Wednesday 20th august,2003 11283العدد الاربعاء 22 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أحسن إلى رعيتك أحسن إلى رعيتك
محمد بن عبد العزيز الكرديس / بريدة

هناك حيث تتوقد المشاعر وتضطرم الأحاسيس ويشتعل الشوق الذي لطالما خبت ناره، هناك بجوار الكعبة المشرفة وفي بيت الله الحرام تتجلى الأخوة في الله وأخوة الدين العظيمة في مواقف شتى وكثيرة هناك حيث ترى الدموع السوافك، والعبرات الملتهبة والوجوه المستنيرة هناك حيث ترى بحق من جاءوا رغبة في الله ومناجاته والبعد كل البعد عن كل شيء يعكر هذا الجو الصافي هؤلاء هم كثير في مسجد الله الحرام نسأل الله أن يتقبلهم، وفي مقابل ذلك وبكل أسى وحزن هناك أناس جاءوا لينتهكوا حرمة البيت الحرام سواء علموا بذلك أم لم يعلموا، فهناك أناس قصدوا هذه الأمكنة لقضاء أمور معينة وتلبية رغبات محرمة فهؤلاء لهم الويل والوعيد وهناك أناس لم يعلموا بذلك فأتوا بأبنائهم وزجوا بهم في جوار بيت الله الحرام فمن هؤلاء رأينا المعاكسات العابثة ورأينا التهاون في الصلوات وعاينا الصبية مدخنين وإلى الله المشتكى، نحن ندرك أن هذا الأب المسكين عاكف في بيت الله المحرم يتعبد الله ولكنه في المقابل ترك الحبل على الغارب وأهمل العائلة بأسرها فالأولاد يعبثون هنا وهناك في الأسواق والبنات في الأسواق يزاحمن الرجال وبلا مبالة وقد يصدر من بعضهن تمايع وتكسر كما نشاهد في بعض الأوقات. وكلماتي هذه ليست حبراً على ورق وإنما واقع ملموس ومشاهد يشاهدها الغيورون وبكل أسى ولوعة على هذه الحال التي أصيب بها أبناء المسلمين من بنات وبنين الذين وفي الغالب لم يقدروا للمكان حرمته وهيبته ولم يشكروا الله على هذه النعمة الكبرى حيث خصهم بمجاورة بيته المحرم في يوم يتمنى فيه آلاف بل بلايين المسلمين يتمنون بأن يروا هذا الحرم ولو رؤية عابرة، أما يخاف هؤلاء من تبدل الأحوال وانقلاب الموازين فالنعم إذا شكرت قرت وإذا كفرت فرت فيا أيها العقلاء أما من أوبة إلى الله فالقضية في غاية الأهمية والخطورة ويترتب عليها أمور لا تسر عاقبتها من ضياع للأولاد وفساد للفتيات وهي كذلك مرهونة بالذمة والمسؤولية فأحسن إلى رعيتك أخي المبارك وأرعها حق الرعاية ولا تفرط فتندم يا رعاك الله.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved