواجز العسكرية والكثير من القضايا التي يجب ان تتم لكي تخلق المناخ الملائم لتطبيق خطة خريطة الطريق والمضي قدما في هذا الاتجاه.
واضاف في حديث صحفي ان الجانب الاسرائيلي هو من بادر بالتصعيد وهو الذي عمل جاهدا لاستدراج ردود فعل فلسطينية على هذا العدوان مثل ما حدث في نابلس.
وبالنسبة لنا نحن نحدد موقفنا على النحو التالي:
اولا: نحن نؤكد استمرارنا في جهود التهدئة وفي الحفاظ على الهدنة لأننا ندرك انها تعطي فرصة لتحرك سياسي يؤدي الى توجيه الضغط الى الجانب الاسرائيلي بدلاً من ان يتوجه الى الجانب الفلسطيني.
ثانيا: نحن حريصون على تسريع العملية السياسية كما اننا حريصون ان نرى اسرائيل وهي تنسحب من المدن والقرى الفلسطينية وتزيل نقاط التفتيش والحواجز العسكرية وتجمد الاستيطان وفي هذا السياق نحن نمارس عملية سياسية كبرى. فلا نوقف اتصالاتنا مع الولايات المتحدة واوروبا والدول العربية والوقت الآن هو وقت تحشيد قوى سياسية وضغط سياسي كبير على الجانب الاسرائيلي من اجل التوقف عن هذه السياسة الاستفزازية والانتقال الى المسار السياسي.
الموقف الأمريكي
وقال السيد عمرو: ان الأمريكيين كما نستنتج يريدون التهدئة ويعتبرونها عاملا ضروريا للعمل السياسي الذي تقوده الولايات المتحدة لتنفيذ خريطة الطريق او حتى على الاقل خلق التوازن المطلوب مع الوضع المتدهور في العراق. مع ذلك نرى ان الجهود الأمريكية في هذا الاتجاه تصطدم بشكل رئيس مع الموقف الاسرائيلي وليس بالموقف الفلسطيني.
وهذه المسألة تحتاج الى حل بين الحليفين الاسرائيلي والاميركي وان الذي يجري تعطيله الآن خطة اميركية وليست خطة عربية وبالتالي فإن الكرة الآن في ملعب الحليفين الاميركي- الاسرائيلي، ولذلك عليهما تدبر امرهما وان يجدا حلولا لهذا الاشكال ولهذا الاستعصاء السياسي الذي يضر بالجميع وليس فقط بالفلسطينيين بل يضر بالاسرائيليين والأمريكيين وبالمصالح العالمية التي تريد ان ترى مناخا مستقرا بالشرق الاوسط، من هنا يجب ان يتحرك الامريكيون مع حلفائهم للوصول الى مخرج من هذا المأزق الخطير.
حصار الرئيس عرفات
وقال وزير الاعلام الفلسطيني ان حشد تعزيزات عسكرية اسرائيلية حول مقر الرئيس ابو عمار يشكل خطرا حقيقيا وكبيرا كما ان حصار الرئيس يشكل عامل استفزاز وتحريض يومي وعلى اسرائيل ان تتوقف عن هذه الاجراءات الاستعراضية والعدوانية. واذا ارادت سلاما وامنا فليس امامها سوى السلوك السياسي لهذا الغرض واحترام حقوق الفلسطينيين ولا تستطيع إسرائيل ان تحصل على الاحتلال والاستيطان والسلام في الوقت نفسه، ويجب ان يكون هناك توازن ومبادرات من الجانب الاسرائيلي، واذا ظلت الامور تسير في هذا الاتجاه سنجد انفسنا وقد عدنا الى النقاط الاولى وهذا الامر في منتهى الخطورة.
الهدنة
وحول مسألة استمرار الهدنة وحالة التهدئة قال: نحن نحث اخوتنا في الفصائل الفلسطينية على الالتزام بالهدنة ونسعى الى ان يكون هذا الالتزام متبادلا ونريد ان نرى فرصا جدية للانتقال الى المسار السياسي ونحن دائما نحذر ان الجانب الاسرائيلي يستطيع تدمير الهدنة اذا اراد واذا استمر بما هو عليه فهو يستطيع ان يفعل كل شيء على صعيد التخريب، انما نحن من جانبنا اتصالاتنا مع الفصائل مستمرة والهدنة لا يزال معها الوقت الكافي لأن نختبر نوايا ومواقف الطرف الآخر ولكي نبذل مساعي وجهودا جديدة لاستمرار الالتزام بهذه الهدنة.
جولة عباس العربية
وعن نتائج جولة رئيس الوزراء الفلسطيني العربية التي لا تزال مستمرة قال السيد عمرو: انها جولة مثمرة وجيدة ولأول مرة يقوم محمود عباس بزيارة الدول التي زارها بصفته رئيسا للوزراء الفلسطيني وجرى خلال اللقاءات مع الاشقاء العرب حديث سياسي معمق في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة قطر ولهذه الدول دور مهم ونفوذ قوي على الصعيد السياسي.
وتم خلال الزيارات وضع قادة تلك الدول في صورة التطورات على الارض والتحرك السياسي للسلطة الوطنية الفلسطينية بما في ذلك الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة وما ترتب عليها من نتائج كما تم بحث امكانية تفعيل التضامن العربي، وهنا لا بد من ان اشير الى ان سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي يقوم بجهد كبير في هذا المجال من خلال جولاته العربية ولقاءاته مع الزعماء والقادة العرب.. وبالتالي فإن الجولة على الصعيد السياسي ناجحة جدا وكذلك على صعيد دعم السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
العمل العربي المشترك
وقال الوزير الفلسطيني: نحن نرجو ان يتفعل العمل العربي المشترك ونعتبر ان الورقة العربية معطلة في المعادلة السياسية الجارية الآن ونريد ان نراها قوية فاعلة ومنسجمة.. العالم يصغر والمطروح على البحث الآن مصير الشرق الاوسط ومصير الدول العربية ومصيرنا جميعا.. لذلك يجب ان يكون لدينا حضور فاعل وقوي في هذه المعادلة.. نأمل ان تكون وثيقة العمل العربي المشترك التي وضعها وزراء خارجية مصر وسوريا والسعودية البداية وان نرى تفعيلا لدور الجامعة العربية وآليات العمل العربي المشترك.. وان كانت هناك بعض الشكوك حول هذه القضايا فيما مضى فإنها تبقى في النهاية ركنا اساسيا من اركان السياسة العربية والفلسطينية ولا بد ان نرى التضامن العربي وقد عاد بشكل فاعل وعملي.
الخلاف مع الكويت
وحول عدم زيارة السيد محمود عباس للكويت خلال جولته العربية، قال السيد عمرو: نحن راغبون بأن تتم تسوية كل الامور مع الاشقاء في الكويت عبر القنوات الصحيحة والحوار المباشر، وكان رئيس الوزراء محمود عباس عندما دعي لزيارة الكويت بمبادرة كويتية راغبا في ان يتعاون مع الاشقاء الكويتيين لتذليل كل العقبات التي تقف في وجه تطبيع العلاقات الفلسطينية- الكويتية.
وقال: لا نريد ان نتوقف عند هذه الصيغة التي تمت بل نريد ان ننظر الى المستقبل ولدينا استعداد عال لفتح صفحة جديدة مع الاشقاء الكويتيين لبدء حوار فاعل معهم والتوصل الى تفاهمات حول كل القضايا المطروحة الآن. وقد تحدث محمود عباس كثيرا ومتطوعا بما يشبه الاعتذار عن بعض المواقف، والابواب لا تزال مفتوحة وامكانات الحوار لا تزال قائمة.
ومن جانبنا نحن مصممون على ضرورة تطبيع العلاقات مع اشقائنا في الكويت ولا ننكر مهما بدا من غمامات في اجواء هذه العلاقة دور الكويت التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
الأسرى
وحول توقف اسرائيل عن مواصلة اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين قال السيد عمرو: نحن نواجه طريقة تفاوضية اسرائيلية وطريقة مساومات واستفزازات غريبة، لكن يبدو انها ليست غريبة على الاسرائيليين، فكل شيء يجب ان يكون له ثمن والثمن يؤخذ عنوة، وهذا يؤكد صعوبة الموقف الذي نحن فيه وصعوبة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، الجدار العازل عمل عدواني وكل العالم يدينه ويقف ضده وكذلك الاستيطان عمل غير شرعي ولا داعي لربط آلاف البشر بمساومات لا مبرر لها، فهذه قضية حقوق انسان وحقوق سياسية للمعتقل الوطني، ويجب ان يتحرر المعتقلون خاصة وان معظمهم اداريون وبلا محاكمة وربما جمعوا من اجل المساومة فقط، والوضع معقد في كل القضايا والجوانب ونحن نحاول قدر استطاعتنا ان نقدم حلولا وفي وضع الحلول لهذه القضايا.
اللجنة الرباعية
وعن اسباب غياب اللجنة الرباعية في هذه الظروف قال السيد عمرو: ان الاميركيين هم الذين يحضرون ويغيرون ويغيبون، والامم المتحدة واوروبا وروسيا قبلت بتجديد دورها وفق السقف الامريكي والمحددات الأمريكية ونحن لا نحبذ ذلك، بل نريد ان نرى اللجنة الرباعية تعمل كما بدأت بالاعداد لخطة خريطة الطريق وان تكون موجودة في حال تنفذ هذه الخطة حرفيا، لكن فكرتنا في تفعيل دور الرباعية محدودة، وعلى اللجنة الرباعية نفسها ان تفعّل دورها، اضافة الى ذلك فان الولايات المتحدة عندما ذهبت الى العراق كانت مستغنية عن اي دعم دولي لكنها الآن اصبحت بحاجة لمثل هذا الدعم، وعلى الولايات المتحدة ان تستبق الحاجة بان تعمل جنبا الى جنب مع اللجنة الرباعية لان هذا التوازن مهم للعمل في الشرق الاوسط وخاصة على المسار الفلسطيني- الاسرائيلي، لكن يبدو ان الفيتو الاسرائيلي اهم من كل هذه الامور! لكن يجب ان نظل نحاول كفلسطينيين وعرب لجعل اللجنة الرباعية موجودة في كل تحرك باتجاه تنفيذ خطة خريطة الطريق.
كتائب شهداء الأقصى
وعن مدى التزام كتائب شهداء الأقصى بالقرار المركزي لحركة فتح قال السيد عمرو: لا يوجد لدينا انضباط كامل في حياتنا الداخلية بشكل دائم ويوجد هناك من يمارس شيئا مختلفا عن القرار المركزي على الصعيد القتالي وحتى على الصعيد السياسي والاعلامي وهذا هو حال الساحة الفلسطينية وساحة فتح بالذات.
ويجب حل مشكلة كتائب شهداء الأقصى في سياق محترم ضمن الاطر الحركية ويجب ألا ينظر اليهم نظرات متفاوتة وانما يجب ان تتوحد رؤية حركة فتح لهذه الحركة، لكن لا استطيع القول ان هناك انضباطا كاملا داخل صفوف حركة فتح.
مؤتمر عام
هناك طروحات عديدة لتطوير الوضع الداخلي في حركة فتح لكن يبدو ان الظروف القاسية التي نعيشها الآن تجعل من اي طرح على مستوى عقد مؤتمر عام للحركة غير عملي لكن يجب ألا نتوقف عن تطوير الوضع الديمقراطي الداخلي من اجل تطوير المؤسسات الفتحاوية خاصة وان فتح حزب كبير يضم مئات الالوف لا بد ان ينظم وان يتطور تنظيمه وألا يظل جامدا او ان تظل اطر فتح جامدة كما كانت منذ عشرات السنين، فالعالم يتطور وفتح يجب ان تتطور وهي لم تعد مجرد حركة بل اصبحت الآن عالما قائما بذاته في فلسطين وبالتالي يجب ان تتطور وتتحمل مسؤوليات في التنمية وان يكون لها رؤية في التنمية وفي كل جوانب الحياة الفلسطينية وهي موجودة الآن على ارض الوطن وكثافتها عالية جدا وتأثيرها قوي وموجودة في كل المؤسسات الفلسطينية الرسمية والاهلية، ويجب ان يتطور البناء التمثيلي والفكري لحركة فتح لاننا لن نظل في القرن الحادي والعشرين نتصرف وفق آليات وضعت قبل اربعين سنة.
عجز ميزانية الأونروا
وحول احتمال توقف الاونروا عن تقديم خدماتها بسبب العجز الحالي قال السيد عمرو: نحن نعمل كل ما باستطاعتنا لنجعل تمويل الاونروا كما لو انه تمويل للسلطة الوطنية وللشعب الفلسطيني، لان الاونروا تقدم خدمات جدية ومهمة للاجئين الفلسطينيين ونحث اشقاءنا وكل من نتصل معهم، والامريكيون قدموا بعض المال في الفترة السابقة ونريد ان يقدموا اكثر هم وغيرهم.
ويجب ان يكون هناك نوع من الدعم للاونروا ونعتقد بان الوكالة نفسها تقوم بجهود كبيرة في هذا الاتجاه وتجري الاتصالات وتحذر العالم من مغبة عدم توفر الاموال الكافية لخدمات وكالة الغوث، ونحن من جانبنا نعمل بكل الوسائل السياسية من اجل توفير هذا الدعم.
العلاقات الأردنية- الفلسطينية
واشاد الوزير الفلسطيني بالعلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين الاردن وفلسطين، وقال: انها تسير بخطوات متوازنة وثابتة على الصعيد السياسي والتنسيق بين الجانبين لا يتوقف بكل الوسائل وفي جميع المجالات.
وقال ان هناك تحسنا كبيرا في حركة المواطنين على الجسر قياسا بما كان الوضع عليه في السابق، وهناك رغبة اردنية بأن تعود الامور الى سابق عهدها، ونحن نحترم السيادة والقرارات والقوانين الاردنية، ونأمل ان تتطور الامور نحو الافضل فلا غنى للشعبين الشقيقين عن بعضهما البعض.
وقال: نحن نتطلع الى ان تظل العلاقة الاردنية- الفلسطينية على الارض وعلى صعيد التسهيلات على الجسور وعلى صعيد المواطن والحركة كما هي على الصعيد السياسي علاقة تفاهم وانفتاح كامل.
|